كشفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) عن نواياها لتجنيد وإرسال مئات الجواسيس الجدد لدول الشرق الأوسط المختلفة، كجزء من خطة طموحة لتأسيس شبكة تجسس تنافس وكالة الاستخبارات الأمريكية «سى آى إيه». وحسب صحيفة واشنطن بوست، فإن «البنتاجون» يطمح فى تحويل وكالة الاستخبارات الدفاعية التابعة له، التى ركزت نشاطها خلال السنوات الماضية على تطورات العمليات العسكرية فى العراق وأفغانستان بشكل رئيسى، إلى وكالة تركز اهتمامها على كل التهديدات الصاعدة، خصوصاً فى منطقة الشرق «الأقصى والأوسط» بالتنسيق مع «سى آى إيه» التى باتت متخمة بملفات كثيرة. وكشف مسئولون فى البنتاجون أن عدد عملاء الوكالة -بعد الانتهاء من خطة التطوير- سيصل إلى نحو 1600 من «جامعى المعلومات الاستخبارية» فى العالم، وهو توسع كبير، مقارنة بإجمالى عدد عملاء الوكالة الحالى الذى لا يتجاوز بضعة مئات. وحسب مصادر الواشنطن بوست فإن أولويات وكالة الاستخبارات التابعة للبنتاجون، الذى يتوقع استمرار الاضطرابات وموجات التغيير فى العالم لعشر سنوات قادمة، ستتركز على رصد نشاط الجماعات الإسلامية النشطة فى أفريقيا وتهريب الأسلحة من كوريا الشمالية وإيران والتطور العسكرى فى الصين. يأتى هذا القرار على خلفية الانتقادات العنيفة التى تتعرض لها وكالة المخابرات المركزية (CIA)، منذ فشلها فى التنبؤ باندلاع ثورات الربيع العربى وحماية الأنظمة الصديقة مثل «بن على» و«مبارك»، ما أدى لارتباك الإدارة الأمريكية فى التعامل مع تطورات هذه الثورات خصوصاً فى تونس ومصر. وحسب دراسة أعدها باحثان بكلية لندن للاقتصاد عن «علاقة (CIA) بثورات الربيع العربى فإن تلك الثورات أثبتت أن كل المعتقدات العربية حول القدرات الأسطورية ل (CIA) مجرد أوهام»، فالوكالة التى بلغت ميزانيتها 80 مليار دولار فى عام2011 خذلت الإدارة الأمريكية وظهرت عاجزة عن التأثير فى أحداث المنطقة العربية، ما دفع «أوباما» لانتقادها علناً، بعد أن قدمت له تقارير أكدت فيها أن قوات الأمن التونسية ستتمكن، رغم المظاهرات الشعبية، من حماية «بن على» ولن يسقط وهو ما ثبت خطؤه، وسرعان ما انتقلت الثورة من تونس «الدولة الهامشية» إلى مصر «الدولة المحور» فى المنطقة.