تغيب وزير الثقافة د. محمد صابر عرب عن ندوة "السينما الإفريقية الحاضر والمستقبل"، التي نظمها مهرجان القاهرة السينمائى الدولي، وكان من المفترض أن يفتتحها الوزير مع السفيرة منى عمر مساعد وزير الخارجية لشؤون إفريقيا، وأدار الندوة الفنان محمود قابيل بعد أن تم اختصار فعالياتها إلى جلسة واحدة بدلا من جلستين، وقد كان مقرراً أن تدير الجلسة الثانية الفنانة يسرا اللوزى. شارك فى الندوة عدد من صناع السينما الإفريقية، منهم هانز كريستيان من ناميبيا، ونيوتن أودوكا من نيجيريا و فردوس بولبويا وفيز إيسكابرا ومايكل اجيرا من جنوب إفريقيا، وثيرون ديا من السنغال. بدأت الندوة بكلمة السفيرة منى عمر، التى تحدثت عن الفن كأداة من أدوات الدبلوماسية الناعمة، وعن دورها فى تعارف الشعوب ببعضها، وكيف أنها فى كثير من الأحيان تكون أكثر فعالية من دبلوماسية رجال السياسة التى تتناول القشور الخارجية للحياة دون أن تتوغل فى تفاصيل وملامح الشعوب الداخلية. وأضافت عمر "إقامة تلك الندوة فى المهرجان تعكس إرادتنا المجتمعية والسياسية للتأكيد على هوية مصر وانتمائها إلى إفريقيا، ذلك الانتماء الذى يتجاوز دائرة الجغرافيا إلى التاريخ والفن، بخاصة مع المشاركة المميزة فى المهرجان بتسعة أفلام من القارة السمراء". وأدارت الندوة فردوس بولبوليا من جنوب إفريقيا، وتحدثت عن دور الفيلم الإفريقى فى إعادة تشكيل صورة إفريقيان، إضافة إلى النجاح الذى حققته السينما النيجيرية على وجه الخصوص فى السنوات الماضية واكتسابها للقب "نوليود"، مشيرة إلى أنها تعتبر الآن منافسة لهوليود الأمريكية وبوليود الهندية. وعلقت على فكرة دعم الدولة هناك للإنتاج السينمائى، بأنها تخصص ما يقرب من 200 مليون دولار لصناعة السينما، لكن النظام المتبع هو أن ينتج صناع الأفلام أعمالهم بأنفسهم، ثم يطلبون الدعم من الدولة فيما بعد، ولا يحصل صانع الفيلم إلا على نسبة من 25 إلى 55 % فقط من تكلفة الإنتاج، أي أنها لا تدعم الإنتاج بشكل كامل. كما تطرق الحديث إلى عدد كبير من الموضوعات، منها دور الفيلم الأفريقى فى إعادة تشكيل صورة إفريقيا عالميا، وكيف كانت أداة لتحقيق التحرر الاجتماعى والثقافى والسياسى فى القارة كلها، ودورها فى إعادة بناء المجتمع الإفريقى بعد الاستعمار.