سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صدق أو لا تصدق: السينما النيجيرية تطيح ب«الهندية» وتحتل المركز الثانى بعد «هوليوود» إجمالى إنتاج «نوليوود» بلغ 2000 فيلم سنوياً.. وعدد العاملين 300 ألف شخص
تصاعدت صناعة السينما النيجيرية بسرعة شديدة فى مطلع التسعينات وصولاً إلى الألفية الثالثة لتصبح ثانى أكبر صناعة سينمائية فى العالم -من حيث عدد إنتاج الأفلام سنوياً- بعد الولاياتالمتحدة وقبل السينما الهندية مباشرة، وفق الإحصائيات التى وردت فى موقع ويكيبيديا، وأصبحت معروفة باسم «نوليوود» بإجمالى إنتاج سنوى يصل إلى 2000 فيلم، بينما بلغ عدد العاملين فى الصناعة 300 ألف شخص وما يقرب من 200 «فيديو منزلى» شهرياً. وتقديراً لهذه السينما خصصت مهرجانات دولية عديدة قسماً خاصاً بالسينما الأفريقية مثل مهرجان «قادش»، جنوبإسبانيا، وخُصص مهرجان خاص كامل بالسينما الأفريقية مثل مهرجان الأقصر. وتعد صناعة السينما النيجيرية الأكبر على مستوى القارة الأفريقية، سواء من حيث القيمة الفنية أو عدد الأفلام المنتجة سنوياً. بدأ أول إنتاج للسينما النيجيرية فى ستينات القرن الماضى على أيدى صناع أفلام مثل «أولا بالوجن» و«هوبرت أوجندى»، لكن الإحباط كان يسيطر عليهم بسبب ارتفاع التكلفة الإنتاجية للأفلام. وقد حفزت تكنولوجيا التصوير والمونتاج الرقمية ذات التكلفة الأقل إنتاج وانتشار أفلام الفيديو المنزلية. وفى 1992 تصدّر فيلم «العيش فى عبودية» شباك التذاكر فى نوليوود (مدينة صناعة السينما فى نيجيريا) وهو من نوعية أفلام الرعب للمخرج «كريس أوبى رابو» ويُعتبر الفيلم الأول الذى حقق نجاحاً باهراً، واعتُبر قفزة فى صناعة السينما فى نوليوود، ويحكى الفيلم قصة رجل ينضم إلى جماعة عبادات سرية، يقتل زوجته فى واحدة من الطقوس الخاصة بالجماعة، ثم يكسب ثروة هائلة كمكافأة إلى أن يطارده شبح زوجته المقتولة. النجاح الساحق لهذا الفيلم حفّز صناع الأفلام لإنتاج أعمال فنية أخرى سواء أفلام سينما أو أفلام منزلية والعمل على توزيعها فى المدن الرئيسية فى جميع أنحاء نيجيريا، وكان استخدام الإنجليزية كلغة ناطقة للسينما النيجيرية بدلاً من اللغة المحلية عاملاً مؤثراً فى عملية التسويق من خلال الملصقات والإعلانات التليفزيونية. منذ ذلك الحين انطلقت السينما النيجيرية إلى العالمية، بدءاً بالفيلم الكوميدى «أوسوفيا فى لندن» الذى كتبه وأخرجه «كينجسلى أوجرو» وقام ببطولته الممثل الكوميدى المشهور «نيكيم أواه»، وتدور أحداثه فى إطار كوميدى حول «أوسوفيا» الشاب القروى الذى يسافر من نيجيريا إلى لندن ليأخذ نصيبه من الميراث الذى تركه له أحد أقاربه بعد وفاته. واللافت أن معظم الأفلام النيجيرية لم تصوَّر فى استوديوهات كنظيرتها فى هوليوود وبوليوود، بل تم تصويرها فى أماكن عامة كالفنادق والبيوت والمكاتب التى كان يؤجرها مالكوها وتُكتب أسماؤها فى تيترات النهاية. أما عن التيمة الأساسية فى السينما النيجيرية فقد تمحورت حول المشكلات الأخلاقية التى ظهرت فى المجتمع النيجيرى الحديث، ومن ناحية أخرى تناول بعض الأفلام موضوع الفتنة الطائفية والعقائد الدينية مثل فيلم «رب واحد.. أمة واحدة»، وهو عن رجل مسلم وامرأة مسيحية يريدان الزواج، لكن يواجهان العديد من الصعوبات. وتعالج نوليوود مختلف الموضوعات من الرومانسية إلى البوليسية وحتى الموسيقية الاستعراضية والكوميدية، بخلاف الأفلام التى تتناول موضوعات فولكلورية تتعلق بطقوس وسحر وشعوذة المجتمع القبلى الأفريقى، ومعظمها ناطقة بالإنجليزية، إلا أن هناك أفلاماً أيضاً ناطقة بلغات محلية مثل الهاوسا. بقى أن نذكر أن التقنيات العالية وجودة الصورة الفنية لم تكن المعيار الأساسى لاحتلال السينما النيجيرية المركز الثانى بعد الولاياتالمتحدة، بل إن إنتاجها الغزير من الأفلام السينمائية -والرقمية بشكل أساسى- هو الذى وضعها فى هذا التصنيف العالمى.