ملامحه المصرية الخالصة، الممزوجة بلونه الخمري، جعلت وجهه مؤلفا لدى المشاهدين دون التركيز في اسمه، الذين ألفوا تواجده في أدوار عدة ب329 عملا فنيا بين أفلام ومسلسلات ومسرحيات وسهرات تليفزيونية، إلا أنه لم يكن من نجوم الشباك أوالصف الأول كما يطلق عليهم بل كان من أصحاب الأدوار الثانوية، ما جعله يذوب بين ثنايا الأعوام المتلاحقة خاصة عقب ثورة 25 يناير. ظهر الفنان سيد مصطفى، بشكل مباغت بين رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، الذين ناشدوا نقابة المهن التمثيلية بسرعة التدخل لإنقاذه، في الساعات الأولى من اليوم، بعد تداول "تدوينة" لأحد الشباب يدعى "مصطفى سليمان" يسرد فيها المعاناة والألم الذي يتعرض له ويصل إلى حد يجعله يتوسل لسائقي الميكروباص للركوب معهم، لعدم امتلاكه قيمة الأجرة، بمنطقة فيصل في الجيزة. وقال سليمان: "النهاردة الموقف كان كالآتي.. أنا خارج من شارع اللبيني بفيصل، لقيت راجل عجوز شبه بيتحايل على سواقين الميكروباصات يركبوه معاهم، وشوية بدأ يشاور للملاكي ومحدش بيقفله، شاورلي فوقفتله، واستأذني إنه يركب معايا لحد العشرين، لأنه تقريبا مش معاه فلوس يركب يروح". وتابع الشاب: "سألته من فتح باب الكلام: هل ليك أعمال قادمة؟ قالي بحزن إنه تقريبًا سنوات مشتغلش ولا مشهد، وسألته بيعيش إزاي قالي ربنا كريم". وأوضح سليمان: "عموما أنا عارف إن النقابة بتوفر معاشات للمتقاعدين، أزمة الفن عموما إن اللي بيشتغله ميعرفش يشتغل في أي حاجة غيره، وعشان كدة الفن لما بيدي لحد ضهره الدنيا بتلطش معاه، ابقوا وصلوا الموضوع لنقابة الممثلين". وهي الرواية التي أكدها الفنان سيد مصطفى، ل"الوطن"، في أول تصريح له عن هذه الواقعة، قائلا "أنا شخص مؤمن بالله، وعارف إن ربنا كريم، وأنا مريح بقالي فترة، ومش عارف أيه السبب إني مش بشتغل، وعلى حسب ما بيبعتولي بشوف"، رافضا التحدث في أي تفاصيل أخرى، بدعوى انشغاله بتفاصيل حياته اليومية. ومن جانبه، نفى الدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، عضوية سيد مصطفي، مؤكدا أنه ليس نقابيا وكان يعمل في مصلحة التليفونات وطلب المشاركة في بعض مشاهد الأعمال من قبل. وقال زكي، ل"الوطن": "ليس لدي مانع كنقابة لمساعدة أي شخص ينتمي للمجال الفني ولو من بعيد، وبالفعل أعطيت تكليفات بالبحث عنه لمساعدته". قبل قليل، استجاب زكي، لما نشرته "الوطن"، ويعقد جلسة مع الفنان سيد مصطفى، الآن في مكتبه؛ لتقديم كافة المساعدة الممكنة له، مؤكدا أنه سيتكلف بمساعدته؛ تقديرا لما قدمه للفن، على رغم أنه ليس عضوا نقابيا، مؤكدا أنه دور النقابة التي لا تتخل عن أحد فنانيها أيا كان وضعه". يذكر أن واقعة الفنان سيد مصطفى، تشبه حالة الفنان عبدالعزيز مكيوي، الذي انتشرت صورا له قبل عامين، وهو نائم في الشارع، وبجانبه كرسي متحرك يستخدمه في التنقل، ويمتلك مصطفى تاريخا كبيرا من الأعمال من بينها: "مسلسل راجل و6 ستات، إمام الدعاة"، وأفلام: "على باب الوزير، المشبوه، الجمالية، رجل فقد عقله، لن أغفر أبدا، وكالة البلح، وحوش الميناء، تزوير في أوراق رسمية، إعدام ميت".
