أدانت القوى الوطنية بالشرقية العنف الواقع بين الفصائل السياسية المختلفة جراء التأييد والاعتراض على الإعلان الدستوري الذي أصدره الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، واندساس بعض البلطجية بين صفوف الطرفين لإشعال الصراع، منددين بما أسفرت عنه الاشتباكات من وقوع عدد من الإصابات ووفاة اثنين، هما إسلام فتحي مسعود (15 عاما) بدمنهور وجابر صلاح "جيكا" بشارع محمد محمود، وكذلك بتبادل الاتهامات بين جماعة الإخوان المسلمين والأحزاب الأخرى، مثل التيار الشعبي وحزب الدستور وحركة شباب 6 أبريل وغيرها، واتهام كل منهم الآخر بالتسبب في الأحداث. وقال الشيخ هشام أباظة، القيادي بجماعة الجهاد والأمين العام لاتحاد القوى الوطنية بالشرقية، إن العنف الذي يحدث خلال التظاهرات وكذلك الهجوم على المنشآت والتعدي عليها أمر غير مقبول، متابعا أن تطورات هذا العنف والتي ستؤدي لوقوع شهداء وضحايا سيتحمل عواقبها الشعب المصري. وأرجع أباظة أسباب العنف إلى اندساس فلول وأتباع الحزب الوطني المنحل بين صفوف المتظاهرين لتأجيج وإشعال الأحداث وإيقاع الفتنة بين أبناء الشعب الواحد، مطالبا الجميع بضبط النفس والتعبير عن الآراء بحرية وسلمية دون استخدام العنف، لافتا إلى أن دم المصريين غالٍ أيا كانت اتجاهاتهم أو أفكارهم. وأكد الشيخ جمال متولي، الأمين العام لحزب النور بالشرقية، أنه ينبغي على الجميع احترام رأي الآخر مهما تباينت الآراء، لافتا إلى إنه لا ينبغي أن يمارس المصريون العنف لأنه سيقود المصريين لحرب أهلية. وأشار متولي إلى أن مصر أكبر من أن نختلف بهذا العنف، لأن المصريين أهل سماحة وطيبة، مضيفا أن ذلك ما لمسه الجميع خلال ثورة 25 يناير، حيث كان الاختلاف لا يقتصر فقط على الأفكار والسياسات وإنما الأديان أيضا، ومع ذلك كان الجميع يدا واحدة، وهذا يعني أنه لو أعلا المصريون قيمة الوطن ومصلحته فلن يصلوا إلى هذه المرحلة. وطالب بأن يحترم الجميع آراء الطرف الآخر وأن تكون التظاهرات سلمية منذ بدايتها حتى نهايتها، حتى لا تحترق جموع الشعب بنار المعارك، وأن يعمل الإعلام على إذكاء روح التوافق بين الجميع وإعلاء شأن المصلحه العليا للوطن. بينما حمَّل الدكتور محمد فريد الصادق، الفقيه الدستوري ومدير مكتب الدراسات القانونية بالشرقية، مسؤولية الدماء والعنف بين المتظاهرين لرئيس الجمهورية، الدكتور محمد مرسي، الذي "انتخبه معظم الشعب ليس عن قناعة وإنما أملا في إبعاد أحمد شفيق"، متابعا أن "مرسي وجماعة الإخوان المسلمين يريدون تطبيق مبدأ فرق تسد، ولكنهم جمعوا الشعب ضدهم". وطالب الصادق مرسي والإخوان وكذلك المتظاهرين من كافة التيارات بعدم اللجوء للعنف حتى لا يحترق الوطن.