كانت موافقة «سهام» السريعة على الزواج من «محمد» الذى تبدو عليه علامات الإعاقة الذهنية، مصدراً لشكه.. الشاب رفضته عدة فتيات بسبب شكله.. وتحول شكه إلى يقين بعد عام من الزواج عندما تحولت حياته إلى جحيم على يد زوجته.. وتبين أنها كانت طامعة فى الشقة التى ورثها، وتحايلت على القانون لتجبره على التنازل عنها، ثم طردته وأقامت ضده دعوى نفقة واتهمته بالسرقة. جسد ممتلئ ووجه عابس، وقدمان لا تقويان على الوقوف، مشهد يلخص الظروف التى يعيش فيها «محمد»، العامل البسيط بمستشفى الهلال، الذى وقف بطرقة محكمة زنانيرى ينتظر دوره فى الرول، حيث أقامت زوجته دعوى طلاق للضرر ونفقة صغير وتبديد منقولات، فيما جلست الزوجة على الجانب الآخر تتحدث مع صديقتها التى حضرت برفقتها للمحكمة. الزوج قدم للمحكمة مستنداً به تقرير طبى مفاده أن الزوجة قامت بضربه بسكين أكثر من مرة وشروع فى قتله وأنه توجه لقسم الشرطة لتحرير محضر ضدها، ولكنه خاف أن تظل الزوجة بالحجز فتنازل عن المحضر بنفس اليوم، وقال للقاضى «صعبت عليا وخفت تتحبس وهى وقتها كانت حامل ورغم كل اللى عملته معايا كنت طيب معاها وعمرى ما ظلمتها وراعيت ربنا فيها». وفى الوقت الذى قضت فيه المحكمة للزوجة بنفقة صغير قدرها 500 جنيه شهرياً، استأنف الزوج على الحكم وقدم شهادات طبية تفيد أنه يعالج ويحتاج لمصاريف لشراء الدواء وروشتات من طبيب وعقب اطلاع المحكمة على المستندات حكمت بنفقة صغير 250 جنيهاً فقط. يقول الزوج الثلاثينى فى بداية حديثه ل«الوطن»: «أنا عشت معاناة 365 يوم، ذل وحبس وضرب واتهام بالسرقة، فمنذ بداية زواجى وأنا فى دوامة مشاكل وتصرفات لا يتحملها أحد، لأن الزوجة استغلت ظروف أننى معاق فى شكلى الخارجى وتخيلت أن إعاقتى فى شكلى وعقلى وظلت تعاملنى بهذا المنطلق، إلى أن أصبحت معدوم الشخصية أمامها خاصة أننى وحيد ليس لى أحد، والدتى توفيت وتركتنى وشقيقتى». طردته من الشقة التى ورثها واستغرب أنها قبلت الزواج منه.. استولت على الشقة «وهتتجوز صديق أخوها» وأضاف: «نشأت فى عائلة متوسطة ولأن والدتى ووالدى كانت تربطهما صلة قرابة، وضعتنى والدتى لأصبح معاقاً فى الشكل ومن يرانى يتخيل أننى معاق بالعقل، لكننى مدرك لكل ما يحدث حولى وتعلمت حيث حصلت على دبلوم التجارة وساعدتنى شقيقتى فى الحصول على وظيفة عامل بمستشفى الهلال لأن شقيقتى ترأس قسم التمريض داخل المستشفى، ووالدتى كان لها دور فى حياتى لن أنساه وعقب وفاتها أصبحت ميتاً من الداخل وبلا أمل بحياتى إلى أن عرضت شقيقتى أن أتزوج وأبحث عن عروسة، وطرقت أكثر من باب للزواج لكن كل فتاة كانت ترى شكلى ترفضنى وتتخيل أننى مريض أو معتوه ولم تقبل بى سوى سهام، حيث قابلتها بالمستشفى لأن والدتها كانت مريضة وطلبت من شقيقتى أن تعرض عليها الزواج وقبلت دون تردد ما جعلنى حينها أستغرب من قبولها». وتابع الزوج: «تخيلت أن قبول سهام زواجى سيعوضنى عن كل ما حدث فى حياتى من معاناة فى تعاملى مع الناس وفقدان والدتى، لكن ما خفى كان أصعب مع زوجة كانت تبحث عن الراتب والشقة وكل ما أمتلكه لتأخذه لنفسها». «محمد»: ولدت معاقاً وزوجتى حصلت على تقرير طبى مزور لتتهمنى بضربها كى تحبسنى يعود «محمود» قليلاً بالذاكرة للوراء: «بدأت حياتنا الزوجية وعقب مرور أيام على زواجى وذهابى لعملى حصلت على راتبى الشهرى لأقوم بشراء كل مستلزمات مسكن الزوجية وبعودتى للمنزل قامت الزوج بافتعال مشادة كلامية معى لأنها لا تريدنى أن أشترى شيئاً يخص المنزل وطلبت أخذ الراتب كاملاً وإعطائى مصروفاً شهرياً وبرفضى غضبت فقمت بدفعها بعيداً عنى ففوجئت بسكينة بيدها صوبتها نحو وجهى لولا أننى تحاشيتها بأعجوبة لفقدت عينى وتركت السكينة خطاً بارزاً فى وجهى وتركتنى أنزف الدماء، وعندما هددتها بإبلاغ الشرطة خافت وظلت تبكى أمامى وقالت إن الشيطان دخل بيننا، فسامحتها». يكمل «محمد» وقد بدت عليه علامات الندم والحزن: «زوجتى أسوأ سيدة على وجه الأرض، فعقب حملها طلبت أن أكتب عقد مسكن الزوجية باسمها لكننى رفضت وقلت لها أنا ورثت الشقة ولا يمكن أن أفرط فى إرث أهلى، وتلك المرة دفعتنى بسكين فى صدرى وكادت أن تقتلنى، فأسعفنى شقيقها وطلبت عمل تقرير طبى من المستشفى وذهبت به لقسم الشرطة متهماً إياها بالشروع فى قتلى لكننى عندما أدركت أنها ستحبس وتدخل القفص لم أستطع التحمل وتنازلت عن المحضر ووعدتنى أنها لن تفعل تلك الأشياء مرة أخرى». وأوضح «محمد» أن زوجته استعانت بممرض للحصول على تقرير طبى بأنها تعالج لمدة 21 يوماً من كدمات وكسور بجسدها لتذهب لقسم شرطة المقطم وتبلغ عنه، ليفاجأ بقوة من القسم تلقى القبض عليه، وتم حبسه لمدة يوم، ثم جاءت له قائلة: «أنا ممكن أطلعك من الحبس فى حالة واحدة أنك تكتب عقد الشقة باسمى بيع وشراء»، يقول «محمد»: «قبلت دون تردد وتنازلت لها عن الشقة التى لا أمتلك غيرها ومن يومها كانت تعاملنى أسوأ معاملة، إلى أن أحضرت والدتها لتقيم معنا فى الشقة ثم قامت بطردى، لأفاجأ بصديق شقيقها يهددنى بعدم العودة للشقة مرة أخرى لأنه اتفق مع زوجتى على الزواج بعد أن تنفصل عنى». «محمد» أكد أنه ذهب لزوجته وبيده لعبة لابنه، إلا أنها تشاجرت معه وعايرته قائلة: «أنا اتجوزتك عشان آخد الشقة منك، انت مفكر نفسك راجل؟، انت عبيط وعيل، وانسى إنك تشوف ابنك تانى»، وتابع: «قمت بصفعها على وجهها فجن جنونها وضربتنى بسكين بذراعى وأصابتنى بجرح قطعى بها وذهبت لقسم الشرطة واتهمت زوجتى وحماتى بضربى، وتم حبسهما لمدة 3 أيام، وعقب خروجهما لجأت لمحكمة الأسرة لتطلب الطلاق والنفقة وقائمة المنقولات الزوجية التى اتهمتنى بسرقتها».