اليوم.. الأوقاف تفتتح 10 مساجد بالمحافظات    رغم تهديد إسرائيل، البرلمان الدنماركي يحدد موعد التصويت على الاعتراف بالدولة الفلسطينية    هيثم عرابي: فيوتشر يحتاج للنجوم.. والبعض كان يريد تعثرنا    خالد جلال: جوميز ركز على الكونفدرالية فقط.. وهذه نصيحتي لفتوح    الأرصاد: طقس اليوم حار نهارا ومعتدل ليلًا على أغلب الأنحاء    عائشة بن أحمد تكشف سر العزوبية: أنا ست جبانة بهرب من الحب.. خايفة اتوجع    هشام ماجد: «اللعبة 5» في مرحلة الكتابة.. وهذه قصة صداقتي مع شيكو    بايدن: لن نرسل قوات أمريكية إلى هايتى    وزير خارجية السعودية يبحث هاتفيًا مع رئيس وزراء فلسطين الأوضاع فى الضفة وغزة    السفير رياض منصور: الموقف المصري مشرف وشجاع.. ويقف مع فلسطين ظالمة ومظلومة    بوتين يصل إلى بيلاروس في زيارة رسمية تستغرق يومين    متحدث الوزراء: المجلس الوطني للتعليم والابتكار سيضم رجال أعمال    كسر محبس مياه فى منطقة كعابيش بفيصل وانقطاع الخدمة عن بعض المناطق    الزمالك ضد فيوتشر.. أول قرار لجوزيه جوميز بعد المباراة    منتخب مصر يخسر من المغرب فى ربع نهائى بطولة أفريقيا للساق الواحدة    محمد عبد المنصف: الأهلي «عمل الصح» قبل مباراة الترجي    سيد معوض يكشف عن روشتة فوز الأهلي على الترجي    وفد قطرى والشيخ إبراهيم العرجانى يبحثون التعاون بين شركات اتحاد القبائل ومجموعة الشيخ جاسم    إصابة 5 أشخاص إثر حادث اصطدام سيارة بسور محطة مترو فيصل    «حبيبة» و«جنات» ناجيتان من حادث معدية أبو غالب: «2 سواقين زقوا الميكروباص في الميه»    30 دقيقة تأخر في حركة القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية».. الجمعة 24 مايو 2024    تمنحهم رعاية شبه أسرية| حضن كبير للأيتام في «البيوت الصغيرة»    تشييع جثمان شقيق مدحت صالح من مسجد الحصرى بعد صلاة الجمعة    أصداء «رسالة الغفران» في لوحات عصر النهضة| «النعيم والجحيم».. رؤية المبدع المسلم وصلت أوروبا    الهندية كانى كسروتى تدعم غزة فى مهرجان كان ب شق بطيخة على هيئة حقيبة    كاريكاتير اليوم السابع.. العثور على مومياء أثرية ملقاة بالشارع فى أسوان    سورة الكهف مكتوبة كاملة بالتشكيل |يمكنك الكتابة والقراءة    يوم الجمعة، تعرف على أهمية وفضل الجمعة في حياة المسلمين    شعبة الأدوية: التسعيرة الجبرية في مصر تعوق التصدير.. المستورد يلتزم بسعر بلد المنشأ    الصحة العالمية تحذر من حيل شركات التبغ لاستهداف الشباب.. ما القصة؟    10 شهداء بينهم أطفال ونساء جراء قصف الاحتلال شقة سكنية في قطاع غزة    وفد قطري يزور اتحاد القبائل العربية لبحث التعاون المشترك    سعر الدولار مقابل الجنيه بعد قرار البنك المركزي تثبيت أسعار الفائدة    بعد تثبيت الفائدة.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الجمعة 24 مايو 2024    المعمل الجنائي يفحص آثار حريق داخل محطة تجارب بكلية الزراعة جامعة القاهرة    مقتل مدرس على يد زوج إحدى طالباته بالمنوفية: "مش عايزها تاخد دروس"    إخفاء وإتلاف أدلة، مفاجأة في تحقيقات تسمم العشرات بمطعم برجر شهير بالسعودية    «الوضع الاقتصادي للصحفيين».. خالد البلشي يكشف تفاصيل لقائه برئيس الوزراء    استقالة عمرو أنور من تدريب طنطا    يمن الحماقي: أتمنى ألا أرى تعويما آخرا للجنيه المصري    «صحة البرلمان» تكشف الهدف من قانون المنشآت الصحية    افتكروا كلامي.. خالد أبو بكر: لا حل لأي معضلة بالشرق الأوسط بدون مصر    مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: الحصول على العضوية الكاملة تتوقف على الفيتو الأمريكي    حظك اليوم برج الحوت الجمعة 24-5-2024 مهنيا وعاطفيا.. فرصة للتألق    حظك اليوم برج الجدي الجمعة 24-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    حزب الله اللبناني يعلن استهدف جنود إسرائيليين عند مثلث السروات مقابل بلدة يارون بالصواريخ    إصابة فتاة إثر تناولها مادة سامة بقنا    خبطة في مقتل.. تفاصيل ضبط ترسانة من الأسلحة والمخدرات بمطروح    أسعار الدواجن البيضاء في المزرعة والأسواق اليوم الجمعة 24-5-2024    "فوز الهلال وتعادل النصر".. نتائج مباريات أمس بالدوري السعودي للمحترفين    لمستخدمي الآيفون.. 6 نصائح للحفاظ على الهواتف والبطاريات في ظل الموجة الحارة    طريقة الاستعلام عن معاشات شهر يونيو.. أماكن الصرف وحقيقة الزيادة    «فيها جهاز تكييف رباني».. أستاذ أمراض صدرية يكشف مفاجأة عن أنف الإنسان (فيديو)    انتهاء فعاليات الدورة التدريبية على أعمال طب الاسرة    انعقاد الجلسة الخامسة لمجلس جامعة الدلتا التكنولوجية    ما هي شروط الاستطاعة في الحج للرجال    ما حكم سقوط الشعر خلال تمشيطه أثناء الحج؟ أمين الفتوى يجيب (فيديو)    رجل متزوج يحب سيدة آخري متزوجة.. وأمين الفتوى ينصح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس جمهورية الشيشان: إعدام صدام حسين كان أكبر المآسى التى مررت بها طوال حياتى
نشر في الوطن يوم 26 - 11 - 2015

رمزان قاديروف ل«البيت بيتك»: أحلم بأن يرسل «بوتين» قوات برية إلى سوريا
عندما خرجت جموع الشيشانيين للمطالبة بالانفصال عن روسيا كنت مُجبَراً على تنفيذ الإرادة الشعبية، فقاتلنا جميعاً ضد الجيش الروسى.. وعندما أيقن الشعب أن نتيجة ذلك ستكون كارثية، وأن البلاد أصبحت مرتعاً للإرهاب الدولى قاتلنا جميعاً مع روسيا ولو خرج الشعب مطالباً بالانفصال عنها.. فسأقف مؤيداً لمطلبه ومدافعاً عنه.
هكذا تحدث الرئيس الشيشانى رمزان قاديروف فى لقائه مع برنامج «البيت بيتك» على فضائية «TEN» مع الإعلامى عمرو عبدالحميد، كما تحدث عن مختلف الأمور والشئون فى الشيشان، وعلاقتها بالاتحاد السوفيتى، والنواحى السياسية والاجتماعية والدينية، وكيفية مواجهته ظاهرة الإرهاب والمافيا فى بلاده، حتى أصبحت خالية تماماً منهما، فإلى نص الحوار:
■ كنت هنا آخر مرة منذ عشر سنوات، المدينة تبدلت إلى الأفضل، كيف حدث ذلك؟
- فى واقع الأمر، إنها ثمرة جهود مشتركة من المركز الفيدرالى وجميع أفراد الشعب الشيشانى، لقد مل الشعب من الحرب، وتعبوا من تلك المآسى، لقد انتصرنا فى صراعنا ضد الإرهاب، وبدأنا فى إعادة بناء جمهوريتنا فى كل المجالات الاجتماعية والاقتصادية، ولقد ساعدنا الله فى ذلك، ونفّذنا كل البرامج والخطط لرفع شأن بلدنا، ونحمد الله على أننا تخطينا الصعاب وأصبح الوضع أفضل فى كل المجالات.
مَن لم يحصل على شهادته من الأزهر فلا نثق به.. وهو جامعة عريقة وقوية يتعيَّن علينا دعمها.. وندعو دائماً علماء الأزهر للخطابة فى مساجدنا
■ تقولون إنكم قضيتم على الإرهاب، هل أنتم متأكدون من ذلك؟
- مائة فى المائة. إنها ليست مجرَّد كلمات جوفاء، لأن كل الشعب الشيشانى أصبح يعى ما الإرهاب. بالطبع مجموعات من الصبية والمراهقين لا يفهمون جوهر الإسلام، ويستجيبون لدعوات مغرضة ممن يدّعون الحديث باسم الإسلام، وهم فى واقع الأمر صنيعة أجهزة مخابرات غربية، لكن مع ذلك نحن نواجه هؤلاء، ومن لا يفهم الحقيقة نجبره على فهمها.
■ كيف؟
- لدينا علماء أجلَّاء تلقوا علومهم الدينية فى مصر وسوريا يفسرون الأحاديث النبوية والقرآن الكريم، ويقومون بشرح جوهر الإسلام الحقيقى. أما من يعرض بوجهه عن السنة والتعاليم الدينية والعادات والتقاليد، فنتعامل معه بطرق أخرى. ولا مزاح فى ذلك. إما أن يستجيب، وإما أن نمنحه تذكرة سفر دون عودة، سفر إلى العالم الآخر.
■ ما دمتم تتحدثون عن ذلك، أنا شاهدت منذ فترة قصيرة لقطات فيديو كنتم تتحدثون فيها مع بعض الشباب الذين كانوا يرغبون فى الانضمام إلى «داعش»، أو كما تسمونها «الدولة الإبليسية»، كيف تعاملتم وتحقق لكم ذلك؟
- فى واقع الأمر نحن اشتغلنا على ذلك منذ فترة طويلة، فى البداية ظهر لديهم أحد الأشخاص أطلق على نفسه «الإمام»، ومن هنا بدأنا عملية المتابعة والملاحقة ومنحناهم فرصة لكى نعرف طريقة هذا الإمام المدعى فى تجنيد هؤلاء الشباب. وبالفعل نجح فى استقطاب عشرة منهم وحينها أيقنَّا بضرورة التدخل، فقبضنا الشهر الماضى على بعض منهم، وخاطبنا أسر الباقين، حسب العادات والتقاليد الشيشانية، لكى يقوموا بتسليمهم لنا، وبدأنا الحوار معهم، والبرهنة على أنهم يسيرون فى الطريق الخطأ، واستعنَّا فى كل ذلك بالقرآن والسنة.
مقاتلو «الدولة الإبليسية» كفرونى واتهمونى بالشرك وهم لا يختلفون كثيراً عن الخوارج والسلفيين
إن هؤلاء الشباب لا يختلفون كثيراً عن الوهابيين والخوارج والسلفيين وكل من يقاتل تحت لواء ما نسميه الدولة الإبليسية، وهم جميعاً يحققون أهداف الغرب وأوروبا. ومن يقف فى صف هؤلاء، فإنه يقف ضد الله سبحانه وتعالى، وضد سنة نبيه، صلى الله عليه وسلم. لقد تحدثنا مع هؤلاء الشباب وفهموا الحقيقة. وأقسموا على ترك هذا الطريق، وطلبوا أن نعفو عنهم، وكان ذلك أمام أسرهم وعائلاتهم. هم الآن يعيشون حياة طبيعية بعد أن فهموا أنهم كانوا أسرى لتلك الأيديولوجيا الهدامة، لقد كانوا يتهموننى فى السابق بأنى مُشرك، وكانوا يعتبروننى عدوهم رقم1، لذا خططوا لقتلى.
■ عندما كنت تقاتل أنت بنفسك ضد روسيا فى الحرب الشيشانية الأولى، وخضت عديداً من المعارك ضد الجيش الروسى، كيف انتقلت من جبهة إلى أخرى، وأصبحت تقاتل مع القوات الروسية ضد الانفصاليين؟
- أقول دائماً إننى لم أكن يوماً مع روسيا، كما لم أكن ضدها، بل كنت دائماً مع الشعب الشيشانى. هو وحده فقط يحدد موقعى فى أى قضية، لذلك عندما خرجت جموع الشيشانيين للمطالبة بالانفصال عن روسيا، كنت مجبراً على تنفيذ الإرادة الشعبية فقاتلنا جميعاً ضد الجيش الروسى، وعندما أيقن الشعب أن نتيجة ذلك ستكون كارثية، وأن البلاد أصبحت مرتعاً للإرهاب الدولى وقادته أمثال بساييف وخطاب، وغيرهما ممن دمروا الجمهورية، وقتلوا وشردوا عشرات آلاف من المواطنين، وتركوا الآلاف معاقين وعجزة نتيجة العمليات الإرهابية التى ارتكبوها، أيقن الشعب بضرورة تصحيح الخطأ، فأجرينا استفتاء شعبياً، واختاروا البقاء ضمن الدولة الروسية.
■ ماذا لو خرج الشعب مطالباً بالانفصال عن روسيا؟
- بالتأكيد سأقف مؤيداً لمطلب الشعب، ومدافعاً عنه.
■ بعد الحادث المأساوى الذى وقع فى شبه جزيرة سيناء بسقوط الطائرة الروسية، وبعد إعلان السلطات الروسية أن الحادث عمل إرهابى، أكد الرئيس الروسى بوتين أن بلاده ستفعل كل ما فى وسعها لمعاقبة مرتكبى هذه الجريمة، كيف يمكن فهم ذلك؟
- يمكن فهمه بشكل مباشر، القضاء على هؤلاء الإرهابيين ومن وراءهم أينما كانوا، إنها سياسة رئيسنا الواضحة التى تحظى برضا شعبنا. سأكون فخوراً وسعيداً إذا ما قُدر لى أن أشارك شخصياً فى القضاء على هؤلاء، لأن هذا العمل الإرهابى وحشى، فالطائرة كانت تقل أطفالاً ونساء. كيف يمكن الإقدام على هذه الخطوة؟! وكيف يمكن وصف هؤلاء الإرهابيين؟! وما الفكر الذى يعتنقونه؟!
■ الآن روسيا تحارب ضد «داعش» فى سوريا، ألا يمكن أن يتسبب ذلك فى أن يعد هذا التنظيم الإرهابى لعمليات ثأرية فى المنشآت الحيوية الروسية؟
- من الممكن أن يحدث أى شىء، من الممكن أن يقع زلزال، كل شىء بإرادة الله، لو خشينا أن يسقط شىء من السماء أو يخرج شىء من الأرض، فسنعيش فى رعب دائم. روسيا على مر الزمن كانت وستظل العدو رقم واحد للإرهابيين، وأنا رأيى الشخصى أن هؤلاء الشياطين يستهدفون بلادنا وشعبنا بالأساس، وقد برهن الرئيس بوتين على ذلك أكثر من مرة، وبالتالى قرر أن يلاحقهم فى سوريا، ورأيى الخاص أن هذه الملاحقة ينقصها حملة برية روسية ضد داعش فى سوريا.
نواجه «صبية ومراهقين» يستجيبون لدعوات مغرضة ولا يفهمون جوهر الإسلام ومن لا يفهم نجبره على الفهم
■ فى رأيكم مَن يقف وراء ظهور «داعش» ويتسبب فى كل ما يجرى فى سوريا؟
- أمريكا، إنها مذنبة بنسبة مليار فى المائة، وأكثر من ذلك أقول إن كل العمليات الإرهابية التى تقع فى مناطق مختلفة من العالم سببها أمريكا. على الأمريكيين مواجهة الحقيقة بمنح الشعب السورى حق تقرير المصير بنفسه، عليهم ألا يتدخلوا فى الشئون الداخلية للدول، كما فعلوا فى مصر وليبيا والعراق.
وروسيا لا تتدخل؟
- روسيا تدخلت فقط. بعد أن دمر الأمريكان كل شىء ولم يتحقق لهم أى شىء. فقط ملايين القتلى والمصابين والمهجّرين من ديارهم ومن بقى من السوريين فى مناطق داعش يموتون من الجوع والرعب. وعندما اقتربت المخاطر وهددت أمننا القومى بشكل واضح وصريح اتخذ الرئيس بوتين قراره بملاحقة تنظيم داعش فى سوريا.
■ يقولون إنك ديكتاتور؟
- أنا ديكتاتور ديمقراطى، هكذا أمزح. هل تعلم بأن الجمهورية الشيشانية هى أكثر الأقاليم الروسية تطوراً وتقدماً فى مجالات عديدة؟ إن إرادة الشعب بالنسبة لى هى أهم شىء.
■ لا إرادة الرئيس؟
- الرئيس يعلم تماماً أنه عبد فقير إلى الله وخادم للشعب، حسب استطلاعات الرأى لو أجريت انتخابات اليوم لصوَّت لصالحى 98.3% وفقاً لمراكز مستقلة.
■ أين المعارضة؟
- ما حاجتنا إلى المعارضة إذا كانت الجمهورية مزدهرة؟! أنا دائماً أقول لمن يريد أن يعارض: «تعالوا واذهبوا إلى أى مدينة ومارسوا أعمالاً تنفيذية، وبرهنوا بإدارتكم على تحقيق واحد فى المائة مما نحققه، لو استطعتم ذلك فسأتنازل لكم عن الحكم». إنهم يثرثرون لا أكثر ولا أقل ويرفعون شعارات الغرب.
■ فى البلدان الغربية يعيش الناس أيضاً بشكل جيد، ولكن توجد معارضة؟
- أين؟!
■ فى كل مكان، فرنسا، إيطاليا، إلخ.
- تقصد معارضة مصطنعة؟!
■ لماذا مصطنعة؟!
- إنها لعبة مكشوفة، نحن نعلم جيداً من سيكون الرئيس فى كل انتخابات فى أوروبا، مثلاً فى فرنسا الجميع كان موقناً أن أولاند سيفوز بالرئاسة، وبعد توليه لم تمنعه المعارضة من اتخاذ أى قرار. وها هى ذى أمريكا تقصف فى كل مكان ولا صوت للمعارضة، تَذكَّر مقتل القذافى وإعدام صدام حسين، هل تتخيل أنهم أعدموا رئيس جمهورية؟ أين كانت المعارضة؟ تَذكَّر كيف تدخلوا فى شئون مصر الداخلية.
قضينا تماماً على الإرهاب والشعب الشيشانى كله يدرك خطورته.. وأغلقنا مراكز ألعاب القمار.. والملاهى الليلية لا يحظرها الدين فقط بل لا تقبل بها تقاليدنا
■ هل تأسفت لإعدام صدام حسين؟
- لقد كان من أكبر المآسى التى مررت بها طوال حياتى حين قامت أمريكا بتنفيذ الإعدام فى رئيس مسلم. لماذا قاموا بذلك؟ لقد كان صدام موالياً لهم، وصديقاً لوزير الدفاع الأمريكى، ونفّذ نصائحهم باحتلال الكويت، لقد كان رجلهم فى المنطقة، إنهم لم ينفذوا حكم الإعدام فى «صدام»، بل فى كل المسلمين. تلك سياستهم دائماً.
■ هل يحبك الشعب؟
- والله أقول لك الصدق، لو التقيت والد أحد الإرهابيين الذين قمنا بتصفيتهم فى عمليات مكافحة الإرهاب، وشعرت بدرجة ما أن هذا الوالد لا يحبنى، لفقدت احترامى لنفسى.
■ ربما لأن الرئيس بوتين يحبكم؟
- قبل أى أحد، الله يحبنى ويساعدنى، وبالتالى إذا تمتعت بحب الخالق، فمن الطبيعى أن يحبنى الآخرون، بالطبع على الساحة السياسية فى الوقت الراهن من المهم جدًّا أن أحصل على دعم الرئيس بوتين، لأن ذلك يتيح لى حل المسائل والقضايا المستعصية، ومن الطبيعى أن أسعى أنا كحاكم لجمهورية روسية للحصول على دعم وتأييد الرئيس الروسى. وأنا أعترف لك بأن بوتين لا يدعمنى فقط كرئيس للشيشان، ولكن أيضاً يدعمنى لشخصى، وهو ما أقدره جدًّا.
■ لو قرر بوتين إرسال قوات برية إلى سوريا، هل ستوافق على ذلك؟
- لدينا فى روسيا رئيس واحد، يرأس جميع الأقاليم التى تتكون منها روسيا، ويرأسنى شخصياً، وليس مفروضاً عليه أن يسألنا عن رأينا فى مسائل كهذه، لكننى أحلم بأن يتخذ هذا القرار بإرسال قوات برية إلى سوريا، لأننى منذ عام 1999 أقسمت على القرآن أن أهب حياتى لمكافحة هؤلاء الإرهابيين الشياطين، إنه واجبى الذى أتمسك به، وقبل كل شىء من الواجب علىّ كمسلم وكشيشانى أن أفعل ذلك.
■ كيف يعيش غير المسلمين فى الشيشان؟
- يعيشون بشكل رائع، لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات، ونحن كسلطة نوفِّر لهم كل الإمكانيات المطلوبة ونبنى لهم دور عبادة ونرعى مقابرهم، سواء كان ذلك للمسيحيين أو اليهود أو لأتباع أى مذهب آخر.
■ تقولون إنهم يعيشون بشكل رائع، لكن ألا يشعرون بالقلق عندما تسير نساؤهم مثلاً فى الشارع دون حجاب؟
- إنه أمر يخصهن. النساء الروسيات كُنّ يرتدين غطاء الرأس والملابس الطويلة فى الماضى تماماً كالمسلمات، ارجع إلى التاريخ وستجد البراهين على ذلك. المسيحيات يرتدين ملابسهن حسبما تسمح لهن شريعتهن، أما المسلمات الملتزمات بتعاليم دينهن فيرتدين الملابس الشرعية التى تكون فى حالات كثيرة ذات طابع عصرى وفق «الموضة»، ونحن فى الحكومة نتوجه إلى النساء والفتيات لحثهن على التمسك بالزى الشرعى، أما غير المسلمات فلهن كامل الحرية فى ارتداء ما يحلو لهن.
■ أليست الشيشان جزءاً من روسيا التى هى دولة علمانية؟
- بلى، هى دولة علمانية، لكنّ لدينا حقوقاً متساوية، وليس معنى أننى مواطن روسى أن أفرِّط فى حق من حقوقى ولن أسمح كرئيس لجمهورية غالبية سكانها من المسلمين أن تهدر حقوقهم وأن يحول أحد دونها، فى هذه الحالة سأكون أول من يخرج معترضاً على إهدار حقوق شعبى المسلم. إنه واجبى أن أدافع عنهم وأدافع عن القرآن والسنة.
■ هل أفهم أنك تريد تطبيق الشريعة الإسلامية؟
- الشريعة لا تعنى بالضرورة قطع الأيدى والرقاب، بل بالعكس، الشريعة حسب مفهومى هى الوسيلة التى تحول دون الأعمال الإرهابية، لذلك ندعو مواطنينا فى الشيشان إلى أن يتبعوا سنة النبى الكريم، وفق تعاليم القرآن، وهو ما ننجح فيه. بالمناسبة أنا كرئيس للشيشان أبنائى جميعهم يحفظون القرآن، كما أن زوجتى ترتدى الحجاب، وابنتى أيضاً ترتديه بعدما بلغت سن الثانية عشرة، ولم أفرض عليها ذلك، فقط عندما بلغت هذه السن جلست معها وقلت لها: لقد أصبحتِ فتاة بالغة يتعين عليكِ ارتداء الحجاب.
غير المسلمين يعيشون بشكل رائع ونحن نوفر لهم كل الإمكانيات المطلوبة ونبنى لهم دور عبادة
■ هل أغلقتم الملاهى الليلية، والبارات ومنعتم الكحوليات؟
- لم يكُن لدينا ملاهٍ، بل مراكز لألعاب القمار، وقد أغلقناها حتى قبل أن يصدر قانون بذلك فى روسيا، والملاهى الليلية لا يحظرها الدين فقط، بل لا تقبل بها عاداتنا وتقاليدنا. ولدينا بارات، ولكن لشرب الشاى والأكل، أما الكحوليات فيمكن شراؤها فقط من الثامنة صباحاً حتى العاشرة صباحاً، فى محال عديدة، لكن يجب أن يكون لدى أصحابها رخصة لبيع المشروبات الكحولية، حسب القانون الروسى والإجراءات المحلية.
■ ساعتان فقط؟! اعتقدت أنه من الثامنة صباحاً حتى العاشرة مساءً؟!
- لا، من الثامنة صباحاً حتى العاشرة صباحاً، حسب القانون الروسى والمحلى.
■ أنا أزور موسكو ولم أسمع بذلك.
- القانون الروسى يُجِيز للسلطات المحلية تحديد الفترة الزمنية لبيع الكحول، فقد رأينا فى الشيشان أن البيع يكون لمدة ساعتين فقط.
■ بعض الأصدقاء عندما سمع بأننى سألتقيكم طلبوا بأن أسألكم هذا السؤال: هل يُسمح بتعدد الزوجات فى الشيشان؟
- بالتأكيد يُسمح، نحن مسلمون، والمسلم له الحق فى الزواج بأربع، ولا أحد باستطاعته منع ذلك.
■ وماذا عن القانون؟!
- انظر، لقد أيقنت منذ زمن أن من الخطأ أن يتزوج الإنسان واحدة ويكون له اثنتا عشرة عشيقة، وكنت أستغرب من الذين يعتبرون الزواج بأربع أمراً همجياً، بالعكس، أن تكون لديك زوجة واحدة وتهجرها إلى عديد من العشيقات هو الأمر الهمجى. لذلك لا أرى ضرراً فى أن يتزوج المسلم من أربع إذا كان باستطاعته ذلك، مادياً ومعنوياً. حسب القانون يمكنك تسجيل زوجة واحدة. أما الثلاث الباقيات فليس من الضرورى تسجيلهن فى وزارة العدل. المسألة فقط تنحصر فى الإشهار والثقة، لأن المرأة التى تقبل بالزواج بالرجل تثق به وتقف خلفه داعمة له، أما الزواج الرسمى بما فيه من إجراءات وأوراق وتقسيم للممتلكات، فلم يعرفه الشيشانيون فى الماضى، بمن فيهم أنا، لم أسجل زواجى إلا بعد أن أصبحت رئيساً للجمهورية، وطُلب منى ذلك لإجراءات معينة.
■ يُلاحَظ أن عدداً كبيراً من الطلاب الشيشانيين يأتون إلى مصر للدراسة.
- نعم، هم يقصدون جامعة الأزهر الشهيرة ومعظم الدعاة والأئمة فى مساجد الجمهورية الشيشانية هم من خريجى الأزهر الشريف، وكذلك الذين يعملون فى الجامعة الإسلامية فى بلدنا، كما أن عديداً من أساتذة الأزهر يزوروننا باستمرار.
■ هل تثقون بالأزهر؟
- بالتأكيد.. من لم يحصل على شهادته من الأزهر، فلا نثق به.
■ ومع ذلك فهنا من ينتقد الأزهر.
- ينتقده أتباع بعض الطرق والجماعات. الأزهر هو جامعة عريقة وقوية يتعين علينا دعمها، إننى شخصياً أثق بعلماء الأزهر، ودائماً أوجه إليهم الدعوة لزيارة الشيشان وإلقاء الخطب فى مساجدها المنتشرة فى مدنها وقراها، وهو ما ينعكس إيجابياً على المجتمع الشيشانى.
■ أرى فى غرفتك ماكيتاً قال لى مساعدوك إنه مركز للتدريبات العسكرية؟
- نعم، إنه مركز لإعداد القوات الخاصة سيكون على أطراف مدينة «جودرميس».
■ ما الهدف من إنشائه هنا فى الشيشان لا فى موسكو مثلاً؟
- كما برهن الواقع، فإنك إن أحجمت عن تقديم الدعم لجيشك فإن ذلك سيصبّ فى صالح جيش الطرف الآخر. إنها حقيقة، لذلك قررنا إنشاء هذا المركز الدولى لإعداد وتدريب قوات المهام الخاصة، وكما ترى التدريبات تشمل كل شىء، من بينهما، عمليات تحرير رهائن يحتجزهم الإرهابيون فى فنادق ومطاعم وطائرات وقطارات وسفن، وسيكون المركز جاهزاً، ليس فقط لاستقبال القوات الشيشانية، ولكن أيضاً قوات من دول صديقة، سنستفيد من تجربتنا الجيدة فى مكافحة الإرهاب، ونحن فى هذا الخصوص نفخر بوجود مدربين وخبراء على أعلى مستوى بشهادة نظرائهم فى دول عديدة.
■ إذا ما أراد رجال أعمال الاستثمار هنا فى الشيشان، فما الضمانات التى سيحصلون عليها؟
- أؤكد بنسبة 100% أنهم سيحصلون على كل ما يريدون من ضمانات، بما فى ذلك الضمانات الأمنية، لأننا نعلم جيداً أن رجال الأعمال يبحثون عن المناطق الآمنة لتنفيذ مشروعاتهم، ونحن نسعى لتحقيق ذلك، ومستعدّون للبرهنة عليه.
■ والمافيا؟ لدى كثيرين انطباع بأن المافيا منتشرة فى روسيا وفى الشيشان.
- ليس للمافيا أى وجود هنا، وليس لدينا أى عنصر إجرامى، يوجد فقط القانون الذى يسود على الجميع، وإذا ما ظهر مجرم، فعلى الفور يتم التعامل معه ومع أمثاله من الذين يحاولون التسرب إلى المصالح الحكومية لتعطيل أعمال الناس.
■ عندما علم البعض بأننى مسافر إلى الشيشان، سألونى باستغراب: ستسافر إلى الشيشان؟! فماذا تقول لهؤلاء؟
- عندما زارنا من وقت قريب وزير التربية والتعليم الإماراتى كنا نتجه إلى إحدى المدن، فسألنى: هل نحن فى الشيشان بالفعل أم جئتم بى إلى مكان آخر فى روسيا؟! وأضاف: لقد كانت فكرتى عن الشيشان أنها مسرح للعمليات العسكرية وأكمنة شرطة فى كل مكان، ومدن وقرى مدمَّرة ومهدَّمة ولم أتخيل أن أرى شيئاً آخر. لذلك أدعو الجميع لزيارة جمهوريتنا والتأكد بأنفسهم.

تفجيرات باريس محاولة لإثارة ضجة مفتعَلة لتنفيذ مخططات معيَّنة
فى تقديرى أن تفجيرات باريس مجرَّد محاولة لإثارة ضجة مفتعَلة لتنفيذ مخططات معينة.
لماذا لم يقوموا سابقاً بتنفيذ عمليات إرهابية مشابهة؟ وهل هم عاجزون عن فعل نفس الشىء فى لندن أو فى ألمانيا؟!
كلا، إنهم قادرون فى أى وقت على ذلك لأنهم يتمتعون بخبرات كبيرة تمكنهم من صنع قنابل وعبوات ناسفة وتفجيرها فى أى مكان.
هل تعتقدون أنهم لن يكرروا تفجيرات باريس؟
بالتأكيد سيفعلون.
الغرب يُملِى شروطه على المجتمع الدولى.
بعد تنظيم القاعدة كانت هناك حاجة إلى صناعة تنظيم جديد. الغرب صنع هذا التنظيم، وفى نفس الوقت بدأ فى الحرب ضده، وبالتالى سيهرب عناصر التنظيم إلى دول عديدة وتكوين شبكات محلية فى تلك الدول وإذا ما بدأت تلك الشبكات نشاطاً إرهابياً يصبح لدى الغرب ذريعة للتدخل بحجة مكافحة الإرهاب.
إنه مخطط قديم منذ زمن القاعدة التى تمت صناعتها لمحاربة الاتحاد السوفيتى، وعندما امتنعت أمريكا عن تنفيذ طلبات أسامة بن لادن بدأ استهداف المصالح الأمريكية، أما قبل ذلك فقد كان بن لادن أحد رجالهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.