شنت الأجهزة الأمنية فى السويس حملة اعتقالات وألقت القبض على عدد من ثوار السويس الذين كانوا يوجدون فى محيط مقر حزب الحرية والعدالة، ما أثار غضب القوى والحركات الثورية والأحزاب المدنية، التى عقدت مؤتمراً طارئاً فى مقر الحزب الناصرى، بينما حرر حزب الحرية والعدالة محضرا جديدا أمس الأول اتهم من خلاله بعض القيادات الثورية وأعضاء سابقين فى الحزب الوطنى المنحل بتحريض بعض العناصر الخارجة على اقتحام وإحراق مقر الحزب. وحذرت القوى السياسية والثورية خلال اجتماع عاصف اللواء عادل رفعت مدير أمن السويس من مغبة استمرار مسلسل إلقاء القبض على الثوار، فى الوقت الذى لم يتم فيه القبض على أى عضو من حزب الحرية والعدالة، رغم امتلاكهم صوراً وفيديوهات تؤكد إلقاء أعضاء الحزب الحجارة والطوب على الثوار، وإصابة 27 بإصابات متفرقة، من بينها إصابات بطلقات خرطوش، وحددوا خلال الاجتماع خطتهم فى تظاهرات الثلاثاء المقبل. وطالب على أمين القيادى الوفدى خلال الاجتماع اللواء عادل رفعت مدير أمن السويس بتفسير تعرض عدد من المتظاهرين للإصابة بطلقات الخرطوش الذى أطلق من ناحية الحزب تجاه المتظاهرين مساء الجمعة الماضى، وشدد على ضرورة أن يكون الأمن على الحياد بين الثوار والحزب الحاكم، ويقف على مسافات متساوية بين الجميع حتى لا تندلع أزمة بين الشرطة وثوار السويس من جديد. يأتى هذا فى الوقت الذى فجرت تحقيقات النيابة العامة مساء أول أمس السبت مع 7 متهمين تم إلقاء القبض عليهم فى محيط مقر حزب الحرية والعدالة بالسويس مفاجأة من العيار الثقيل حيث اعترف 3 منهم أن أحد الأشخاص لا يعرفون اسمه اتفق معهم على المشاركة فى المظاهرات، ومنح كل فرد منهم 200 جنيه ووفر لهم البنزين لتجهيز زجاجات المولوتوف لإحراق الحزب. وأكدت مصادر فى النيابة العامة بالسويس أن المعترفين بتلك الوقائع 3 متهمين كانوا ضمن ال7 الذين تم إلقاء القبض عليهم فى اشتباكات الجمعة الماضى فى حين نفى باقى المتهمين تلك الوقائع، مؤكدين أنهم كانوا يتظاهرون بشكل سلمى بغية إسقاط الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس مرسى، وأن القبض عليهم جاء بشكل عشوائى من قبل الشرطة. وأضافت المصادر أن المتهمين اعترفوا أيضاً باتفاق نفس الشخص مع زملاء لهم للتظاهر بشارع محمد محمود فى القاهرة مقابل 1500 جنيه عن الليلة الواحدة، وجهز لهم سيارات خاصة لنقلهم. وتابعت المصادر أن المتهمين أدلوا بأوصاف الشخص الذى منحهم الأموال، وأصدرت النيابة العامة قراراً بسرعة التحريات عنه وضبطه، وقررت حبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات. يذكر أن رجال الشرطة ألقوا القبض على 11 متظاهراً منهم 7 مساء يوم الجمعة الماضى، و4 مساء السبت، فيما شهد محيط مقر حزب الحرية والعدالة إجراءات أمنية مشددة، وأغلق جنود الأمن المركزى جميع المنافذ المؤدية للحزب، وتفتيش كل من يقترب منه تفتيشا ذاتيا، وحدثت بعض المناوشات منها إلقاء مجهولين زجاجة مولوتوف على جنود الأمن المركزى وفروا هاربين يستقلون دراجة بخارية. وحرر حزب الحرية والعدالة محضرا جديدا متهمين 40 من القيادات الثورية والسياسية وأعضاء فى تكتل شباب الثورة بالسويس، وعددا من رموز الحزب الوطنى المنحل بتحريض بعض البلطجية على اقتحام مقر الحزب فى السويس، ومحاولة إحراقه وإصابة 55 عضوا فى الحزب بإصابات مختلفة.