احتشد الآلاف من متظاهرى القوى المدنية والثورية، فى ميدان التحرير أمس، ضمن فعاليات مليونية «الغضب»، اعتراضاً على الإعلان الدستورى المكمل الذى أصدره الرئيس محمد مرسى أمس الأول، ووصفوها بأنها «عودة جديدة لنظام مبارك»، وعاد هتاف «الشعب يريد إسقاط النظام» مجدداً إلى الميدان. شهدت التظاهرات حضوراً مكثفاً لرموز القوى المدنية وعلى رأسها الثلاثى، الدكتور محمد البرادعى رئيس حزب الدستور، وعمرو موسى رئيس حزب المؤتمر، وحمدين صباحى مؤسس التيار الشعبى، وسط توحيد للهتافات تحت شعار «الشعب يريد إسقاط النظام»، و«يسقط حكم المرشد»، فى الوقت الذى استمرت فيه الاشتباكات بشارع محمد محمود بين قوات الشرطة والمتظاهرين حول محيط المدرسة الفرنسية، بينما كثفت قوات الأمن من وجودها حول محيط مجلسى «الشورى والوزراء» بعدما أغلقت شارع قصر العينى تماماً بالأسلاك الشائكة. وتوافد المتظاهرون، منذ الساعات الأولى لصباح أمس، إلى التحرير، وأغلقوا مداخل الميدان ال7 أمام حركة السيارات، وشكلوا لجاناً شعبية لتفتيش المتظاهرين تحسباً لأى أعمال تخريبية. ووصف مرشحو الرئاسة السابقين قرارات الدكتور مرسى بأنها تعوق مسار الدولة الديمقراطية وتؤسس لدولة الديكتاتورية، بينما انتقد المتظاهرون موسى والبرادعى بعد استقلالهما سيارة عقب انطلاق المسيرة. واستقبل الميدان 6 مسيرات من مساجد «مصطفى محمود والفتح والنور والاستقامة والسيدة زينب والخازندارة»، كان أبرزها مسيرة «المهندسين» التى ضمت قرابة ال10 آلاف متظاهر، وقادها البرادعى و3 مرشحين سابقين للرئاسة هم «عمرو موسى وصباحى وخالد على». وأعلن المتظاهرون نيتهم الدخول فى اعتصام مفتوح لإجبار رئيس الجمهورية على التراجع عن قراراته الأخيرة. وزار ممدوح حمزة، المهندس الاستشارى، التحرير صباح أمس، وطالب المتظاهرين بعدم ترك الميدان قائلاً ل«الوطن»: «لو سكتنا هنتحكم 30 سنة كمان بالجزمة». ووجد بالتحرير والد الشهيد «جابر صلاح جابر» بصحبة أسرته، ونظم مسيرة من منطقة عابدين إلى شارع محمد محمود، وقال ل«الوطن»: «قاعد فى الميدان لغاية ما أجيب حق ابنى.. ربنا ينتقم منك يا مرسى»، وأكد أنه اتفق مع عدد من المحامين لتحريك دعوة قضائية أمام المحكمة الدستورية للمطالبة بعزل مرسى، وأخذت أسرة جابر فى البكاء بمجرد رؤية صورته مرسومة بشكل جرافيتى على جدران «محمد محمود». وفى دوران شبرا، تظاهر الآلاف احتجاجاً على الإعلان الدستورى الجديد، وللمطالبة بحل الجمعية التأسيسية، وتقدم المسيرة نعش رمزى لأطفال حادث أسيوط، ورددوا هتافات «افرح افرح يا مبارك.. مرسى بيكمل مشوارك»، «يا مبارك نام واتهنى.. وراك أحفاد البنا»، «مرة واحد عقله تاه.. مرسى عايز يبقى إله»، «جابر مات مقتول.. ومرسى هو المسئول». ووقعت اشتباكات بين معارضى الدكتور مرسى وأنصاره عقب صلاة الجمعة بمسجد الاستقامة بميدان الجيزة، وهتف معارضوه من القوى الثورية «يسقط يسقط حكم المرشد»، «بيع بيع يا بديع»، «يسقط يسقط النظام»، الأمر الذى أثار غضب مؤيديه من القوى الإسلامية. وحاصر متظاهرون المسجد الذى يصلى فيه الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء بالدقى، بينما كثفت قوات الأمن من وجودها الأمنى حول منزله، وردد المتظاهرون هتافات «يسقط يسقط حكم المرشد» و«تسقط حكومة هشام قنديل». ووقعت اشتباكات بين متظاهرين وقوات الشرطة المتمركزة أمام مجلس الشورى بالحجارة، بعد أن أغلقت قوات الأمن شارع قصر العينى بالحواجز الحديدية ومدرعات الشرطة لمنع أى مسيرات من الوجود فى محيط مجلس الوزراء خوفاً من اقتحامه. واستمرت الاشتباكات لليوم الخامس على التوالى، داخل شارع محمد محمود، وواصلت قوات الشرطة اعتلاءها لسطح المدرسة الفرنسية، لإلقاء القنابل المسيلة للدموع وطلقات الخرطوش على المتظاهرين، الأمر الذى دفعهم للرد بقنابل المولوتوف، مما أحرق أجزاء كبيرة من المدرسة. وكثفت قوات الشرطة من تأمينها لمقر حزب الحرية والعدالة الموجود بشارع منصور فى محيط الوزارة، تحسباً لأى مسيرات غاضبة من التحرير، وتمركزت 3 سيارات أمن مركزى أمام بوابة الحزب.