4 دقائق تلخص ما يحدث في ميدان التحرير .. بل في مصر كلها، فبعد كل حدث كبير يتجمع المصريون في كل الميادين.. منهم المؤيد أو المعارض ومنهم من لا يعرف أصلا ما يدور حوله. على ناصية شارع محمد محمود، تستطيع أنفك أن تلتقط رائحة الغاز المسيل للدموع القادمة من قلب الشارع، يتجمع المئات من المتظاهرين على مقدمة الشارع.. تجد بعض الناس حول عربة "كسكسي"، لن تحتاج الكثير من الجهد كي تتعرف عليهم، كل ما عليك هو أن تفتح موضوعا للنقاش وتقف لتستمتع بالإجابات، كل من حولك سيقول لك رأيه ويعبر عن وجهة نظره ب"فهلوة" المصريين المعروفة.. ليس عليك إلا استيقاف أحد المارة وسؤاله مثلا "ما رأيك في الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس؟" ولن تحتاج أن تقول المزيد من الكلمات. الأول .. يتحدث بثقة خبير، له في السياسة صولات وجولات، "قرارات جيدة؛ ولكن الناس لم تصبر على الرئيس"، ويستطرد "أنا لم أستمع إلى كل القرارات، لكن ما أعرفه أنه أصدر قرارا بإقالة النائب العام وآخر بإعادة محاكمات قتلة الثوار"، يظهر شخص آخر مقاطعا لكلامه "مفيش حد هيرضي الناس كلها"، ويكررها مرتين للتأكيد ويكمل "ده النبي اختلفوا عليه"، فيكمل الأول "يا بيه الناس مستعجلة والإخوان معملوش حاجة وحشة في البلد.. بصراحة مشفناش منهم حاجة وحشة"، ويسأل مستنكراً "هم مسكو؟ .. دول لسة ما مسكوش، مجلس الشعب ملحقش شهر أو اثنين عشان نقدر نقيمه، والرئيس لسة ما اخدش فرصته"، يذكرك بمشهد البعض بعد خطاب التعاطف الذي قاله مبارك يوم 1 فبراير - قبل موقعة الجمل بيوم واحد - حين كرر الناس في كل مكان جملة "أديله فرصة.. ده زي أبوك". يقطع تركيزك شخص ثالث يستمع مثلك إلى الحوار.. شاب في منتصف العقد الثاني من عمره يلف حول رقبته "الحطة الفلسطينية،" ويقول إنه يختلف تماما مع كل ما قيل "أنا سمعت كل القرارات ومش موافق عليها بالمرة"، ويكمل "القرارات دي تبين المخطط اللي البلد ماشية عليه.. الرئيس نفذ مطالب الإخوان ومنفذش مطالب الناس في محمد محمود وقصر العيني" ويستطرد.. "جابر صلاح مات والإخوان نازلين يحتفلوا أمام دار القضاء بالقرارات التي اتخذها محمد مرسي"، يقاطعه الأول "مين اللي بيحتفل.. مش الشعب؟" فيرد الشاب "أمال اللي هنا مين.. ولاد كلب؟.. الإخوان بمكالمة تليفون ينزلوا يؤيدوا أو يعارضوا القرارات"، يقاطعه شخص ملتح ترتسم على وجهه ابتسامة "اللي هنا فلول وبتوع الحزب الوطني ومأجورين وتبع البرادعي وبياخدوا فلوس"، يرد الشاب بحماسة "أنا تبع البرادعي لأنه راجل محترم وهو أشرف واحد في البلد.. مش بيشحن أتوبيسات من المحافظات"، ويظهر صوت في الخلفية مشاركا في الحوار "الإخوان سرقوا البلد النهاردة" فيقوم الشاب العشريني بدفعه جانبا "على جنب كدة بعد إذنك" ويقول للملتحي "يسقط النائب العام"، ثم ينسحب من الحوار ويكمل الشخص الرابع للملتحي "مرسي حصن مجلس الشورى والتأسيسية واستبدل النائب العام بآخر إخواني"، فيسأله الملتحي "وأيه المشكلة؟ يعني يجيب نتنياهو نائب عام؟" فيرد عليه "البلد اتسرقت" فيظهر الشخص الأول مرة أخرى يسأله "اتسرقت ليه يعني؟" فيؤكد الرابع مرة أخرى على تحصين التأسيسية ويضيف "يعني الدستور لو طبع زبالة.. الشعب هيشربه" فيرد الأول "يعني أحنا مش عاجبنا لو أقال النائب العام أو ما أقالش" ويخرج شخص خامس من خلفية المشهد متسائلاً "هو مرسي أقال مين.. هو أقال حد النهارده؟".