الصيادون المصريون بين "مطرقة الخطف" و"سندان الغرق"

استيقظ من نومه وخرج إلى قاربه منطلقاً وسط أمواج البحر العميق، آملا أن تمتلئ شباكه بالأسماك، إلا أن الرياح لا تأتي دائما بما تشتهي السفن ولا البحر يجود دائما بما ينتظره الصيادون، فانتهت رحلات هؤلاء الصيادين ما بين بين غرق وقتل واحتجاز.
اليوم أكد أحمد نصار نقيب الصيادين، أن محمد رجب العوام، أحد الصيادين الذين تم إنقاذهم بالسواحل الليبية، غرق 30 صيادًا مصريًا من قرية برج مغيزل وإنقاذ 4، في حين قال المستشار أحمد أبوزيد المتحدث باسم وزارة الخارجية، إنه لا توجد سفارة أو قنصلية مصرية في ليبيا، مشيرا إلى أن لديه معلومات أولية تفيد بتحرك مركب صيد مصرية من كفر الشيخ على متنها 16 صيادا إلى المياه الإقليمية الليبية والتقت بزورقين ليبيين تم نقل 8 صيادين في كل منهما، مضيفاً أن أحد الزورقين قد فقد في حين أنه تم العثور على ال 8 الآخرين في الزورق الآخر، ولكن بعد غرق 4 منهم 3 مصريين و1 فلسطيني فيما نجا 4 آخرين.
كما غرق مركب الصيد بدر الإسلام الذي يقل 43 صيادا، نتيجة اصطدامها بسفينة حاويات كويتية كبيرة اسمها "الصافات" حمولتها 220 ألف طن ووصل عدد المتوفين جراء الحادث إلى 13، وبلغ عدد الناجين الذين وصلوا إلى مستشفى الطور لتلقى الإسعافات الأولية 10 صيادين، إضافة إلى 3 آخرين بحالة جيدة.
احتجاز الصيادين لتجاوزهم المياه الاقليمية تكرر كثيراً ففي ميناء مصراته بليبيا، اُحتجز 300 صيادًا مصريًا بالميناء، في يناير الماضي، ولكنهم تمكنوا من الهروب على متن 10 مراكب صيد، وفي منتصف نفس الشهر، احتجزت السلطات الليبية 15 صيادًا مصريًا بميناء زوارة، واحتجزتهم السلطات بتهمة اختراق المياه الإقليمية الليبية دون تصريح مسبق.
وفي الجنوب ألقت قوات البحرية السودانية القبض على 105 صيادين مصريين بعد أن أطلقت عليهم الرصاص واصطحبتهم إلى ميناء بورسودان، في 7 أبريل الماضي، حسب ما أعلنه شيخ الصيادين بالسويس في حينها، الذي قال إنه بالرغم من سير الصيادين على الخط الدولي فقد تعرضوا لسلسلة من المحاكمات أمام القضاء السوداني، وحصلوا على البراءة من تهمتي اختراق المياه الإقليمية السودانية، والصيد دون تصريح، إلا أنه تم محاكمتهم من جديد، لكن الرئيس السوداني عمر البشير أصدر قرارًا بالعفو عنهم، تزامنًا مع حضوره حفل افتتاح قناة السويس الجديدة الخميس المقبل.
وفي العاصمة الليبية طرابلس، ألقت السلطات الليبية القبض على مركب الصيد "أبو هناء"، بميناء البحرية بطرابلس، وكان على متنه 16 صيادًا من محافظة كفر الشيخ.
وفي تركيا أيضا ألقت قوات خفر السواحل بتركيا القبض على 15 صيادًا مصريًا على متن مركبي صيد، وذلك داخل البحر الأبيض المتوسط، وفرضت السلطات التركية غرامة مالية على الصيادين قدرها 37 ألف دولار، لدخولهم المياه الإقليمية التركية دون إذن، وكان المركبان المصريان يصطادن قبالة سواحل ولاية مرسين، جنوب البلاد، في فترة حظر الصيد، مع إعلان السلطات التركية الإفراج عنهم عقب إنهاء الإجراءات القانونية لهم.
وفي مدينة مصراتة الليبية أعلن نقيب الصيادين بكفر الشيخ أحمد نصار، في 15 مايو الماضي، اختطاف الصياد وليد محمد عرفه، بعد اختفائه لمدة 20 يومًا، ولم يستطع أصدقاؤه البحث عنه لحدة عمليات الاقتتال الدائرة في المشهد الليبي منذ اندلاع الثورة بها في عام 2011، ولقي الصياد جمال البهلوان مصرعه بعد إصابته بطلق ناري.
واقعة اختطاف الصيادين تكررت مر أخرى في مصراته، حيث خُطف 21 صيادا مصريا احتجزوا في مدينة مصراتة غربي ليبيا. وفي حديث لوكالة "الأناضول"، قال أحمد نصار إن "21 صياديا مصريا من المحافظة، كانوا يعملون في ليبيا تم احتجازهم من جانب جماعة فجر ليبيا المسلحة منذ 3 أشهر، وانقطع التواصل بين الصيادين وذويهم".