"كابتن أمير".. عشق "السلة" فأعطته التميز لاعبا ومدربا

"الحمد لله عملت حاجات كتيرة وانجازات وأنا سني 25 سنة بس، عكس ناس قدي كتير"، كلمات تعبر عن كفاح اللاعب والمدرب أمير عبدالفتاح، والمتيم بكرة السلة، فنمت بذرة عشقه لها وهو في العاشرة من عمره، فأخذه الوالد إلى نادي 6 أكتوبر الرياضي، لإشباع هوايته في تصويب الكرة على السلة، ومن هنا بدأ أمير مشواره الطويل في عالم الرياضة.
أمير محمد عبدالفتاح، المولود في عام 1990 لأسرة ميسورة الحال، حصل على بكالوريوس التربية الرياضية من جامعة حلوان في العام 2011، وهو لاعب كرة سلة منذ العام 2001 بنادي 6 أكتوبر الرياضي، وتدرج في مختلف الأعمار السنية حتى وصل للفريق الأول، ومازالت جهوده للفريق الأول مستمرة حتى الآن، إضافة إلى غزوه لعالم التدريب، فعمل كمدرب لكرة السلة بنادي الرماية في الفترة 2011:2010، ثم مدربًا في ناديي 6 أكتوبر الرياضي والصيد بأكتوبر.
"بدأت ألعب كورة سلة وأنا عندي 10 سنين، وأنا بتدرج في السن جالي عرض للعب في فريق السلة بنادي الزمالك بس أهلي رفضوا لبعد المسافة"، بهذه الكلمات شرع "كابتن أمير" في سرد قصته، ويكمل: "لما وصلت للمرحلة الجامعية كنت ناوي على كليتين، هندسة أو تربية رياضية، بس ربنا أراد ليا تربية رياضية".
مع بداية دراسته في كلية التربية الرياضية يبدأ أمير في حياته العملية، فيكمل: "اشتغلت أثناء الدراسة كمدرب سباحة، ودربت أطفال صغيرين، وكانت مرمطة، ودربت في أندية الصيد، و6 أكتوبر، والزمالك، ووادي دجلة، وفي ناس طلبت مني أروح فيلتهم وأدرب أولادهم"، ولم يكتف بالسباحة فقط، فكان أمير لاعب في نادي المقاولون العرب ومنتخب مصر للتجديف وهو في عامه ال18، إلا أن إصابته المزمنة حرمته من استكمال المشوار، فيقول: "عندي إصابة مزمنة في الكتف، وهي عبارة عن التهابات، بس الإصابة دي ما أثرتش على لعبي لكرة السلة".
بجوار التجديف وكرة السلة يقتحم أمير عالم كرة اليد، إلا أنها لم تنل إعجابه مثل كرة السلة، فيقول: "مكنتش حابب كورة اليد زي السلة، عشان أنا لعبت اليد على كبر، أما السلة فبلعبها من صغري، زائد كمان إن قواعد لعبة كورة اليد تتعارض مع كورة السلة، والعكس أفضل، فالسلة بتخدم اليد"، وبذلك يضحي أمير بمستقبله كلاعب لكرة اليد، بالرغم من شهادة مدربيه بكفائته العالية في اللعبة، وأردف أمير: "كورة السلة فيها مهارات أكتر من اليد، ونظام وقواعد كورة السلة أحسن، وكمان مجال كورة اليد فيه عشوائية، وأي حد يقدر يدرب فيه، وده لشعبيتها أكتر من السلة".
يريد الارتباط بحبيبته في ظل ظروفه الصعبة، وعمره لا يتجاوز ال24 عامًا، وحياته غير مستقرة، مع توتر في مجرى حياته، فيقرر الدخول في مجال التدريب، خصوصًا أنه خريج كلية التربية الرياضية، كما أن مستقبله كلاعب غير مضمون، فيقول :"أنا أخري في اللعب عند سن 30 أو أكتر، بس ساعتها لياقتي ومجهودي هيقلوا"، عند تخرجه كان يعمل كمدرب للسباحة وكرة السلة، وذلك فضلاً عن ممارسته كرة السلة كلاعب بنادي 6 أكتوبر، وأردف: "دربت سلة في نادي الصيد وكمان كنت مدرب في نادي 6 أكتوبر"، بالرغم من كونه لاعب ومدرب في نادي 6 أكتوبر إلا أنه لم يلق تعارضا في ذلك.
من التخرج والتدريب، يدخل أمير في مرحلة الخدمة العسكرية، إلا أنها كانت فترة سهلة حسب تعبيره، فكان يمارس عمله بشكل طبيعي وهو يؤدي الخدمة العسكرية، فيقول: "دخلت الجيش في 2012، وكان جيشي في مدينة نصر، وبروح وأجي ف نفس اليوم، وكنت بشتغل مدرب في نادي الرماية بمرتب 120 جنيه، ولما خرجت من الجيش اضطريت أسيب نادي الرماية، عشان المرتب ده مش هيخليني أفتح بيت".
وبانتهاء الخدمة العسكرية يتفرغ أمير لكرة السلة، مدربًا ولاعبًا، فيتولى تدريب فريق 9 سنوات بنادي الصيد فرع أكتوبر، ومدربًا لفريق 18 سنة بنات بنادي 6 أكتوبر، ويكمل حديثه: "إدارة نادي 6 أكتوبر وثقت فيا كمدرب لأني ابن النادي، ده غير مهارتي، أما نادي الصيد فوثقوا فيا من خلال شغلي، وكله ده بالرغم من إن سني 25 سنة، لدرجة إني بقيت اختار الأعمار اللي هدربها، مش بيتفرض عليا فريق أدربه"، كما بدأ أمير في عمله الخاص، فيعمل صباحًا في مصلحة للتخليص الجمركي، ومدير لحسابات مطعم خاص، وليلا يعمل بالتدريب ثم لممارسة مهامه كلاعب بنادي 6 أكتوبر.
رفض أمير العمل كمدرب بالمدارس الخاصة، ويرجع سبب ذلك لقوله: "لما أكبر مجهودي ولياقتي هيقلوا"، كما يرفض أمير السفر إلى الخارج، بالرغم من وجود عروض خارجية للعمل في مجال التدريب بدول الخليج، فيقول: "بره بيبصوا للتقدير اللي أحرزته في دراستي، وأنا دلوقتي بالرغم من رفضي للسفر إلا إني فكرت أطور نفسي دراسيًا، لأن مستقبل عملي الخاص مش مضمون مع اضطراب الأوضاع في البلد، عشان كده بدأت أعمل الماجيستير في كليتي، وده يؤهلني للسفر".
وأخيرًا، يتحدث أمير عن طموحاته، فيقول: "طموحي أزود دخلي أكتر، واستمر بردو في اللعب، وأدرب في حتة أحسن، وما اضطرش لأني أصرف على الفريق، وكمان أربي بنتي أحسن تربية وأجنبها أخطائي"، منهيًا حديثه قائلا: "نفسي أكمل لعب سلة لحد ما أموت".