يعود تاريخ الإسلام في روسيا إلى ما قبل أكثر من 1400 سنة، وعلى رغم أن الإسلام يحل المرتبة الثانية في روسيا بعد الدين المسيحي الكاثوليكي، إلا أنه دخل البلاد قبل دخول الديانة المسيحية إلى روسيا بقرابة قرن من الزمان، ويرجع ذلك إلى أن المسلمون حينئذ كانوا أغراب على أهل البلاد الأصليين اللذين امتنعوا عن دخول الإسلام على إنه ديانة الأغراب.ووفقًا لتقييمات الخبراء، يعيش الآن في روسيا ما بين 15 إلى 24 مليون مسلم، وهم يمثلون 20 % من السكان، بمعدل واحد من كل خمسة روس مسلم، كما يشكل الإسلام أكبر أقلية دينية هناك، في حين أن مدينة موسكو فقط تحتوى على 3 مليون مسلم.وتتركز المجتمعات الإسلامية في روسيا، في المناطق بين بحر قزوين والبحر الأسود، كما تتعدد الفرق الإسلامية هناك إلى 38 مذهب، ويعتقد أن بحلول عام 2050 سيحتل الإسلام المرتبة الأولى في روسيا.وذكر في التاريخ دور أهل روسيا، أمة التتار الذي قدر الله لها أن تعتنق الإسلام، حيث أسلم بركة خان ملك التتار -654 :665 ه- هو وشعبه أهل منطقة نهر الغولفا في روسيا، ليقف بجانب المسلمين ويحارب ابن عمه هولاكو، و ينقذ الأمة الإسلامية من شره.وواجه المسلمون الروس، التصفية على أيدي قياصرة آل رومانوف، حتى لاجؤا للحكم الشيوعي الذي أسقط حكم القياصرة في نوفمبر سنة 1917م، وخدع قائد الثورة الشيوعي "فلاديمير لينين" المسلمين بخطاب وجهه إليهم على أنه سيكون نصراً لهم، ليدخل المسلمون في نفق مسدود، حيث أمتد الحكم الشيوعي طيلة خمس وسبعين عام، عانى فيه المسلمون من القتل والتشريد والنفي والظلم، ليعيشوا فترة قمع وإبادة من 1952 :1945.وفي ظل السياسة، التي يتبعها الرئيس بوتين مع المسلمين، أصبحت الديانة الإسلامية جزء من تكوين الأمة الروسية، في وجودها وتاريخها وحضارتها وقوميتها، فكان لسياسة الانفتاح هذه الأثر الكبير في بعث الأمل في نفوس المسلمين تجاه ما عانوه من أسر وظلم وقهر في العهود السابقة، ليعيشوا الآن الحرية التامة في كامل طقوسهم الدينية.ويوجد أقاليم ذاتية الحكم ملحقة بجمهورية روسيا الاتحادية، يعد الدين الإسلامي الدين الرسمي لها: جمهورية تتارستان، جمهورية بشقردز، جمهورية قبارووا، جمهورية داغستان، جمهورية الشيشان، جمهورية أوستيتا الشمالية، ويوجد غير هذه الأقاليم مناطق إسلامية أخرى ذاتية الحكم، يبلغ عددها نحو سبع جمهوريات، والمسلمون فيها يزيد عددهم عن عدد من يسكنها من غيرهم من أبناء الطوائف الأخرى.وتم حصر المساجد التي تم تدميرها في العهد الشيوعي، وتم إعادة بنائها من جديد، في جميع الأقطار الروسية، وخاصة فيها جمهورية تتارستان، والتي حصل رئيسها شايمييف على جائزة الملك فيصل في خدمة الإسلام، وذلك من خلال نشاطه الإسلامي المتمثل في إعادة إعماره لألف مسجد في بلاد تتارستان، وخاصة الجامع الكبير في قازان والذي تمت مصادرته أيام الحكم الشيوعي.وفي عام 2006، حصل الروس على الرقم القياسي لنسبة الحجاج لبيت الله العتيق، حيث بلغ الحجاج الروس حينئذ 18 ألف مسلم ومسلمة.ويوجد في موسكو وحدها 7 مساجد، أكبرهم المسجد الجامع، وتتميز المساجد الروسية بالكبر والاتساع والجمال العمراني، ومن أشهرها: مسجد قلب الشيشان، مسجد كول شريف، مسجد الجمعة، مسجد نورد كمال، مسجد لالاتوليب، مسجد مختاروف، مسجد سان بطرسبورغ "الأزرق".
