يقف طارق محمود، الكمسرى، وسط القطار الذى انطلق فى تمام السادسة مساءً من محطة السكة الحديد برمسيس، تحرك «طارق» سريعاً داخل جنبات القطار لجمع ثمن التذاكر من الركاب، الذين لم يحجزوا مسبقاً، وصل القطار إلى محطته التالية ولم يكن الكمسرى انتهى من تحصيل أجرة نصف الركاب، ونزل أغلبهم دون دفع ثمن التذكرة بسبب ماكينة قطع التذاكر الإلكترونية التى تأخذ وقتاً طويلاً لحين استخراج التذكرة، فمنذ أن قررت وزارة النقل العمل بهذه الماكينات كوسيلة جديدة لجمع ثمن التذاكر، وحجم العائد من تذاكر الركاب انخفض بسبب طول الوقت المستغرق فى استخراج التذكرة. «محدش عارف هيئة السكة الحديد بتفكر إزاى، المكنة الجديدة قد يعتبرها البعض نقلة ولكن للأسف إحنا الكمسارية شايفينها حاجة تانية، لأنها بتضيع وقتنا خلال عملية طبع التذاكر وبالتالى مش بنلحق نجمع تذاكر من كل الركاب»، قالها «طارق»، وأيده فى الرأى سليم فتحى، كمسرى، الذى أكد أن المنظومة الجديدة التى اختارتها الهيئة ستؤدى إلى نتائج سلبية: «الماكينة تأخذ وقتاً أطول من العادى فى طبع التذاكر وهو ما لا يتناسب مع عدد الركاب الضخم الذين يركبون القطارات يومياً». محمود الشامى ومجموعة من زملائه الكمسارية، قدموا شكوى إلى المسئولين عن الهيئة ضد استخدام تلك الماكينة، لكنهم لم يحصلوا على أى رد فقط أحيلوا إلى التحقيق بسبب اعتراضهم: «كلنا ضد استخدام المكنة مش علشان مصلحتنا، لكن علشان مصلحة الهيئة اللى بتمثل بيتنا التانى، واللى المحافظة على فلوسها جزء من واجباتنا لكن للأسف الهيئة حولت جزء كبير منا للتحقيق بحجة أننا مش عايزين نشوف شغلنا».