ارتفاع أسعار اللحوم ومقاطعة المواطنين لمحال الجزارة، دفع بعض الجزارين، خاصة فى مناطق شعبية إلى البحث عن أى بدائل لتكون حلاً وسطاً يرضى الناس وفى الوقت نفسه لا يسبب لهم أى خسارة، «كيلو اللحمة ب65 جنيهاً»، هى اللافتة التى علقها أحد الجزارين بقرية باسوس بالقناطر الخيرية، معلناً خفض أسعار اللحوم من 90 إلى 65 جنيهاً. «الحل الوحيد قدامى وأنا فى منطقة شعبية، إنى أبيع لحم راس ورقبة ودوش، لأن لحم الفخد والكتاف والظهر غالى ب90 جنيه والناس هنا مش هترضى تشتريه»، قالها «صبرى سلامة»، جزار بقرية باسوس، مؤكداً أن الغلاء الذى يحاول الجميع الهروب منه سببه المرض المفاجئ للعجول وهى أزمة يعانيها جميع الجزارين، لافتاً إلى أن الحل الذى وضعه أرضى بعض المواطنين من محبى اللحوم: «هنعمل إيه أصل ارتفاع وانخفاض السعر مش بإيدينا»، متوقعاً استمرار ارتفاع الأسعار حتى عيد الأضحى المبارك. «ارتفاع الأسعار مبهدل الناس، محدش بيشترى، وبدل ما أدبح عجلين بدبح عجل واحد، وعلى العيد الكبير الأزمة هتزيد»، يبدو حمادة بهجت، جزار، أكثر تشاؤماً لكنه اضطر مثل زملائه فى قرية باسوس إلى بيع لحم الرأس لرخص ثمنه وحب الناس له. «42 جنيهاً سعر كيلو اللحم البقرى»، لافتة شدت انتباه المارة أمام أحد الجزارين فى نهاية منطقة باسوس وبداية القناطر، «إزاى الكيلو ب42 جنيه، وبرا ب90 جنيه»؟، سؤال أجاب عنه «حمادة على»، جزار بقوله: «لازم أدور على البديل عشان الناس فى منطقتى تشترى، لو بعت بأسعار برة ما حدش هياكل لحمة، دى منطقة شعبية ولازم نراعيهم»، مؤكداً أن أسعار اللحوم حالياً غير مستقرة وفى زيادة مستمرة. الحيلة التى اتبعها «حمادة» هى عرض اللحوم الكبيرة لأنها أرخص فى السعر: «الناس بتحبها وبتشتريها بدل ما تتحرم من اللحمة خالص». «حسبى الله ونعم الوكيل»، هى الجملة التى رددها «حمادة» قاصداً بها كل جزار لم يحاول تخفيض الأسعار من أجل المواطنين البسطاء: «اللى يقدر يعمل حاجة يعملها الأسعار غالية جداً ع الناس فراحوا للمستورد خاصة سكان المناطق الشعبية».