من الغريب أن تجد مصريا مهتما بلعبة "السومو" اليابانية والأغرب أن تجد من بين المصريين من يمارس لعبة السومو، بل يصبح من أبطال العالم فيها!، "عبد الرحمن علاء الدين شعلان" أول شاب مصري يدخل مدارس السومو اليابانية، ويصبح من اللاعبين المحترفين، علما بأن مدارس السومو ترفض دخول أي لاعب عربي ومسلم خاصة، بسبب قواعد السومو التي تشبه المعابد والتفكير في الآلهة. التقت "الوطن" عبد الرحمن شعلان ليروي له، رحلته مع السومو، وكتابة وسائل الإعلام اليابانية عنه ووصف ب"العاصفة الرملية الكبيرة"، في الوقت التي لم تتذكره مصر بأي شيء، حتى بعد بزوغ نجمه في سماء اليابان الآن. وقال "شعلان" الذي ولد بالمنصورة ويبلغ من العمر 20 عاما، في البداية كنت أمارس رياضة كمال الأجسام، منذ أن كان عمري 14 عاما تقريبا، وبالصدفة البحتة طلب مني شقيق أحد أصدقائي تجربة لعبة السومو، والتعرف عليها، وهي لعبة نادرة لم يمارسها كثيرون في مصر، ولم يعرف عنها أيضا الكثير، وأضاف "قولت أجرب تلك اللعبة وأرى ما فيها، في البداية لم أعجب بها ولم أجد فيها نفسي لأني كنت أمارس كمال الأجسام ولم أجد أي متعة في تلك اللعبة، بعد ذلك قرأت عنها على الإنترنت وتعرفت على بعض المعلومات الخاصة باللعبة، وفي التوقيت نفسه أخذني أحد أصدقائي لنادي اتحاد الشرطة وكان النادي الوحيد الذي يتم فيه تدريب لاعبي السومو". بعد أن ذهب شعلان لنادي اتحاد الشرطة وشاهد تدريبات السومو هناك، بدأ في التدريب وتحدى نفسه للوصول إلى مستوى عالٍ في هذه اللعبة الجديدة عليه، والتي يمارسها 50 لاعبا تقريبا في مصر. وتابع "شعلان": بعد تدريبات مكثفة استمرت شهور قررت أن أخوض بطولات الهواة على مستوى الجمهورية، وبالفعل حصلت على بطولة الجمهورية، وحصلت وقتها على 120 جنيها تقريبا من نادي اتحاد الشرطة، شعرت باليأس وقتها، إلا أني قررت خوض بطولة العالم في السومو للهواة للحصول على مركز جيد من أجل الاحتراف. ورغم تعرض شعلان للإصابة قبل بطولة العالم وتأجيلها، استطاع أن يخوض البطولات ويحصل على المركز الثالث في بطولة العالم، وحصل وقتها على شهادات استثمار بقيمة 6 آلاف جنيه من نادي اتحاد الشرطة و240 جنيها من الاتحاد المصري. فكر عبد الرحمن في الاحتراف فيما بعد وبحث عن طريق للهروب به من مصير الموت في هذه اللعبة، وبعد مشوار طويل واتصالات مكثفة، ورفض الكثير من السماسرة بسبب أنه لاعب عربي ولن تقبله أي مدرسة سومو يابانية، كما أن أسعارهم مرتفعة للغاية ليحصلون على 40% من قيمة العقد الذي يحصل عليه عند قبوله في مدرسة السومو، وجد عبد الرحمن سماسر هولندي قال له إنه سيأخذ الأمر معه تحديا ويأخذه من يده إلى اليابان لإقناع أي مدرسة سومو إدخاله في التدريبات. وبالفعل، غادر عبد الرحمن شعلان مصر بعد موافقة أهله إلى اليابان بصحبة السمسار الهولندي، وعند الدخول لأول مدرسة وجد التدريبات صعبة للغاية، وقال له المدرب لن نستطيع أن نقبلك لأنك عربي ولن تجدي في اللعب هنا. وبالمرور على مدرسة ثانية وجد الطريقة نفسها، ورغم أنه كان متعبا للغاية من التدريبات التي تستمر 4 ساعات تقريبا بدون توقف، علمت وسائل الإعلام اليابانية بأن هناك شابا عربيا مصريا مسلما يريد دخول عالم السومو، والتقت معه العديد من الصحف وقنوات التلفزيون وأصبح معروفا لدى البعض من اليابانيين والمهتمين بلعبة السومو. استمر عبد الرحمن في المرور على مدارس السومو حتى وصلت إلى 8 مدارس وفي المدرسة الأخيرة، كان وصل عبد الرحمن لمستوى ضعيف جدا بسبب التدريبات اليومية المتعبة، فظهر بمستوى سيء للغاية أمام المدرب، فرفضه على الفور، حتى شاهد قنوات التلفزيون ووجد شعلان يتحدث وأنه مر على 7 مدراس قبل منه، فطلب منه أن ينضم للمدرسة ولن يفرق معه كونه مسلما عربيا، بل يظهر مستوى جيدا للعبة. وأصبح عبد الرحمن بعد تدريبات مكثفة في المستوى الثالث من المحترفين وهو لم يبق سوى أقل من عام في اليابان، ويتطلع ليصل إلى أعلى مستوى في لعبة السومو فيما بعد. وتمنى عبد الرحمن أن تهتم مصر بأي شخص يريد صنع تاريخ لبلاده في أي مجال بدلا من دفنه حيًّا.