بموهبة كبيرة وتلقائية نادرة، حفر ملامح وجهه في ذاكره الجمهور، وتميّز بأسلوبه المختلف وقدرته على الدخول للشخصية التي يؤديها من أبسط التفاصيل، عاش وراء الستار طوال فترة أعماله، لم يأخذ دور بطولة خلال مشواره الفني، ولكنه كان يظهر في أدوار ثانوية مؤثرة، ترك بها بصمة في قلوب جمهور الدراما والسينما بأكثر من 120 عملًا طوال حياته الفنية. علي حسنين، الذي فارق دنيانا صباح اليوم، بعد رحيل رفيقه نور الشريف في "البحث عن سيد مرزوق"، فهو "زرياب" الموسيقي الضائع بين أحلامه التي لا حدود لها وواقعه السيء، وهو المخرج "مثلي الجنس" الذي أثار جدلًا واسعًا في فيلم "رشة جريئة"، عاش عاشقا للفن، ولم يتوقف عن التمثيل لآخر لحظات حياته. ولد علي حسنين في 13 يناير في سنة 1939 بمدينة الإسكندرية، وحاول دخول المجال الفني سنة 1954، عن طريق عدد من الأدوار البسيطة في المسرح والتلفزيون، ولكنه أحبط بسبب عدم توفيقه في بداية الأمر، وفي منتصف السبعينيات، عاد إلى مصر في وقت كان المناخ الفني المصري تغير كثيرًا، وبدأ مشواره الفني في عدد من الأدوار الصغيرة في أفلام مثل "الحريف" لمحمد خان سنة 1983، و"خرج ولم يعد" لمحمد خان أيضًا بسنة 1984، ثم عاد للعمل في التلفزيون، وقدم مسلسلات مثل "ابن تيمية" بسنة 1985، و"أولاد آدم"، وفيلم "حد السيف"، وفيلم "التوت والنبوت" في سنة 1986. نقطة التحول الكبرى في حياة علي حسنين جاءت في سنة 1991، عندما عرض له فيلمي "البحث عن سيد مرزوق"، والذي يشارك البطولة فيه النجم الراحل نور الشريف، والنجم الراحل شوقي شامخ، ولوسي، وأحمد كمال، وآثار الحكيم، وفيلم "الكيت كات" مع النجم محمود عبدالعزيز، وشريف منير، وعايدة رياض، ونجاح الموجي، وأحمد كمال. وشارك "حسنين" في العديد من أفلام "ديزني" العربية بصوته منذ بدايات دخولها للمنطقة العربية، وقدم الأداء الصوتي العربي لدور الشرير "جون راتكليف" في فيلم "بوكاهونتاس"، و"أرشيديون" في فيلم "أحدب نوتردام"، و"زيوس" في فيلم "هرقل"، و"فول تانك" في فيلم "سيارات"، إلا أنه يظل الدور الأشهر في حياة الفنان القدير عام 1992، مع المخرج خيري بشارة، ومن تأليف محمد المنسي قنديل ومدحت العدل، بالمشاركة مع الفنانين عمرو دياب، وأشرف عبدالباقي، وسيمون، وحسين الإمام في فيلم "أيس كريم في جليم"، لتظل الجملة التي قالها "نور" أشرف عبدالباقي بعد موت "زرياب" تتردد: "هي دي النهاية يا زرياب".