قدمت شرطة مكافحة الشغب الفرنسية، على رش مهاجرين بمادة كيميائية مهيجة، لدى محاولتهم اقتحام نفق القنال الإنجليزي، وقال وزيرا داخلية بريطانياوفرنسا، إن المحاولات الليلية للوصول إلى بريطانيا، جزء من "أزمة هجرة عالمية" تحتاج إلى حل دولي. وأجبر المهاجرون، الذين هدموا عدة أسوار أمنية مساء أمس، على التراجع من قبل شرطة مكافحة الشغب، خلال محاولتهم اختراق السياج الأخير قرب مدخل النفق تحت بحر المانش. واشتبك المهاجرون، الذين قدر صحفي ب"أسوشيتد برس" عددهم بنحو 200، مع قوات الأمن لنحو ساعة، ورددوا هتافات منها "افتحوا الحدود" و "نحن لسنا حيوانات". وتسلق آلاف المهاجرين، الأسوار قرب النفق في الأسابيع الأخيرة، ويقفزون على قطارات الشحن أو الشاحنات المتجهة إلى بريطانيا، وقتل رجل بعد أن سحقته شاحنة. وفر معظم المهاجرين من الحرب والدكتاتورية والفقر في إفريقيا والشرق الأوسط، ووصلوا إلى اليونان أو إيطاليا قبل أن يتوجهوا شمالا. ويعتقد كثيرون، أن دخول بريطانيا أفضل الاحتمالات، بسبب اللغة الإنجليزية واستحقاقات الرعاية وسهولة الحصول على وظيفة. وتسبب وجود المهاجرين أمام النفق، إلى جانب سلسلة إضرابات نظمها عمال فرنسيين، في تعطل حركة الشحن والمسافرين، وحفز الحكومتين على تشييد أسوار عالية، ووضع المزيد من كاميرات المراقبة وحراس الأمن. في مقال نشر بصحيفة "صنداي تلغراف" البريطانية، وصحيفة "دو ديمانش" الفرنسية، قالت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي، ووزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف، إن وقف تدفق المهاجرين "أولوية قصوى" لكلا الحكومتين. لكنهما أضافا أن الاتحاد الأوروبي بأكمله، يجب أن "يتعامل مع جذور هذه المشكلة"، وقالا إن العديد من المهاجرين، شوهدوا في شوارع أوروبا، ويجب قطع الطريق بين عبور البحر المتوسط والوصول إلى أوروبا لأسباب اقتصادية. وتحرص الحكومتان على إظهار جبهة موحدة بشأن هذه القضية، لكن كثيرين من السياسيين البريطانيين انتقدوا فرنسا، لتراخيها في إجراءات الأمن أمام النفق.