هكذا راحت حياة الأطفال الصغار فى محافظة بنى سويف بمنتهى السهولة، الدواء الذى كان أهلهم ينتظرون شفاءهم به، أصبح هو نفسه الداء الذى نقلهم فى لحظات إلى عالم الأموات، يشكو الأهالى من الفقر والعوز الذى اضطرهم للجوء لمستشفى عام حينما مرض أبناؤهم، وحتى بعد أن تسبب محلول معالجة الجفاف الذى تناوله الأطفال فى زيادة إعيائهم، فإن الفقر منع الأهالى من نقل أبنائهم إلى مكان آخر ينقذون فيه من يمكن إنقاذه منهم، ليس الفقر وحده، لكن إهمال المسئولين الذى كشفت عنه المديرة السابقة لإدارة الصيدليات بمديرية الصحة ببنى سويف، حين صرحت ل«الوطن» بأن الإدارة رفضت صرف المحلول حين علمت بوقوع حالات تشنج وارتفاع فى درجات حرارة الأطفال الذين تناولوه، غير أنها فوجئت بأن إدارة المستشفيات بالمحافظة عادت لتطلب نفس المحلول مرة أخرى، رغم علمهم بما يتسبب فيه للأطفال الصغار. هكذا تصبح حياة الصغار الذين لم يتجاوزوا عامهم الأول أرخص من توقيع لوكيل وزارة الصحة بالمحافظة على قرار بمنع استخدام محلول معالجة الجفاف، وهكذا يتحسر أهاليهم، وهكذا ترتفع قيمة الأطفال بعد موتهم إلى 30 ألف جنيه، تصرفهم المحافظة للأهالى كنوع من المساعدة أو التعويض عن حياة أجهضها الإهمال.