سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
*«فول وجبنة قريش».. أكلة الغلابة فى سوهاج للبقاء على قيد الحياة الركود يتلف السلع فى المخازن.. «معوض»: المحلات للعرض فقط.. و«السيد»: «بنفت العيش فى الميه عشان نوكّل العيال»
بالرغم من زيادة المعروض من السلع الغذائية والخضر والفاكهة، فإن الارتفاع الجنونى للأسعار، الذى تشهده محافظة سوهاج، أصبح عائقا أمام الأسر السوهاجية الفقيرة التى تكاد تكفى يومها، بشق الأنفس؛ فالدخل البسيط لمعظم الأسر هنا جعلها «تقضى عشاها نوم». تجولت «الوطن» فى أسواق المحافظة، التى شهدت عرض أنواع كثيرة من الفاكهة والخضار بانتظار من يشترى، لكن المشترى غائب عن المشهد بسبب عدم وجود النقود التى يشترى بها الموز اللبنانى ب10 جنيهات والتفاح ب15 والمانجو ب10، والبرقوق ب20 والعنب البناتى ب5 والجوافة ب3 جنيهات، فيما انخفض سعر كيلو الطماطم من 10 إلى جنيهين والكوسة إلى 5 والفلفل إلى 3 والباذنجان إلى 3، بينما يباع الخيار ب2٫5 جنيه. على العارف، صاحب محل فاكهة، أكد أن الأسابيع الأخيرة شهدت ركودا كبيرا فى البيع والشراء، وأصبح الباعة «بينشّوا» على بضاعتهم، بسبب إحجام المواطنين عن الشراء، ما أفسد كميات كبيرة من الفاكهة التى جرى تخزينها، ومضى عليها وقت طويل دون بيعها، متبرئا من ذنب زيادة أسعار الفاكهة، قائلا: «السوق هى الحكم، والفاكهة تأتى إلينا وأسعارها مرتفعة». أحمد السيد، بائع خضار، أشار إلى أن السبب الرئيسى لارتفاع أسعار الخضر والفاكهة هو زيادة تكلفة نقلها بين المحافظات، خاصة فى ظل أزمة المواد البترولية. محمد إبراهيم معوض، صاحب محل بقالة، رصد إحجام المواطنين عن شراء المواد الغذائية، خاصة أن أغلب الأسر السوهاجية ذات دخل بسيط، وتعتمد كليا على بطاقات التموين، مشيرا إلى أن ارتفاع أسعار الأرز والعدس وزيت الطعام والفول والسكر والفاصوليا البيضاء جعل من محل البقالة مكانا للعرض فقط. السيد عبدالله، عامل يومية، رفض أن نصوره وأسرته، قائلا: «إحنا غلابة بس ما ينفعش نتصور»، لافتا إلى أن طبلية الأسرة قاطعت العدس؛ لأن سعره أصبح مرتفعا، لا يقوى على دفعه: «إذا ربنا كرمنا نشترى ربع كليو بس لعمل شوربة عدس»، وتضطر زوجة السيد، حسب وصفه، لزيادة كمية الماء لملء الحلة، حتى يتمكن كل الأولاد من تقطيع الخبز فى شوربة العدس، لتكفيهم، ليأكلوا ويناموا.