خلال شهر يونيو من العام الماضي، وتحديدًا في يوم 28 يونيو 2014، خرج علينا تنظيم "داعش" ليعلن ميلاد الخلافة الإسلامية، وبايع التنظيم زعيمه أبو بكر البغدادي "خليفة للمسلمين". أثناء احتفال التنظيم الإرهابي بالذكرى الأولى لتأسيس خلافته، امتلأ العالم بعدد من الهجمات الإهابية، التي شارك "داعش" في تنفيذ عدد منها، حيث تبنى 3 عمليات إرهابية ضد مصلين داخل مسجد، وعمال بأحد المصانع، وسياح بفندق، في 3 قارات مختلفة. جاءت العملية الأولى في فرنسا، بعدما استيقظ الفرنسيون على أنباء بمقتل شخص وانفجارات هزت مدينة ليون جنوب البلاد، حيث قتل شخص وأصيب آخرون بجروح في اعتداء نفذه شخص يحمل راية تنظيم داعش صباح الجمعة في مصنع. ودخل المهاجم مصنع الغاز في منطقة سان كانتان فالافييه وهو يرفع علم "داعش"، وفجر عددا من قوارير الغاز. أما التفجير الثاني فكان في الكويت، بعدما فجر انتحاري نفسه خلال صلاة الجمعة في مسجد الإمام الصادق الذي يرتاده الشيعة بمنطقة الصوابر في مدينة الكويت، وتبنى حساب لتنظيم "داعش" على "تويتر" التفجير الانتحاري في الكويت، وقال البيان إن المهاجم ويدعى أبو سليمان الموحد استهدف "وكرا خبيثا ومعبدا للرافضة المشركين.. وأهلك وأصاب الله على يديه العشرات منهم"، حسب تعبير البيان. وكانت ثالث تلك العمليات في تونس، حينما هاجم 3 إرهابيين فندق "إمبريال مرحبا" بمدينة تونس، وأطلقوا النيران على السياح الموجودين على الشاطئ الخاص بالفندق. شهر يونيو لم يقتصر على تلك العمليات، التي وقعت قبل يومين من ذكرى إعلان خلافة "داعش"، فقد بدأت منذ بداية الشهر، وكانت تونس هي كلمة السر أيضًا، بعمليتين إرهابيتين يومي 15 و16 يونيو الجاري، حيث أعلنت الداخلية التونسية، عن قتل عنصر من الحرس الوطني وإصابة 4 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، في مواجهة مع مجموعة إرهابية. وكانت وزارة الداخلية التونسية قد أعلنت أن ثلاثة عناصر من الحرس الوطني ومتطرف مفترض قتلوا في تبادل إطلاق نار في سيدي علي بن عون بالقرب من سيدي بوزيد. وجاءت هاتان العمليتان قبل اهتزاز العاصمة التشادية نجامينا، 15 يونيو، على وقع هجوم انتحاري مزدوج، خلف 27 قتيلا على الأقل ونحو 100 جريح في أول هجوم انتحاري تنفذه جماعة "بوكو حرام" التابعة لتنظيم "داعش" في هذا البلد، الذي يعتبر حليفا رئيسيا في المعركة ضد الإرهاب في منطقة غرب إفريقيا. وفي اليمن، انفجرت عبوة ناسفة، إلى جوار جامع "الوزير" في صنعاء القديمة قبل الإفطار يوم السبت 27 يونيو 2015، في أحدث حادثة هجوم إرهابي من نوعها بعد سلسلة هجمات مشابهة بعبوات وسيارات مفخخة استهدفت مساجد ومصلين في العاصمة اليمنية. وأبى يونيو الانتهاء قبل أن تتذوق مصر من جرعة الإرهاب التي انتشرت خلال أيامه، فاستيقظ سكان القاهرة على حادث اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات، على خلفية انفجار سيارة ملغومة بجوار سيارته بالقرب من الكلية الحربية في مصر الجديدة، ما أسفر عن إصابته بجروح خطيرة ونقله إلى مستشفى النزهة لإجراء جراحة عاجلة.