متى تحققت العدالة الاجتماعية أصبح الحلم بالعيش والحياة الكريمة متوافراً وقابلاً للتحقق، وأصبحت فكرة الحرية فكرة حقيقية بعيدة عن الترف والرفاهية، فمن يملك قوت يومه يملك قراره ولا يكون خاضعاً للابتزاز أو للاحتياج. تتحقق العدالة الاجتماعية بإرادة دولة وبآليات وحلول غير نمطية تكون نتائجها أن تعلن العقول والأيدى الخلع من البطالة وعاهات العجز، وتنتصر على سطوة الجهل وتقضى على نمو طحالب الفقر. مطلوب من الرئيس أن يكون عامه المقبل هو عام العدالة الاجتماعية، والعدالة الاجتماعية لا تتحقق بالمشروعات القومية الكبرى وإنما بمشروعات متوسطة وصغيرة فى كل مدينة وقرية، فعندما يكون الحل متاحاً للجميع تصبح العدالة الاجتماعية واقعاً. المشروعات الكبرى تتيح فرصاً فاخرة لعدد كبير ولكنها محددة الزمن كمشروع قناة السويس ومشروع العاصمة الجديدة، استيعاب العمالة فى مشروعات كبرى مؤقتة ليس حلاً دائماً فماذا يفعلون عند انتهاء العمل؟ لا بد من التفكير فى الحلول الدائمة. لا بد أن تكون هناك مصانع ومشروعات إنتاجية تعطى فرص عمل مستمرة إلى جانب المشروعات المتوسطة والصغيرة. ومؤكد تملك الدولة حلولاً غير تقليدية ومبادرات تجعل من المشروعات الصغيرة اتجاهاً اقتصادياً للدولة. مؤكد اتجاه «السيسى» فى إقامة وزارة أو جهة مسئولة عن المشروعات المتوسطة والصغيرة اتجاه صحيح ولكن الأهم آليات التنفيذ. بطاقات التموين تحتاج إلى مراجعة دقيقة توفر للدولة ميزانية ضخمة وتضمن وصول الدعم لمن يستحق. الجمعيات الأهلية لا بد أن تركز على التعليم والتدريب وإيجاد فرص العمل وتسويق المنتجات وليس فقط إطعام الناس، فهنا ينطبق مبدأ إذا أعطيتنى سمكة أطعمتنى يوماً واحداً وإذا علمتنى كيف اصطاد أطعمتنى العمر كله، شيوع ثقافة العمل مع وجود تعليم جيد ضمان حقيقى لتحقيق أفكار العدالة. مؤكد هناك أفكار مخلصة من عقول متخصصة تستطيع الدولة الأخذ بها إلى حين المقدرة على إعلان ثورة كاملة على تعاسة التعليم. أحد أشكال تحقيق العدالة الاجتماعية بشكل معنوى هو القضاء على الواسطة، ففكرة أن الفرصة تأتى «للمحاسيب» فقط عامل إحباط متكامل، وفكرة أن الواسطة هى الأصل ولا يهم ما إذا كنت أمتلك مؤهلات الفرصة من عدمه، ثقافة محبطة وسلوك يعمق انعدام تكافؤ الفرص، فالواسطة أحد أشكال الفساد، لا بد أن تعمل الدولة على أن تبدل هذه الثقافة السيئة بواقع أنه لا يوجد مواطن درجة أولى وآخر درجة ثانية فى الحقوق والواجبات، وأن الأفضلية فى العمل تُحسم لصالح من يمتلك العلم والوعى والمهارات الخاصة بكل فرصة عمل. رفع الظلم ووجود تشريعات صحيحة بلا ثغرات ولا تراخٍ وبطء التنفيذ أحد الأشكال المهمة فى تحقيق العدالة الاجتماعية. علاج الفقراء على نفقة الدولة جزء أساسى فى منظومة العدالة الاجتماعية، ولا بد أن تملك الدولة إحصاءً دقيقاً لمن يستحقونه. حال المستشفيات والأطباء والمرضى الفقراء هو أحد أشكال تحقيق العدالة الاجتماعية. فالعلاج المجانى الصحيح فى مستشفى صحيح على يد أطباء مؤهلين ولا يعانون الإحباط ولم تصبهم لعنة الإهمال واللامبالاة حق أصيل للمواطن لا بد أن تقدمه الدولة. الدولة عليها أيضاً دراسة تجارب الدول التى تقدم بدل بطالة بشروطها حتى لا تصبح باباً جديداً للفساد أو التقاعس عن العمل. توفير المسكن جزء أصيل فى تحقيق العدالة، ومؤكد هناك دراسات وأفكار تجعل هذا الحلم واقعاً. من العناصر المبدعة أيضاً فى شيوع العدل الاجتماعى؛ تحقيق العدالة الاجتماعية الجغرافية، وإذا تمكنت الدولة من تنفيذ مشروع المثلث الذهبى فالمؤكد أنه سيقدم تنمية ضخمة للصعيد، وبالتالى سيكون إحساس جنوب الوادى بالرعاية والاهتمام من الدولة، وهذا فى حد ذاته تأكيد قوى على وصول الدولة إلى الأماكن الأَولى بالرعاية والاهتمام والتى عانت سنوات طويلة من الإهمال.