بعد 9 أشهر من تشكيل الحكومة الجديدة، ووسط بعض أعنف جولات القتال منذ انطلاق تمرد طالبان منذ 14 عامًا، من المقرر أن تعين أفغانستان، معصوم ستانيكزاي وزيرا للدفاع. ويعرف عن معصوم ستانيكزاي أنه صانع السلام أكثر منه واضع استراتيجيات الحروب، إذ ترأس مجلس السلام الأعلى، وهو كيان تفاوضي مكلف بإنهاء الصراع مع طالبان، إلا أنه يدير حاليا الحرب، وتتوقع موافقة البرلمان على تعيين ستانيكزاي قريبا، رغم أن القانون يسمح له بتقلد منصبه بالوكالة. وبتعيينه سيستكمل تشكيل حكومة رئيس الوزراء أشرف غني، ما سيحقق أخيرًا ما وصفه مسؤول عسكري غربي ب"القيادة الإيجابية الشرعية المدنية" للجيش وسط مساعيه للتعامل مع حركة طالبان التي تم إحياؤها، وذلك دون دعم القوات الدولية التي أنهت مهامها القتالية العام الماضي. ويتولى ستانيكزاي منصبه، فيما تعيد طالبان تعريف حربها ضد كابول، منضمة إلى جماعات مسلحة أخرى لنشر القتال في كل أرجاء البلاد، وفاجأ هذا التغير التكتيكي قوات الأمن الأفغانية، وأجبرها على زيادة انتشارها، ما أدى إلى ارتفاع حصيلة ضحاياها. وتظهر إحصاءات حلف شمال الأطلسي "ناتو"، ما بين الأول من يناير و7 مايو، زيادة بنسبة 63% في قتلى ومصابي الجيش الأفغاني، مع انتشار طالبان في أنحاء البلاد من معاقلهم التقليدية في شرق وجنوب البلاد المتاخم لباكستان.