عبر المشهد أمام الطفلة مراراً وتكراراً كالتالى «دميتها الكرتونية المحببة تشنق نفسها بحبل وتلقى بنفسها من الطائرة، لكنها لا تموت لأنها ببساطة تتمكن من فك هذا الحبل من حول رقبتها وتعود للحياة من جديد لتواصل تحدى أصدقائها وصديقاتها على تنفيذ حركات خارقة» المشهد ذاته حاولت الطفلة هاجر، 12 عاماً، تقليده لكن نهايته كانت مختلفة تماماً عن النهاية التى تصنعها الدمية، نهاية مأساوية تلك التى تعرضت لها الطفلة حيث فارقت الحياة خنقاً بالمشنقة التى صنعتها لنفسها، الطفلة هاجر حربى حسن، 12 عاماً، لم تعد للحياة مرة أخرى كما كانت تعتقد، وعثر عليها جثة هامدة ملفوف حول رقبتها «إيشارب» ملقاة داخل غرفتها فى منزل أسرتها فى مساكن عين شمس، وبجانب الجثة أشقاؤها الثلاثة الصغار يحاولون إيقاظها، لم يدركوا أن شقيقتهم الكبرى لفظت أنفاسها الأخيرة، وكانوا يعتقدون أنها تداعبهم بهذه اللعبة التى لجأت إليها لحظات وتنتهى محاولات الأطفال بإيقاظ شقيقتهم بالفشل، حيث ذهب أحدهم إلى والدته وقال لها: «يا ماما تعالى شوفى أختى هاجر مش راضية تقوم من جنب السرير»، أسرعت الأم لتجدها جثة هامدة أمام ألعاب الفيديو التى كانت تشاهدها مع أشقائها. صرخات الأم لم تتوقف حتى حضر الجيران على صرخاتها، وأسرعوا فى إبلاغ قسم شرطة عين شمس بالواقعة، فانتقل مأمور القسم على رأس قوة أمنية إلى مكان الحادث، وتبين وجود إيشارب ملفوف حول رقبتها، والدماء تسيل من فمها، تم التحفظ على مسرح الجريمة وتحرر محضر بالواقعة، وأحاله اللواء أسامة بدير، مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، إلى النيابة العامة لمباشرة التحقيقات فى تلك الواقعة، وتبين من التحقيقات التى أشرف عليها المستشار أحمد يوسف رئيس النيابة، أن الطفلة لفظت أنفاسها الأخيرة أثناء محاولتها تقليد ألعاب الفيديو التى كانت تشاهدها، وأن أشقاءها حاولوا إنقاذها لكن دون جدوى. روت والدة الطفلة تفاصيل الواقعة فى تحقيقات النيابة التى أشرف عليها محمد عبدالشافى، المحامى العام الأول لنيابات شرق القاهرة، أنها كانت موجودة فى المطبخ لإعداد الطعام للأسرة قبل العصر، وكان صوت التليفزيون عالياً على إحدى القنوات المتخصصة فى تقديم برامج الأطفال وألعاب كرتون، وأن أبناءها اعتادوا مشاهدة تلك القنوات من أجل التسلية، وأنها فوجئت بالحادث بعدما حضر ابنها الصغير «محمود» 6 سنوات وقال لها: «يا ماما احنا كنا بنتفرج على الكرتون وأختى هاجر راحت جابت إيشارب ولفته على رقبتها وراحت وقعت على الأرض مش بترد علينا»، أسرعت الأم لتجد ابنتها ملقاة بجانب السرير، فأمسكت بها لتجد الإيشارب ملفوفاً حول رقبتها فأسرعت بفكه وبدأت فى إفاقتها عن طريق إحضار زجاجة «كولونيا» لكن دون جدوى، وتأكدت أنها فارقت الحياة، فلم تتمالك أعصابها وظلت تصرخ حتى حضر جيرانها، وأبلغوا الشرطة بالواقعة. «كنت بلاحظ إن بنتى بتقلد الألعاب اللى بتشوفها فى التليفزيون وكنت بقولها ما تعمليش الحاجات دى مرة تانية، وكنت بحاول أقفل القنوات بتاعة الكرتون لما بشوف عليها ألعاب خطيرة، لكن كنت برجع ألقى بنتى الكبيرة هاجر جايبة هذه الألعاب» هذه كلمات الأم فى محضر الشرطة وتحقيقات النيابة، قائلة إنها كانت تقوم بمعاقبة ابنتها كلما شاهدتها تقوم بتقليد أعمال العنف التى تشاهدها، حيث كانت تعتدى على شقيقها الأصغر بالضرب بشكل عنيف تقليداً لما تشاهده من خلال مشاهد العنف التى تشاهدها فى التليفزيون. «بنتى هاجر بتشوف الكرتون منذ عدة سنوات وكانت متأثرة بما تشاهده وغالباً ما كانت تطلب منى اشترى ليها أقنعة وسيوف بعد ما شافتها فى ألعاب الكرتون» بهذه الكلمات استكملت الأم حديثها فى التحقيقات قائلة إنها اتبعت عدة طرق لإبعاد نجلتها عن مشاهدة ألعاب الكرتون، خاصة الألعاب الخطيرة التى تظهر فيها مشاهد العنف، فقامت بغلق التليفزيون بشكل عام لمدة 6 أشهر، فكانت ابنتها تذهب إلى منزل الجيران لتشاهد الكرتون مع صديقتها، الأمر الذى دفعها إلى التراجع عن غلق التليفزيون وقامت بإعادة تشغيله مرة أخرى وطلبت منها عدم مشاهدة مشاهد العنف مرة أخرى، وأنها كانت تراقب ابنتها، لكنها فوجئت أثناء إعدادها الطعام بواقعة وفاتها. انتهت تحقيقات النيابة وتحريات المباحث التى أشرف عليها اللواء خالد يوسف، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، إلى عدم وجود شبهة جنائية حول الواقعة، وأن الجريمة قضاء وقدر، وأن وفاة الطفلة ناتجة عن اختناقها أثناء تقليدها لألعاب الفيديو الخطيرة، وكشفت المعاينة الميدانية التى جرت فى شقة المتوفاة عن أن جثتها كانت ملقاة بجانب السرير بعد أن قامت بلف الإيشارب حول رقبتها وأثناء لعبها مع أشقائها سقطت من على السرير وأُحكم الإيشارب حول رقبتها، ففارقت الحياة مخنوقة، وقررت النيابة انتداب الطب الشرعى لتشريح جثة الطفلة لمعرفة أسباب الوفاة وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة.