سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الوطن" تنشر كلمة رئيس البنك الدولي أمام قمة "التكتلات الإفريقية" رئيس البنك الدولي: لا يمكن للتجارة الحرة وحدها أن تنهي الفقر المدقع.. والبنك ملتزم بمساعدتكم لتفادي كل المخاطر
افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم، قمة "التكتلات الاقتصادية" في شرم الشيخ، بمشاركة 25 دولة إفريقية. وتنشر "الوطن"، كلمة رئيس البنك الدولي جيم يونج كيم، خلال قمة "التكتلات الاقتصادية"، المنعقدة حاليًا في شرم الشيخ، بمشاركة 25 دولة. "أتقدَّم بالتهنئة لرؤساء دول التجمُّع الثلاثي، لجهودهم المضنية نحو إرساء اتفاقية التجارة الحرة الثلاثية، يحدوني الأمل في أن تتمكنوا من إيجاد سبيل لإتمام اتفاقية للتجارة، من شأنها أن تقدم فرصا اقتصادية للفقراء تقودهم لحياة أفضل، فاتفاق التجارة الحرة يمكن أن يشكل مرحلة مهمة لمستقبل اقتصادي للقارة يربط القاهرة بكيب تاون، والكثير بينهما، ويدمج إفريقيا على الوجه الأكمل في النظام التجاري العالمي". وتابع "وضع رؤساء الدول جدول عمل طموح، يجمع 26 بلدا، يبلغ إجمالي ناتجها المحلي أكثر من 1.2 تريليون دولار، ويعيش فيها أكثر من نصف مليار نسمة، وبكل بساطة، لديها إمكانية إحداث تحوُّل جوهري في القارة". وأضاف "بالطبع لا يمكن للتجارة الحرة وحدها أن تنهي الفقر المدقع، وتعزز الرخاء المشترك، فمثل تلك الاتفاقيات ينبغي أن ترافقها سياسات وبرامج من شأنها مساعدة غالبية السكان على الاستفادة من التجارة الأكبر، ويشمل ذلك توفير تعليم جيد للشباب، وبني تحتية أفضل، ووسائل اتصال تكنولوجية بأسعار مناسبة، وإتاحة الوصول إلى الخدمات المالية بشكل أفضل". وأوضح "حقَّقت إفريقيا تقدُما هائلا خلال العقدين الماضيين، إذ سجَّلت معدلات نمو رائعة، ووسعت قاعدة التنمية، لكننا الآن نواجه حالة متزايدة من عدم الاستقرار في العالم، فأسعار السلع الأولية آخذة في الانخفاض، والصراعات تتصاعد في بعض أجزاء العالم، وتلوح أخطار تغيُّر المناخ، والأمراض المعدية التي لا تعرف حدودا". واستطرد "أؤكِّد لكم أن مجموعة البنك الدولي ملتزمةٌ التزاما قويا بمساعدتكم على تفادي هذه المخاطر، وقدمنا في منطقتي إفريقيا والشرق الأوسط ما يقرب من 20 مليار دولار من المساندة في عام 2014، ونحن في طريقنا نحو تقديم مستويات مماثلة هذا العام". وأضاف "أعدنا تنظيم مؤسساتنا لتعظيم الاستفادة من أهم مواطن قوتنا، وهي التزاوج بين معارفنا الواسعة والتمويل المبتكر لتقديم برامج لبلدانكم تحقق أعظم الآثار، كما نساند برنامجا عالميا لمواجهة تفشِّي الأوبئة لتحسين إجراءات الوقاية، والاستجابة في التصدِّي للأوبئة مثل (إيبولا) و(متلازمة الشرق الأوسط التنفسية) MERS". وتابع "يدخل برنامجنا العالمي الجديد للبنية التحتية في شراكة مع القطاع الخاص لتمويل مشروعات البنية التحتية، نحن جميعا نعلم أن للقطاع الخاص دورا مهما يجب أن يؤديه في عملية التنمية، فهو يخلق فرص العمل والتوظيف التي تبني الرخاء، واليوم، أصبحت إفريقيا منفتحة لأنشطة الأعمال أكثر من أي وقت مضى، لكن ينبغي على البلدان الاستمرار في خفض تكاليف المعاملات". وأوضح "في الوقت الحالي يستغرق استيراد السلع في المتوسط 37 يوما، وتصديرها 31 يوما في إفريقيا جنوب الصحراء، بالمقارنة مع أقل من 20 يوما للاستيراد والتصدير في شمال إفريقيا وأمريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا، بل إن الفارق أكبر في البلدان الحبيسة التي ليس لها سواحل، حيث يبلغ المتوسط 50 يوما للاستيراد و40 يوما للتصدير". وأضاف "التكامل الإقليمي أكثر من مجرد تجارة فقط، والتكامل الإقليمي الأكبر له دور مهم في مساعدة البلدان على تجاوز الصراعات وفي مناطق البحيرات العظمى، والساحل الإفريقي والقرن الإفريقي، نصمم برامج تقدم المساعدة لمناطق بأسرها من خلال مساندة مشروعات الطاقة المستدامة متعددة البلدان، وإجراء تحسينات للتجارة عبر الحدود التي تساعد على النهوض بالسلام والاستقرار، يصاحب هذه الجهود التي تجري في شراكة مع الأممالمتحدة ومؤسسات مثل البنك الإسلامي للتنمية، حوارًا استراتيجيًا وتحركات على صعيد دبلوماسية التنمية. ونتطلَّع أيضا إلى توسيع هذا النهج الإقليمي ليشمل بلدانا في الشرق الأوسط". واستطرد "في ضوء عدم الاستقرار في المنطقة في الوقت الحالي، أفهم أنه من الصعب تصوُّر تحقيق السلام والرخاء للجميع، لكنني ما زلت متفائلاً، ويجب أن نبدأ الاستعداد للسلام والفرص الاقتصادية، وأن نستثمر في أغلى موارد المنطقة غير المستغلة - أي شبابها ونساؤها، ومن الضروري أن نستثمر في الشباب والنساء بتوفير تعليم أفضل لهم، وتيسير حصولهم على رعاية صحية جيدة، وتزويدهم ببرامج التدريب على مهارات العمل". وأضاف "مجموعة البنك الدولي مستعدة لتعبئة الموارد المالية والمساعدات الفنية اللازمة، لمساندة الإصلاحات في مجالات التعليم والتدريب المهني، والشراكة مع الحكومة والقطاع الخاص، وهدفنا هو تحسين نوعية التعليم وتحقيق التوافق بين المهارات واحتياجات سوق العمل، وستتيح هذه الخطوات للشباب والنساء والمحرومين اقتصاديا، فرصا أكبر للحصول على وظائف جيدة". وأوضح "في هذا اليوم، اسمحوا لي أن أجدد لكم التزامي بأننا في مجموعة البنك الدولي، نتشارك في رؤية وهدف واحد لتحقيق الازدهار في إفريقيا والشرق الأوسط، ومعنا تجدون صديقا في واشنطن وفي مكاتبنا القطرية، وسنفعل كل ما في وسعنا لخلق مستويات معيشة أفضل لكل مواطنيكم، شكرا جزيلا لكم".