كيف استخدم المصري القديم الكحل الأسود في علاج فطريات العين؟

شكل ساحر ظهر به الكحل الأسود في مصر القديمة، إذ اتخذ شكله على هيئة عيون القطة، وجرى وضعه داخل العيون بكميات كثيفة حتى تبطن الأجفان، إضافة للخطوط السميكة التي تحيط العيون من الخارج، ما يعطي لها شكلًا جريئًا ورمزًا للقوة، إذ استمد المصريون والعديد من الشعوب حول العالم التزيين بالكحل من المصريين القدماء لبراعتهم في تكحيل العيون.
الآثار المصرية بمتحف اللوفر
وبحسب موقع الهيئة العامة للاستعلامات، فقد تناول متحف اللوفر بفرنسا الكثير من الآثار المصرية التي وصلت إلى 19 قسما من المقتنيات المصرية، أبرزها قناع نفرتيتي الذهبي، وتمثال الكاتب الجالس، وتمثال رمسيس الثاني، وتمثال إخناتون، وتمثال أمنحتب، التي اهتمت جميعها بالمستحضرات التجميلية، وركزت بشكل أكبر على اهتمام الفراعنة بالكحل الأسود.
ما هو الكحل الأسود؟
والكحل في أصله مُستمد من الطبيعة، إذ يحتوي على عناصر طبيعية مثل، الغالينا والملكيت الأخضر ومكونات أخرى، ويُجرى وضعه في مسحوق وخلطه بالزيوت أو الدهون حتى يصبح في صورة كريمية، وبعد الانتهاء من تحضيره يوضع في أواني حجرية أو قشرية، ثم يجري الاحتفاظ بها في علبة من الخشب أو العاج أو الفضة وغيرها من المعادن الثمينة، وقد شاع استخدامه بين الطبقات العليا نظرًا لتكلفته الثمينة، بحسب موقع «World History».
وجاء وصف الكحل بحسب موقع «JSTOR»، بأنّه قطعة من الفخار من الحجر الجيري، يرجع تاريخه إلى الأسرة التاسعة عشرة أو العشرين «1285-1069» قبل الميلاد، وهي محفوظة في متحف اللوفر بفرنسا.
خبير آثار يكشف أسرار الكحل الأسود
عماد المهدي خبير الآثار المصرية خلال حديثه ل«الوطن»، أوضح أهمية الكحل الأسود عند المصريين القدماء، الذي استخدمه الفلاح المصري والعمال الزراعيون لحمايتهم من أشعة الشمس الضارة، نظرًا لفوائده الصحية للعين، ويُجرى تداوله حتى الآن في القرى لعلاج الأطفال من فطريات العين.
وأشار خبير الآثار إلى أنّ «صلاية نعرمر» كانت تُستخدم لطحن الكحل، واتخذها المصريون القدماء لوحًا يدونون عليها بعض حوادثهم، مُضيفًا أنّ استخدام الكحل الأسود كان للتجميل والحماية من أشعة الشمس، ولا صحة لكونه يرمز إلى الدور الديني عند المصريين القدماء.