تابع هاني المسيري محافظ الإسكندرية، اليوم، أعمال تطهير المجرى المائي لترعة المحمودية وتجميل المسطحات الخضراء، والمجرى المائي في المسافة بين كوبري الزهور والهاويس. وقال "المسيري"، للمواطنين الذين تابعوا مشاركته في أعمال التطهير والتجميل، إن ذلك يأتي لإعادة المظهر الحضاري للترعة وعودة منسوب المياه بها كما كانت عليه سابقا في أسرع وقت ممكن، إذ يتم بعدها رصف الطرق تمهيدا لافتتاح المحور المروري أيضا. وكلف محافظ الإسكندرية الجهات التنفيذية المسؤولة، بتشكيل لجنة لمتابعة الأعمال التي تتم بمحور ترعة المحمودية والمجرى المائي لها، بإشرافه وشركة المقاولون العرب والهيئة الهندسية للقوات المسلحة وإدارة المشروعات بالمحافظة والمجتمع المدني، على أن تنتهي هذه الأعمال خلال شهر رمضان. وتسببت حالة ترعة المحمودية في استياء أهالي الإسكندرية، بعد امتلائها بالقمامة ومخلفات البناء من رمال وطوب. وأمر المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، خلال زيارته المحافظة مطلع الأسبوع، وفور رؤيته للمسافة المهملة من الترعة، بسرعة إزالة الردم، وإعادة المحور المروري لها، وزراعة الأرض الخضراء حولها، حتى تعود المياه إلى تلك المسافة. وقال هاني المسيري، محافظ الإسكندرية، إن الهيئة الهندسية وشركة المقاولين العرب، وإدارة الإشغالات بمحافظة الإسكندرية، يعملون منذ 4 أيام فور انتهاء زيارة رئيس الوزراء، على تطهير ترعة المحمودية، والتي ستبدأ بمسافة 10 كيلو متر مهملة، ثم تستكمل تطهير ترعة المحمودية بالكامل. وأوضح محافظ الإسكندرية، أنه يمر يوميا على ترعة المحمودية، لمتابعة أعمال التطهير بنفسه، لإرسال تقارير يومية، إلى رئيس مجلس الوزراء مباشرة. وعرض "المسيري" على المهندس إبراهيم محلب، أثناء زيارته إلى محافظة الإسكندرية، صورا لمسافة 10 كيلو مترات من ترعة المحمودية، بداية من كوبري النزهة وحتى الهاويس، مهملين، مرفق معهم قرار من وزير الري في عام 2003، يفيد بأن تلك المسافة غير تابعة لوزارة الري، الأمر الذي أدى إلى إهمال تلك المنطقة بالكامل. وقال مصدر من داخل المحافظة، ل"الوطن"، إنه عقب إطلاع رئيس مجلس الوزراء على القرار والصور المرفقة به لما وصلت إليه الترعة من إهمال، أصدر قرارا على الفور بأنه على جميع الوزارات والشركات ومن بينها وزارة الري، العمل على تطهير ترعة المحمودية بالكامل بما فيها المسافة المهملة من قبل خلال 3 أسابيع. وبدأت ترعة المحمودية، بحلم من محمد علي باشا في عام 1807، أي منذ 208 سنة، بحفرها لتكون أكبر ممر مائي صناعي في إفريقيا، بغرض توصيل مياه الشرب إلى الإسكندرية عبر النيل في مدينة البحيرة، وحتى يكون أكبر مجرى تجاري يساعد في دفع الاقتصاد والتصنيع وحركة التجارة بين المدن، وهو ما تحول في عام 2105 إلى سيطرة كاملة من الإهمال والقمامة والتلوث. وفي تاريخ 8 مايو 1807، أمر محمد علي بحفر ترعة لتبدأ من النيل قرب قرية بهبيت، لتصل مياه النيل إلى الإسكندرية عبر تلك البحيرة، ولتكون ممر مائياً للمراكب التجارية بين الإسكندرية ونهر النيل، وتم وقتها جمع الأنفار وتجهيز العمال والبنائين، والحدادين والمساحين والفؤوس والغلقان والمقاطف والسلب، لحفر الترعة. وأثناء الحفر ظهر ببعض الأماكن عبارة عن مساكن مطمورة وقيعان وحمامات معقودة، وظروف وجد بداخلها قطع نحاس كفرية قديمة، وأخرى لم تفتح ولا يعلم ما فيها رفعوها لمحمد علي، وفي أبريل 1819 توقف العمل بسبب الطاعون وعاد العمال لبلادهم، وكان كل من يموت يدفن في مكانه، وفي يناير سنة 1820 فتحوا للترعة شرمًا بالإسكندرية على البحر، وتم تسميتها بترعة ومدينة المحمودية باسم السلطان محمود الثاني سلطان الأستانة.