تحولت ترعة المحمودية ، بالإسكندرية ، إلى مستنقع للوباء ،والأمراض، والقمامة ،وتحول جزء أخر منها إلى إسطبلات للخيول بمنطقة كرموز، كما تحولت أجزاء أخرى إلى وكرا لتعاطى المخدرات بعيدا عن الدولة . وكانت الدولة اعتمدت مبلغ 400 مليون جنيه منذ عدة أعوام لتحويل منطقة ترعة المحمودية إلى محور مرورى يوازى شارع أبو قير وطريق الكورنيش لتخفيف العبء المرورى ،فى تلك الطرق لم تشهد الترعة أو طريقها أى تطويرا ولا زال الإهمال عنوان الترعة التاريخية التى يبلغ عمرها ما يقارب المائتين وسبعة أعوام كاملة . تعد ترهة المحمودية درة مشروعات محمد على باشا ، والتى شقها فى 8 مايو عام 1807 لتبدأ من النيل قرب قرية بهبيت وقتها لتصل مياه النيل إلى الإسكندرية عبر البحيرة. ولتكون ممر مائى للمراكب التجارية بين الإسكندرية ونهر النيل وكان محمد على قد أمر كشافين البحيرة بجمع الأنفار، وتجهيز العمال، والبنائين، والحدادين، والمساحين، والفؤوس، والغلقان، وكانوا يسيرون مع كاشف كل منطقة بالطبل والزمور. وكان كل إقليم تمر به الترعة له حصة من الأقصاب ليحفرها, فإذا انتهي من الحفر يساعد الإقليم المجاوروأثناء الحفر ظهر ببعض الأماكن مساكن مطمورة وحمامات معقودة وظروف بها بداخلها قطع نحاس قديمة وأخرى لم تفتح ولايعلم ما فيها . وبعد سنوات طويلة أصبحت الترعة عبارة عن مقلب قمامة كبير برعاية أحياء الإسكندرية المختلفة حيث تتبع الترعة عدة أحياء مختلفة وهى حى غرب ووسط وشرق . وفى منطقة كرموز تقع مستشفى الجمهورية العام على طريق ترعة المحمودية ويعانى المرضى فيها من إنتشار الروائح الكريهة وإنتشار الحشرات والقوارض ليلا وأكد مصدر طبى داخل المستشفى أن مدير المستشفى قام بعمل عدة شكاوى خلال السنوات الماضية إلى كل الجهات التنفيذية ولكن دون اى جدوى . أما جهاز شئون البيئة فلم يبال بالأمر فلم يصدر تقرير واحد على حالة ترعة المحمودية المتردية وما تعانيه من إهمال وسوء إدراة ،وأكدت مصادر داخل محافظة الإسكندرية أن الترعة كانت ستتحول إلى أبراج سكنية فى المنطقة من الكيلو 8 وحتى الكيلو 13 فى منطقة محرم بك وكانت هناك محاولات من قبل الدكتور حسن البرنس نائب محافظ الإسكندرية الأسبق والإخوانى لردم الترعة وبالفعل صدر قرار من الدكتور محمد على بشر وزير التنمية المحلية الإخوانى بردم البحيرة فى تلك المنطقة قبل ثورة 30 يونيو . إلا أن الترعة تم ردمها بالقمامة وغطت تلال القمامة جانبى الطريق بها وسط غياب من أجهزة الدولة المختلفة تجاه الأزمة ووجه أهالى محرم بك وغيط العنب وكرموز أستغاثة عاجلة إلى هانى المسيرى محافظ الإسكندرية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه .