قالت الدكتورة سمية بهى الدين، عضو المجلس التخصصى للتنمية المجتمعية، التابع لرئاسة الجمهورية، إن مدن «بدر والسادات والعاشر من رمضان» لم تفشل، لكن هناك مؤشرات تقول إنها لم تحقق المنتظر منها فى الفترة الماضية، وذلك بالمقارنة ب«الرحاب»، مشيرة إلى أن هناك مقترحات لإعادة إحيائها لتكون جاذبة للسكان خلال السنوات المقبلة. وأضافت «بهى الدين»، خلال حوارها مع «الوطن»: «أن الحكومة لم تتأخر فى تنفيذ مشروعات المؤتمر الاقتصادى الذى عقد فى شرم الشيخ، خاصة أن هناك 3 شهور تدرس بنود البروتوكولات الموقعة مع الشركات المستثمرة، ولم تنته بعد المدة، لافتةً إلى أن «العاصمة الإدارية الجديدة» ليست بديلة عن «القاهرة» إنما هى امتداد لها، وهى فى أصلها «مركز مال وأعمال»، وليست من توابع المدن الجديدة.. وإلى نص الحوار: ■ بداية.. ماذا عن تكليف الرئيس عبدالفتاح السيسى لكم بدراسة أسباب فشل بعض مدن التوابع مثل «بدر والسادات والعاشر من رمضان» لجذب السكان؟ - أولاً.. هذه المدن لم تفشل؛ لأن الفشل والنجاح يُقاسان بسنوات كثيرة، لكن هناك مؤشرات تقول إنها لم تحقق الذى كان يجب خلال الفترة الماضية، وذلك مقارنة بالرحاب مثلاً، لذلك نحن نعمل على هذا الملف، فالمؤشرات الأولية تقول إن «الرحاب» نجحت لتوافر «أوتوبيسات نقل جماعى»، وهناك دعم للخدمات يحميها ويساعد التجار فى وجودها، حتى لو كان تعداد السكان قليلاً، لكننا نقترح لإعادة إحياء مدينة «بدر» بناء مستشفى كبير أو جامعة أو مجموعة مدارس مميزة، بحيث تكون هناك أنشطة مميزة لجذب السكان، وأقوم باستبيان فى المدينة وأنظر فى التصميم الأصلى للمدينة، وهناك أكثر من اقتراح مع وزارة الإسكان، وهيئة التخطيط العمرانى تقوم بمراجعته، وحدث لقاء مع الدكتور مصطفى مدبولى، وزير الإسكان، بحيث لا يكون المجلس التخصصى للتنمية المجتمعية يعمل بمعزل عن الوزارة، وسيتم التنسيق معهم فى هذا الأمر. ■ ومتى سيتم الانتهاء من ذلك؟ - أعتقد أنه سيتم خلال أسبوعين على الأكثر. ■ وهل هذه الدراسة لها علاقة ببناء العاصمة الإدارية الجديدة؟ - ليس له علاقة، لكن الفكرة أن هناك تساؤلات عند الناس، تدور حول أن العاصمة الإدارية الجديدة ستكون مثل المدن الجديدة التى عملت وفشلت، لكن نحن نقول إن هذا مشروع جديد تماماً، وفكره مختلف، و«يا ريت لا نقول إنها عاصمة فهى ليست عاصمة ولكنها مركز مال وأعمال». ■ لكنها ستكون العاصمة الإدارية لمصر؟ - هو حدث خلط، فالناس اعتقدوا أنه سيتم نقل العاصمة، مع أنها مجرد امتداد طبيعى للعاصمة، بمركز مال وأعمال جديد، بحيث يتم تخفيف العبء عن العاصمة «القاهرة»، بإنشاء مراكز تشد السكان والأنشطة، فتخفف الازدحام المرورى عن قلب المدينة. ■ ماذا عن لقائكم الأخير مع وزير الإسكان؟ - لقاؤنا مع وزير الإسكان، الذى حضره أعضاء بمجلس التنمية الاقتصادية، التابع لرئاسة الجمهورية، كان للحديث عن العاصمة الإدارية أو مركز المال والأعمال، وكان نقاشى معه أن مجتمع المعماريين والمخططين لا يفهم المشروع بالكيفية التى مفترض أن يفهمها، والناس البسيطة وشباب الجامعات لا يفهمون دورهم فى المشروع، فمن واقع احتكاكنا كمجلس نرى أن هؤلاء الناس لا يفهمون الحقيقة، فتحدثنا مع وزير الإسكان عن كيفية توصيل الرسالة صحيحة لهم، أما بالنسبة للمدن الجديدة فتحدثنا معه عن مفهوم الفشل والنجاح، وأن المدن تأخذ ما بين 30 إلى 40 سنة حتى نقول إنها نجحت أو فشلت، لذلك فنحن نحكم على شىء لم نصل إليه، ووزير الإسكان وجه مساعده لعقد لقاء الأسبوع المقبل، وأن يعطينا جميع المعلومات عن المدن الجديدة، بحيث ندرسها مع بعض، كما تحدثنا عن فكرة الأقاليم الاقتصادية، وهذا طرحته الدكتورة عبلة عبداللطيف، رئيس مجلس التنمية الاقتصادية، على الوزير. ■ يقال مؤخراً إن الحكومة تأخرت فى تنفيذ المشروعات المتفق عليها أثناء المؤتمر الاقتصادى.. ما رأيك؟ - الواقع أن جميع المشروعات التى تمت أثناء مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصرى فى شرم الشيخ، حيث كانت من واقع البروتوكولات المُوقعة، أنه ُيسمح للجهات الرسمية أن تراجع بنودها حتى يتم توقيع عقد ما بين شهرين إلى 3 شهور، ورأيى الشخصى أننا ما زلنا فى فترة ال3 شهور عقب المؤتمر، وهناك آلية لمتابعة نتائج المؤتمر قام بها المجلس التخصصى للتنمية الاقتصادية. ■ وماذا عن مشروع بناء مدينة رفح الجديدة؟ - المجلس انتهى من فكرة المشروع كرؤيته بشكل ونماذج البيوت، وذهب للجهات المعنية لاستكمال الرسومات، الممثلة فى الحفر والطرق والشوارع، بحيث تكون هناك كراسة شروط، وهم الآن فى مرحلة إعداد الرسومات، وبعدها من المفترض أن تطرح على المقاولين بعد الانتهاء من هذه المرحلة، خاصة أن أى مشروع بحجم مدينة رفح الجديدة يأخذ ما بين 6 إلى 9 شهور إعداد رسومات، لأننا نعمل على نماذج البيوت وصرف صحى وطرق. ■ جلستم منذ فترة مع شيوخ قبائل رفح وكانت لهم مطالب ولم تنفذ.. ما ردك؟ - رفعنا للرئيس السيسى التقرير بمطالبهم بجميع الإجراءات التى تتم، وكان لهم مطلب وهو البناء على مساحة 500 متر ثانية، لكن هذا كان صعباً. ■ وهل حدثت لقاءات أخرى لكم مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة؟ - ذهبنا لهم وعرضنا على الهيئة الهندسية مشروعنا، وحدث نقاش حولها، والأمر معهم الآن. ■ ما أبرز مطالب الرئيس السيسى منكم؟ - هو يريد الإبداع والتميز، وفى بعض الأوقات تأتى ملفات سريعة منه ويريد إعطاء تقرير وتوصية سريعة. القرى الأكثر احتياجاً هذا المشروع نعمل فيه مع مؤسسات المجتمع المدنى، فى فلسفة تطوير القرى وإحيائها، بحيث نحول القرية الفقيرة إلى منتجة، وتوفير فرص عمل للشباب فيها، بحيث يكون كل فرد فيها يشعر بقيمته وأنه فرد فعال فى المجتمع، ونحن نضع هيكل إدارة هذا المشروع، ومن المتوقع أن ننتهى فيه خلال ما بين 10 أيام إلى أسبوعين، ونحن نجهز الجزء المؤسسى، أما التنفيذى فبين مؤسسات المجتمع المدنى والمحافظين.