راكبًا فرسه، متجولًا في الصحراء الممتدة على مدى بصره، يصادف في طريقه قبيلة طيئ المشهورة بالكرم، فوجد بيوتهم تشكو قلة الزاد بسبب كثرة كرمهم، فقرر أن يغير على القبائل الأخرى، ليطعم قبيلة حاتم الطائي المشهورة بجودها، ليعجب به الطائي ويزوجه بنته، التي أنجبت له سراقة، الأب الأكبر لقبيلة السواركة. الجواد الذي ركب فرسه في القصة السابقة، هو عكاشة بن محصن، وهو والد سراقة الذي تنحدر من أصوله قبيلة السواركة بعد أن تحرفت اسمها بفعل طول المدة الزمنية، تلك هي قصة نشأة قبيلة السواركة في شمال سيناء بحسب روايات شيوخ القبائل التي وثقتها كتاب "تاريخ سيناء". تتكون قبيلة السواركة، وهي من أكبر القبائل التي تستقر في مدن شمال سيناء الرئيسية العريش ورفح والشيخ زويد، من 13 عشيرة وهم، المقاطعة، ويتفرع منها عدة عائلات أبرزها "أبو دراع - أبو زينه - أبو شريف - أبو زريعي - الأطرش"، بالإضافة إلى العردات التي يتفرع منها "الزميلي – الديب - العبيدات"، والمنايعة، والخلفات، وأبو جهيني، وأبو زارع، والمنصورين، والتي يتفرع منها "العوايضة - الزمامطة - أبو كبريت – الركون"، وأبو منونة، والبس، والحوص. لازال أبناء القبيلة يتذكرون حادث مقتل شيخهم خلف المنيعي، ونجله، قبل نحو عامين، عندما تم استهدافه من قبل مسلحين تابعين لأنصار بيت المقدس، فيما كان زعيم التنظيم الإرهابي في ذلك الوقت، والذي من المرجح أن يكون هو من دبر حادث قتل الشيخ خلف، هو ابن عمه الإرهابي شادي المنيعي. وفي منتصف يونيو من العام الماضي، استهدف التنظيم المتطرف أحد رجال الشرطة المنتمين إلى قبيلة السواركة، وهو العقيد محمد سلمي السويركي، قائد قطاع الأمن المركزي بوزارة الداخلية لتأمين الحدود، عندما فاجأهم مسلحون بإطلاق وابل من الرصاص عليهم أثناء استقلالهم سيارة القطاع بالشيخ زويد، وهو ما يعني أن هناك ثأرًا بين القبيلة وجماعة أنصار بيت المقدس في سيناء.