600 عام تقريبًا هو عمر قبيلة الترابين على أرض سيناء، منذ أن نزح إليها جدهم الأكبر "عطية" ليتخذ من سيناء مستقرًا له ولذريته من بعده، يحفظون عاداتهم وتقاليدهم جيدًا، يصونوا أعراضهم وأراضيهم، ويعتزون بمصريتهم ووطنيتهم، ينجبون أبطالًا أولي بأس شديد، قدموا أرواحهم شهداء للوطن، في كل نداء لهم. كان "عطية" الجد الأكبر للترابين، بحسب ما يوثق الباحث عارف العارف في كتابه "تاريخ القبائل في بئر السبع"، يعيش في مكة وهو من قريش، قبل أكثر من 600 عام من اليوم، وكانت منازله في تربة شرقي مكة، لذلك سمي الترباني، ومنها اشتق اسم القبيلة "الترابين"، وجثته الآن تستقر في مكان ما بالقرب من جبل التيه، مع ولديه "نجم" و"حسبل". "أكثر القبائل عددًا وأغناها أرضًا وأقواها بأسًا".. تلك كلمات الباحث في كتابه عن قبيلة الترابين، وهي نفس الكلمات التي ترجمت عندما أعلنت القبيلة في بيان لها، الحرب على بيت المقدس، في أبريل الماضي، قالت فيه: "لقد تماديتم في الغي والعدوان وتلوثت أيديكم بالدماء البريئة، وانتهكتم الحرمات وتخطيتم كل الخطوط الحمراء، وتدثرتم بعباءة الدين وهو منكم براء، وقد صبرنا حتى أقمنا عليكم الحجة بالعرف والعقل والنقل والشريعة، وأشهدنا عليكم القاصي والداني حتى برئنا من دمائكم وأرواحكم". في قرى جنوب الشيخ زويد ورفح، خاصة قرية البرث، يستقر أبناء القبيلة، الأكثر عددًا في سيناء، يضعون الخطط، ويدبرون أمرهم، قبل أن يهاجموا تجمعات أنصار بيت المقدس، حينما تسنح الفرصة لهم، يثأرون لذبح أبناءهم على يد التكفيريين، وحرق منازل أعيانهم، دون ذنب. القبيلة ذات النفوذ الأوسع في سيناء تتكون من عشرات العشائر، أشهرها أبو جهامة وجيرمي، والعرجاني، والعمارين والسناوي، وأبوسنجر، والعبيدات، وإعلانها الحرب على التنظيم الإرهابي أنصار بيت المقدس، يعني أن عناصر التكفيريين، ستكون عرضة لهجوم المئات من أبناء هذه القبيلة، الذين سيلبون نداءها، ويثأرون لأبنائهم، بالإضافة إلى أن ثقل القبيلة في المنطقة، جعل باقي القبائل تنهج نفس الطريق. قرارات القبيلة وبطولات أبناءها، كانت حاضرة وبقوة في كل الأزمات التي مرت بها سيناء على مر العصور وأثناء حرب 6 أكتوبر، فلا زال التاريخ يذكر بطولات المجاهدين والشهداء الذين قدمتهم القبيلة فداءً للوطن، ورصد تحركات الجيش الإسرائيلي بعيون تلك القبيلة، بالإضافة إلى أنها أنجبت عبدالله جهامة، أحد أكبر المجاهدين ضد الاحتلال الإسرائيلي منذ النكسة وحتى حرب أكتوبر.