تخرج أمريكا منددة بعديد من حوادث العنصرية في أنحاء العالم، فيجب أن تكون "الأم" الواعظة، الحاملة لبوق الإنسانية وتستغل في ذلك ما تملكه من قوة وسيطرة، ثم تأتي إسرائيل الأخت الصغرى لأمريكا الواعدة يهود العالم بدولة "السلام" التي لا تميز أحدهم على الآخر، فاحضروا إلى "أرض الميعاد" فكلنا "يهود" لا تمييز بيننا. "اللي بيته من إزاز ميحدفش الناس بالطوب".. مثل شعبي مصري ينطبق على الموقف الأمريكي، حيث توترت الأوضاع في الولاياتالمتحدة مؤخرًا، تحديدًا في مدينة "بالتيمور" كبرى مدن ولاية "ميرلاند"، وذلك بعد مقتل الشاب "فريدي غراي" البالغ من العمر 25 عامًا بعد تعدي الشرطة الأمريكية عليه بأسبوع واحد أثناء اعتقاله، ما أدى إلى خروج مظاهرات واستخدام عنف من الشرطة بعد جنازة الشاب الأسود، ما أدى إلى اعتقال أكثر من 200 شخص. "مايكل براون" الشاب الأمريكي الأسود البالغ من العمر 18 عامًا كان آخر ضحايا عنصرية الشرطة الأمريكية أغسطس الماضي في مدينة "فيرجسون" الأمريكية، حيث تصاعدت أحداث العنف في المدينة بعد أن اشتبكت الشرطة الأمريكية مع متظاهرين بسبب إعلانها الاشتباه في تورط الشاب في عملية سرقة، وذلك رغم سريان حظر تجوال أعلنه حاكم الولاية، كما طالت أحداث العنف الصحفيين المتوافدين على المدينة، حيث تم إلقاء القبض على بعضهم، وفقًا لما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية. اشتباكات كبيرة شهدتها القدس، الخميس الماضية، جراء مظاهرات يهود "الفلاشا" القادمين من إثيوبيا احتجاجًا على عنف الشرطة ضد أبناء طائفتهم، وذلك بعد انتشار مقطع فيديو يوثق التعامل بالعنف من شرطيين إسرائيليين مع يهودي من أصول إفريقية، ما أدى إلى إطلاق قنابل الصوت من الشرطة، والرد بالمولوتوف والحجارة من أبناء الطائفة الإفريقية. لم تكن المرة الأولى التي ظهرت فيها "العنصرية الإسرائيلية"، فكشفت وسائل إعلام إسرائيلية قبل عام ونصف عن خطة صهيونية بتهجير الكثير من يهود فرنسا إلى إسرائيل، في الوقت الذي رفضت إسرائيل فيه وجود يهود الأفارقة الذين تسللوا إلى إسرائيل في السنوات الأخيرة، واستيعابهم في المجتمع، حيث نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إن مسؤولون إسرائيليون، صرحوا بأن الحكومة الإسرائيلية تستعد للإعلان عن خطة تهجير ليهود فرنسا إلى إسرائيل، تستمر إلى ثلاث سنوات مقبلة، وأن الحكومة قررت مبدئيًا التمويل لتسهيل وصول المهاجرين الجدد إلى إسرائيل. وفي السياق نفسه، كشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أنه تم تهجير عشرات الآلاف من يهود فرنسا إلى كنداوالولاياتالمتحدة قبل عام ونصف، ولكن لم يهاجر إلى إسرائيل إلا 3000 يهودي فقط، وهو العدد الذي رغم صغره، إلا أنه يمثل أربعة أضعاف أعداد المهاجرين الفرنسيين إلى إسرائيل 2005، مشيرة إلى أن هذه العمليات كانت تحت إشراف الحكومة الإسرائيلية. وجاء ذلك بعد تنظيم العشرات من المهاجرين الأفارقة مسيرة احتجاجية، أمام مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدسالمحتلة، رافعين لافتات "نحن في خطر ولسنا خطرين"، بعد مغادرة المكان المخصص لهم "حولوت" كونهم متسللين ووجودهم غير شرعي داخل إسرائيل رغم أنهم يهود، إلا أن "العنصرية" لعبت دورًا كبيرًا في رفضهم، حيث استخدمت الشرطة الإسرائيلية القوة معهم عدة مرات، لإعادتهم إلى معسكر "حولوت" المخصص لهم.