منصور أحمد ورمضان السيد وسيف حامد، 3 صعايدة تصادف وجودهم فى اللجنة الانتخابية التى أدلى رئيس مجلس الشعب سعد الكتاتنى بصوته فيها، كان الأمل الوحيد للثلاثة هو التصويت فى انتخابات الرئاسة. ارتدى الخفراء الثلاثة، العاملون فى حراسة فيلات 6 أكتوبر والشيخ زايد، الجلباب البلدى ولفوا العمامة الصعيدى، وانطلقوا إلى لجنة مدرسة جيل 2000 القريبة من سكنهم. ورغم أنهم أميون فإنهم أصروا على التصويت، ويقول عم منصور (50 عاما) والابتسامة تملأ وجهه: «أخيرا الواحد هيختار رئيس»، وردا على سؤال عن مرشحه المفضل، قال: «أى حد يصلح البلد»، بينما قال رمضان السيد (35 عاما): «نفسى يكون عادل، ويراعى ربنا فى الشعب، ويقضى على الفساد والواسطة والمحسوبية»، وعلى النقيض قال عم سيف: «لا نريد سوى شخص إسلامى يطبق الشريعة الإسلامية». وأضاف: «حاجة حلوة إن المواطن هو اللى يختار، زمان كان الرئيس بييجى مجبر علينا، أما دلوقتى فالحرية مفيش أحسن منها». وبخطى واثقة توجه الثلاثة متشابكين إلى مقر اللجنة، فى وقت كان الدكتور سعد الكتاتنى يقف فى طابور طويل للناخبين، وتعالت صيحات الناخبين لتنظيم وقوف الأصدقاء الثلاثة: «فيه طابور يا حاج.. اقف فى الطابور يا عمنا» وقابلهم أحد جنود الشرطة العسكرية بالقول: «لازم تقف فى الطابور يا حاج.. عشان هنا بالدور»، وما هى إلا لحظات حتى نادى ضابط عليهم، بالقول: «محل إقامتكم أكتوبر يا حاج؟»، فنظر الثلاثة فى دهشة إلى بعضهم البعض، ثم ما لبث الضابط أن باغتهم بالحديث مرة ثانية: «طيب ممكن البطايق بتاعتكم». أظهر الثلاثة بطاقاتهم، ليتفحصها الضابط، ثم قال لهم: «ما ينفعش تنتخبوا هنا، لأن محل إقامتكم فى البطاقة فى محافظة المنيا، روحوا انتخبوا هناك». نظر الثلاثة إلى بعضهم يتخبطهم الأسى واليأس، فكل ما كانوا يرجونه هو التصويت لرئيس مصر القادم، وبعد فشلهم فى تحقيق تلك الأمنية عادوا إلى منازلهم مكسورى الخاطر.