نصب له، أى عاداه، ويقال ناصبه الشر والحرب. هو مصطلح شيعى يطلق على كل من يعادى ويناصب الشر لعلى بن أبى طالب وأهل بيته.وأهل بيت النبى هم: على بن أبى طالب وزوجته فاطمة الزهراء «أم أبيها» والحسن والحسين وذريتهما. قال الرسول عنهم: «اللهم هؤلاء أهل بيتى فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً». يأتى الخلفاء أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان، والسيدة عائشة فى مقدمة من عادوا علياً وأهله وآل بيته. لأنهم اغتصبوا حق علىّ فى الإمامة، ومنهم من اغتصب حق فاطمة الزهراء فى إرث أبيها. خلفاء بنى أمية يأتون فى المرتبة الثانية أولهم معاوية بن أبى سفيان «ابتدع بدعة سب علىّ على المنابر» وابنه يزيد قاتل الحسين وآل بيت النبى يتفوق ويسبق أباه فى مقدمة الروافض، استثنى الشيعة عمر بن عبدالعزيز الخليفة الأموى من النواصب لأنه قد رد مظلمة السيدة فاطمة الزهراء إلى أحفادها، إرثها عن أبيها، منعها إياه أبوبكر، لأنه قد سمع الرسول يقول: «نحن معشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه صدقة»، ولقد فسر عمر بن عبدالعزيز الحديث تفسيراً يخالف تفسير أبى بكر. الخلفاء العباسيون أولاد عمومتهم الذين يعتبرون أنفسهم أولى بعلىّ منهم، اعتبروهم أيضاً من الروافض. الأئمة الأربعة مالك والشافعى وأبوحنيفة وأحمد بن حنبل وجميع علماء أهل السنة والجماعة من الروافض. أهل السنة يعتبرون اتهامهم من الشيعة ليس فى محله، أبوحنيفة يقول: «ثبتت الخلافة بعد رسول الله إلى أبى بكر، ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان وعلى بن أبى طالب، فهم الخلفاء المهديون الراشدون». الروافض غير الخوارج فهم الذين خرجوا على علىّ حين قبل التحكيم بينه وبين معاوية واعتقدوا بكفره. أما النواصب فهم لا يكفرون علياً لكنهم يحملون له العداء «كل ما سبق اعتقاد الشيعة». الروافض: هى جماعة ترفض المبدأ بغض النظر عن صحته من عدمه، وهو مسمى سنى للشيعة. وكانت نشأة هذا الاسم فى عصر فرعون، حين خرج عليه رهط من مؤيديه ورفضوه، فأطلق عليهم فرعون الرافضة.وقالوا فى كتب التراث إن جماعة أتوا لمبايعة زيد بن على زين العابدين بن الحسين، شريطة أن يتبرأ من الخلفاء أبى بكر وعمر وعثمان فرفض وقال: «لا أتبرأ منهم»، فقالوا نرفضك إماماً، فأطلق عليهم الرافضة.وهذا دليل على أن آل بيت النبى الأوائل بقبولهم خلافة الخلفاء حتى لو شابه بعض الغبن لكنهم طالما قبلوا لا يرفضون ولا يتبرأون. وقالوا إن أبا بكر حين رفضه البعض قال: رفضتمونى، وسماهم الرافضة. الشيعة يتندرون من تسميتهم الروافض ويقولون: نعم، نحن نرفض الباطل ونتمسك بالحق. ما هو الحق الذى تمسك به السنة ورفضه «الروافض» الشيعة، وما هو الباطل الذى تمسك به «النواصب» أهل السنة ورفضه أهل الشيعة؟ تعالوا نقرأ لنعرف أن الخلاف لا يستحق موروث الكره والاقتتال. الأول: خلافات عقائدية «أولها العصمة»، أهل الشيعة يعتقدون أن الأنبياء والأئمة معصومون عصمة مطلقة، وهم أئمة المسلمين ودليلهم. أهل السنة فريق منهم يرى أن العصمة كاملة فى الأنبياء فقط وليست فى غيرهم. وفريق يرى أن الأنبياء معصومون فى أمور الوحى فقط، أما غير الوحى لا عصمة للأنبياء فيها. «ثانيها الصحابة وأمهات المؤمنين»، أهل السنة يرون الخلفاء الراشدين عدولاً، وهم الأصدق بعد النبى، وهم فى الترتيب: أبوبكر وعمر وعثمان وعلى. الشيعة يرون أن من الخلفاء العادل والفاسد، وأن عائشة قد خالفت أمر الله بعدم طاعتها علياً، ولى الأمر وخليفة رسول الله. «ثالثها الشفاعة والتوسل»، الشيعة يرون أن الشفاعة والتوسل بالأنبياء والأئمة والصالحين جائزة. أهل السنة منهم من يرى الشفاعة بالنبى محمد فقط وليست من غيره، وفريق منهم من يحرم الشفاعة والتوسل تحريماً قاطعاً حتى بالنبى. الثانى: خلافات فقهية «أولها زواج المتعة»، عند الشيعة مباح وعند أهل السنة محرم لكنه ليس زنا. «الثانية السجود»، الشيعة يجيزون السجود على رمل أو حصى أو تراب، والسنة يرون أن هذا بدعة ويجوز السجود على الأرض وغيرها. «الثالثة وضع اليد على الصدر» الشيعة لا يرون أن وضع اليدين على الصدر سنة، أهل السنة يرون أنها سنة، ومن تركها لا تبطل صلاته. «الرابعة الأذان»، الشيعة يرون الأذان يستكمل بنداء حى على خير العمل فى جزء، وأن علياً ولى الله فى آخر. السنة لا ترى أن هذا فى الأذان، وزادوا عليه فى أذان الفجر الصلاة خير من النوم. «الأذان ليس تنزيلاً من الله لكنه رؤيا أحد الصحابة قصها على النبى ووافقه عليها». دعنى أقر لحضراتكم أن هذا الخلاف أقل من أن يدفع الناس لقتال، وأن الخلافات العقائدية والفقهية قد تكون أقل بكثير من الخلافات الفقهية بين المذاهب الأربعة لأهل السنة. وأقولها صراحة إن الخلاف الوحيد المؤثر بين المذهبين هو سب الصحابة والخلفاء الثلاثة والسيدة عائشة. وهذا له لقاء آخر.