طلع النهار فتاح يا عليم والجيب مافيهشي ولا مليم مين فى اليومين دول شاف تلطيم زى الصنايعية المظاليم صوت "الشيخ سيد" يغازلك عبر سماعات "الأذن"، وكأن الرحلة إلى العاصمة الثانية عبر القطار "الإكسبريس" كانت تتطلب سماع صوت مصري صاف، لتكتمل الحكاية، على لسان راوي، تمرمغ في "الشقا" مع الصنايعية وعمال التراحيل، فكانوا يجتمعون حول صوته، ليحمسهم وقت العمل، وفي جلسات الراحة، وظل "سيد درويش"، رغم رحيل الجسد، فنان الشعب لتسعة عقود، وظل الصنايعية يلتفون في حلقات بالمقاهي حول الراديو لسماع صوته، في حلقات تشبه مجالس الذِكر، ويرددون من وراءه تسابيح وترانيم العمل والعبادة. شد الحزام على وسطك غيره ما يفيدك لابد عن يوم برضه ويعدلها سيدك وان كان شيل الحمول على ضهرك يكيدك أهون عليك يا حر من مدة إيدك تلك المقاهي للحرفيين، في العاصمة الثانية، كانت جانبا آخر، وشاهدا على واقع الصنايعية في محطات حياتية من شاطئ الإسكندرية، يرويها علاء خالد، الكاتب والشاعر، مؤسس مجلة "أمكنة"، بمشاركة زوجته الفنانة التشكيلية والمصورة الفوتوغرافية سلوى رشاد، وهي مجلة دورية سنوية معنية بالأماكن منذ عام 1999، والذي يرى كباحث في الأماكن، أن مقاهي الحرفيين في مصر، لم تفقد وظيفتها الاجتماعية لحساب الأهمية الاقتصادية، بقوله "كنت أستمع لحكايات الصنايعية الشخصية، ومشاكلهم الاجتماعية، كما رأيت السمر والأحاديث الطريفة، وأيضا كانوا يلجأون لوسائل التسلية المعتادة، فيلعبون (الطاولة والدومينو والكوتشينة)، فالمقهى مكان يجمع بين فكرة العمل، وبين مكان يفضفضون فيه لبعض، فهي جزء ثان من الحياة، ومن الصعب أن تفرض شكلا واحدا على المقهى". ماتيالله بينا انت وياه ونستعين ع الشقا بالله واهو اللى فيه القسمه طلناه واللى مايجيش انشا لله ما جاء مادام بنلقى عيش وغموس يهمك ايه تفضل موحوس ماتحط راسك بين الروس لا تقوللي لا خيار ولافقوس يحكي "خالد" عن مقهى "الحاج محمود"، بمنطقة البنوك في محطة الرمل، والتي يجتمع فيها الحرفيون من طائفة المعمار (الفوعلية)، وعرفها عندما كان يتوجه مع أصدقائه من الأدباء والمثقفين عليها، مشيرا أن كل طائفة، سواء كتاب، أو الحرفيين، كانوا ينظرون لبعضهم باستغراب، وكان هناك صراع خفي بين بعضهم البعض، "كأن كل طرف مستني يمسك على الطرف التاني حاجة"، ولكن هذا الأمر كان في البدايات، بعدها بدأ الاختلاط، "وبدأنا نعرف الناس دي عن قرب، واندمجنا بشكل كبير". سيد درويش قرب شيّلنى شيّل لا تقوللى كتير وقليّل عمر الشدة ما تطوّل عمر الشدة ما تطوّل نوع آخر، من مقاهي الحرفيين، تحدث عنه مؤسس "أمكنة"، وكان منتشرا أكثر في الثمانينيات، وعرفها من جولاته في منطقة "المنشية"، ويقول عنه "بعض المقاهي كانت متواجدة في الفترة دي بجوار المحكمة، وانتشر عليها وظيفة ك(الباشكاتب) و(ووكيل المحامي)، وكان عدد من هؤلاء يستأجرون منضدة بالمقهى، ويقابلون زبائنهم بداخلها، لكتابة طلبات للمواطنين، أو التفاوض معهم على قضايا لمكاتب المحامين التابعين لهم، ولكن الآن قاربت هذه المهنة على الاندثار". يتابع "خالد" الحكاوي، وهذه المرة التجربة من صفحات كتاب، قائلا "قرأت في بعض الكتب عن المقاهي، والتي رصدت نقطة هامة، أن بعض مقاهي الحرفيين كانت مكانا للمغنى وحكايات السير الشعبية، تروى على لسان الحكواتي، وهذه كانت ظاهرة في المقاهي عامة"، أما من واقع التجربة الشخصية، فتحدث عن مقهى في إسكندرية اسمها "الحج صالح"، ذات طابع خاص، فداخل المقهى "قدرة للفول" يباع منه للزبائن، وهناك عائلة كاملة تدير المقهى، المفتوحة ال24 ساعة، ولكن أوقات ازدهارها في المساء، لأنها كانت تقع خلف المسارح والكازينوهات، ويجتمع فنانون من الدرجة الثالثة عليها، بعد انقضاء فقراتهم، ولا تنطفئ أنوار المقهى في المساء". يتحدث "علاء خالد" عن محطة الرمل من جديد، ومجلس آخر يجتمع على مقهى هناك، هو مجلس "أصحاب العمائم"، حيث يرتاد المقهى مجموعة من المقرئين، يأتي إليهم الزبائن في المآتم، والمناسبات الاجتماعية التي تتطلب وجودهم، لتحتضن أحياء الإسكندرية مجالس أصحاب الحرف يوميا. بيرم التونسي - زكريا أحمد ولا شفتش ده اللي بلاسة و ده اللي بعمة وده بطربوش ملابسنا يا ناس تشكيلة تعد أصحابها ما يتعدوش دول ناس كنا أحسن منهم قول ومسيرنا باذن الله نبقى احسن منهم برضك بعد الدرس اللى اخدناه