ألقى البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، كلمة خلال قداس عيد القيامة، الذي ترأسه مساء أمس ومستمرة فعالياته داخل الكاتدرائية المرقسية بالعباسية حتى الساعات الأولى من صباح اليوم، وقال البابا نشكر الله كثيرًا عما يتم في بلادنا من مشروعات بناءة، ويكفي التقدير العالمي الذي وجده الرئيس عبدالفتاح السيسي في المؤتمر الاقتصادي الأخير وكيف نالت مصر تقديرًا واعتزازًا شهده العالم كله على أهمية بلادنا وعلى عظمة وأهمية بلادنا في بلاد العالم، ونشكره على تهنئته ولكل المسؤولين. وأضاف البابا: "نصلي من أجل بلادنا ليملؤها الله بالخير ونصلي من أجل الأوطان التي تعاني وتتألم والتي بها حروب، ونصلي من أجل إخوتنا في سوريا والعراق واليمن وفي بلاد كثيرة، ونصلي من أجل أن يحفظهم الله ويعطيكم الله بركات هذه القيامة في فرح وخير وسلام". وأشار البابا، خلال كلمته، إلى أن البشر نوعان؛ الأول يحيي ما نسميه ثقافة الحياة، والنوع الآخر يحيي ما نسميه ثقافة الموت، فالله خلق الإنسان بعد أن خلق له كل ما فيه، وأعد الله الإنسان كملك متوج على الخليقة، والعهد القديم قبيل مجيء المسيح كان الناس يعيشون بالحرف حيث يأخذون حرف النص فقط، وفي ثقافة الموت هؤلاء الذين يعيشون بالحرفية يحب عليهم العيش بالروح حيث إن الحرف يقتل، فثقافة الروح كما قدمها المسيح أن يتحرر الإنسان من خطيئته. وتابع البابا: "وحياة الإنسان على الأرض هي مقدمة وصفحة في كتاب الإنسان فقط، فهناك الحياة الجديدة وهي الحياة الأبدية، وعلى الإنسان أن يختار، فهناك إنسان يصنع مشكلات في أسرته أو عمله فهو يعيش في ثقافة الموت فهو شخص (نكدي) عكس الشخص الذي يكون وجوده مفرحًا وتشعر أن روح الله يتلامس مع قلبك خلال وجوده، وفي هذا العيد هو عيد القيامة أو النهوض أو التقدم، فالإنسان يقوم كل صباح ليعمل ويزاول نشاطه، فهو يقوم ليبدأ يومه، لذا فعيد القيامة هو تبني ثقافة الحياة وأن يكون الإنسان مشرق ومجتهد، وفي كل يوم جديد يقول فلنبدأ بدءًا حسنًا، فإن كان هناك واقع في بعض الضعفات والخطايا فيجب أن يبدأ من جديد، ويتبنى في حياته كل ما هو يبني ويجعل الحياة أكثر جمالًا". وعقب كلمة البابا صافح الحضور الذين غادروا الكنيسة، ليواصل البابا والأساقفة والأقباط استكمال قداس العيد.