عين شفافة تميل للزرقة وأحياناً للخضرة وكثيراً للرمادية ما يوحى بأن العدسات اللاصقة تؤدى دورها بمهارة، لتعلو أنفاً دقيقاً شاهقاً، من أعلى فم صغير، يفتر عن صفَّى أسنان ضاحكين دائماً، شعرها الأشقر بالكاد يصل لكتفيها، ورداؤها المحتشم، الذى لا يظهر من جسدها كثيراً، يسكب عليها وقاراً دبلوماسياً. اسمها، تسيبى ليفنى، مولودة فى تل أبيب فى الثامن من يوليو لعام 1958، درست الحقوق، عرفت ما للمرء وما عليه، تربت فى كنف أب متعصب للصهيونية، إذ كان الأب إيتان رئيس العمليات فى منظمة «الأرجون» قبل عام 1948، تلك المنظمة التى أصبحت نواة لحزب الليكود فيما بعد، وسقيت من والدتها، المعنى العسكرى، حيث كانت سارة الأم، عضواً عسكرياً بمنظمة «الأرجون». عام 1996 كان ممهداً لدخول صاحبة الوجه المشرب بالحمرة إلى معترك الحياة السياسية، حيث انضمت لحزب «الليكود» كأحد أفراده البارزين، وانتخبت فى عام 1999 عضواً فى الكنيست الإسرائيلى، وتولت بعد ذلك حقائب وزارية عديدة، فما بين «العدل» و«استيعاب المهاجرين» مروراً ب«التعاون الإقيلمى»، وصولاً لوزارة الخارجية، انتقال من الغرف المغلقة أثناء عملها السرى كخبيرة قانون تجارى فى «الموساد» لسنوات أربع، إلى الظهور فى العلن. وصلت إلى منصب نائب رئيس الوزراء، وانضمت لشارون، منشقّة عن حزب «الليكود»، لتدخل حزب «كاديما»، الذى اعتلته حتى صارت رئيسته، ووصلت إلى الحد الذى كادت تشكل فيه الحكومة الإسرائيلية، لتصبح أول سيدة منذ أيام جولدا مائير تفعل ذلك، لكن حركة «شاس» اليمينية المتدينة كانت قد شكلت ما سمته ليفنى «الابتزاز والخضوع لأمور مادية»، لم تقبله، ما أفضى لفشلها فى تشكيل الحكومة، عارضت الخضوع المادى، وأطلقت لجسدها العنان. «تسيبورا» هكذا يطلقون على المرأة الأقوى فى إسرائيل طوال العقود الأخيرة، التى ذكرتهم بسطوة جولدا مائير، لكن بوجه حسن، ذلك الوجه الذى أعلنت «ليفنى» مؤخراً، أنه أخضع العديد من الرقاب العربية، إذ تحدثت عن ممارستها الجنس مع عدة شخصيات بارزة، للإيقاع بهم، ولىّ أعناقهم، ليدخلوا تحت لواء الجناح الصهيونى، من على سرير تسيبى ليفنى. المشهد الذى تخيل البعض أنه لا يوجد إلا فى روايات أدهم صبرى وسونيا جراهام، أو بطولات نادية الجندى السينمائية، برهنت «تسيبى» على أن الواقع هو جنين الخيال، جاعلة الجميع يضع تكهنات عديدة حول ماهية القادة العرب المزعومين. وجهها البرىء، يقفز إليه دماء الاعتزاز والحبور، لا يتوارى خجلاً، تفتخر بما تقوم، تضعه فى مصاف العمليات البطولية، التى سيذكرها وطنها للأبد، حيث إن ديانتها اليهودية تقيض لها ممارسة الجنس، وإقامة علاقات سريرية عابرة مع الأعداء، إذ أباح الحاخام آرى شفات، الذى يعد أحد أكبر وأشهر الحاخامات فى إسرائيل، ذلك مقابل الحصول على معلومات مهمة، بدعوى أن الشريعة اليهودية تسمح بهذا الفعل، جسد الفتاة التى تولد غنية بامتلاكه، مهيئة كل ما بوسعها ليظل تاجها تستبيحه إسرائيل، وتذعن «تسيبورا» لذلك فى فخر وإباء. هناك مجموعة قصصية للكاتبة عزة سلطان اسمها «جسد باتساع وطن»، أغلب الظن أنها فيها إما كانت تستشرف «ليفنى»، أو أنها ستعيد صياغة القصة بما يتفق مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة.