اعتمد اليهود عبر التاريخ على "الجنس" كسلاح قاسم لأعدائهم يستطيعون من خلاله السيطرة والثبات واقتناص الأهداف، ففي مراحل قوتهم يستخدمون الجنس في التغلغل بأعماق أعدائهم وامتصاص ثرواتهم، أما في مراحل ضعفهم فكانوا يستخدمون فتياتهم في الوصول إلى قصور الملوك والأباطرة ومن خلالهن أفسدوا المُلك في العراق بعد "نبوخذ نصر" الذي سباهم إلى بابل عبيداً، كما تغلغلوا في كل من الإمبراطورية الفارسية والرومانية والإسلامية بسيقان فتياتهم العاهرات، وفي العصر الحديث ما بعد قيام دولتهم عام 48 19 كانت النساء الإسرائيليات رأس حربة جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" في ضرب الجبهات العربية، وكانت رئيسة الوزراء الراحلة "جولدا مائير" نموذجاً فريداً للسيدة الإسرائيلية التي أفنت جسدها في خدمة إسرائيل قبل أن تتولى منصب رئاسة الوزراء، وبرهنت الأحداث على أنها لم تكن الأخيرة خاصة بعد ظهور "حسناء الكنيست". "تسيبي ليفني" أو كما يعرفونها ب"حسناء الكنيست" وزيرة خارجية إسرائيل في عهد " آرئيل شارون" اعتزلت العمل السياسي، بعد أن قضت فترة زعيمة للمعارضة من خلال رئاسة رئيس حزب "كاديما" التابع لتيار الوسط المنشق عن حزب الليكود اليمينى المتطرف، بعدما فشلت في تكوين حكومة عام2008 فور توليها رئاستها، عقب حبس "إيهود أولمرت" رئيس الوزراء الأسبق على خلفية قضايا فساد، ومن ثم استقالته من منصب رئيس الحزب ورئاسة الحكومة. جرت انتخابات داخلية في "كاديما" انتهت بفوز الحسناء "ليفني" برئاسة الحزب في سبتمبر 2008، فكلفها الرئيس "شيمون بيريز" بتشكيل حكومة جديدة، وبموجب القانون الإسرائيلي كان على "ليفني" إتمام هذه المهمة قبل 2 نوفمبر 2008، غير أنها بشجاعة أعلنت في 26 أكتوبر عن فشل محاولتها في تشكيل حكومة جديدة، وقالت أنها ستسعى إلى تبكير الانتخابات العامة إذ تتنافس على رئاسة الوزراء، التي تقرر إجرائها فبراير 2009، وفاز فيها حزب "الليكود" برئاسة "بنيامين نتنياهو" مارس 2009 ، ليتولى من ثَم رئاسة الوزراء. وقررت ليفني مؤخرا العودة للحياة السياسية ولكن ليس من خلال حزب الليكود التي كانت تتولى رئاسته بل من خلال حزب "حيتس الذي ينتمي لتيار الوسط داخل إسرائيل ويعتبر هذا القرار هو قرار مفاجئ خاصة بعد أن أعلنت ليفني اعتزالها للحياة السياسية نهائيا وتنازلت عن قيادتها للمعارضة لرئيسة حزب العمل الحالية " شيلي يحيموفيتش". وعُرفت "ليفني" في الوسط السياسي الإسرائيلي والعالمي أيضاً ب"حسناء الكنيست" فهي السياسية الجميلة ذات القوام الممشوق والعينان الخضراوتان الساحرتان والبشرة البيضاء المضيئة والضحكة المبهجة الجذابة والشفتان الدافئتان، قالت عنها صحيفة "معاريف" أنها الحسناء التي أضفت جمالاً على السياسة، فبالرغم من أنها تبلغ من العمر 55عاماً، إلا أنها تُلقب حتى الآن ب"الحسناء"، لأنها تُعد أجمل النساء التي شغلت منصب عضو كنيست إسرائيلي، كذا أجمل النساء التي شغلت منصب وزير بالحكومات الإسرائيلية، وحازت على هذا اللقب بعد أن لُقبت وهي في العشرينيات والثلاثينيات من عمرها "بحسناء الموساد"، وقت أن كانت تعمل جاسوسة لصالح المخابرات الإسرائيلية واستغلت جمالها كأداة لجلب المعلومات لصالح الاستخبارات الإسرائيلية. نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" منذ عامين، المقابلة التي عقدتها صحيفة "صن داي تايمز" البريطانية مع "ليفني"، التي اعترفت فيها بأنها وقت عملها في جهاز الموساد قامت بالعديد من العمليات الخاصة،أبرزها إسقاط شخصيات هامة في علاقة جنسية بهدف ابتزازهم سياسياً لصالح "الموساد"، وقالت "الحسناء" أنها لا تمانع أن تقتل أو تمارس الجنس من أجل الإتيان بمعلومات تُفيد إسرائيل، وقامت "ليفني" بالكثير من عمليات الابتزاز الجنسي والقتل أثناء عملها في الموساد منها حوادث قتل فلسطينيين وعلماء عرب، ولوحقت عدة مرات قضائياً في دول أوروبية إلا أن اللوبي الصهيوني كان يتمكن من تخليصها. وعند سؤالها عن سبب حرمان نفسها من علاقة عاطفية طوال تلك السنوات، قالت "ليفني" خلال اللقاء "إن العلاقة الرومانسية تتطلب الأمانة والصدق والإخلاص بين زوجين، وأنا، بالطبع، لم أتمكن من بناء مثل تلك العلاقة مع أحد" .. "لكن وجود علاقة قصيرة وعابرة لا تسبب أي أذى أو ضرر إن التزم الطرفان بالقواعد والضوابط"، لذلك كانت تحاول الحسناء بين حين وآخر أن يكون لها علاقتها العاطفية الخاصة وإن كانت تعلم أنها مجرد علاقة قصيرة وسطحية، فقد ظلت تعاني وتشتكي كثيراً من قسوة الوحدة والخزي العاطفي. واعترفت "ليفني" رسمياً للصحيفة الإنجليزية أنها مارست "الجنس" من أجل بلدها عندما عملت بالجاسوسية في "الموساد"، وأنها ليس لديها أي مشكلة في ممارسة الجنس من جديد لأجل بلدها، مؤكدة أن هذا شيء مشروع. أدت "ليفني" الخدمة العسكرية برتبة ملازم، ثم درست القانون في جامعة تل أبيب، لتلتحق بين عامي 1980 و1984 بجهاز الموساد، دون أن يُعرَف الكثيرُ عن نشاطاتها الاستخباراتية، سوى أنها عملت في الإدارة القانونية للجهاز، وتطلبت بعض أنشطتها إقامتها في باريس لتُعرف في فرنسا ب"حسناء الموساد". واعترفت "ليفني" هذه الاعترافات بعدما أباح أحد أكبر وأشهر الحاخامات في إسرائيل ممارسة الجنس للنساء الإسرائيليات مع الأعداء مقابل الحصول على معلومات، مستنداً إلى أن الشريعة اليهودية تسمح للنساء اليهوديات بممارسة الجنس مع العدو من أجل الحصول على معلومات مهمة. ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن الحاخام "آري شفات"، قوله أن "الديانة اليهودية تسمح بممارسة الجنس مع "إرهابيين" من أجل الحصول على معلومات تقود لاعتقالهم، بعد أن أعلنت إسرائيل استخدام المرأة في الجيش الإسرائيلي كسلاح رسمي ووسيلة دعائية للمشروع الصهيوني، وتعتبر "ليفني" أحد أشهر القيادات الإسرائيلية التي استخدمت الجنس في الحصول على المعلومات. ولدت "تسيبي ليفني" في تل أبيب عام 1958، ودرست القانون في جامعة بار إيلان، ويسير اسمها على متن صفتها إذ أن اسمها "تسيبي" هو اختصار للاسم "تسيبوره" وترجمته بالعبرية "عصفورة"، وهي الصفة التي أطلقها عليها البعض أحياناً، فهي تتوافق مع طبيعة عملها في نقل المعلومات فهي "العصفورة الحسناء". تنتسب ليفني إلى عائلة كبيرة في إسرائيل إذ يُعتبر والدها "إيتان ليفني" عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب الليكود بين 1973 و1984 ، وحسبما قالت ليفني لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أنه تزوج من أمها "سارة" في ذكرى قيام دولة إسرائيل ليرتبط زواجهما بقيام الكيان الصهيوني الذي أسهما في قيامه عام 1948، كونهما كانا عضوين في عصابة الأرجون إحدى أشرس العصابات الإسرائيلية التي ارتكبت العديد من المذابح في حق الفلسطينيين بهدف التطهير العرقي. تزوجت "الحسناء" بعد إنهاء عملها في "الموساد" من المحامي الإسرائيلي الشهير "نفتالي شبيتسر" ولها ابنان "عمري" و"يوفال"، ذلك بعد فترة طويلة من الإضراب عن الزواج أثناء عملها في "الموساد". وفي كثير من الأحيان قارن المحللون السياسيون بينها وبين رئيسة الوزراء الراحلة "جولدا مائير"، أول أنثى تتقلد هذا المنصب في إسرائيل، إذ اعتقد البعض أن "ليفني" سوف تكمل هذه المسيرة وتصبح ثاني أنثى تتقلد هذا المنصب في تاريخ اسرائيل، بالرغم من اختلاف الشكل بين "جولدا مائير" التي كانت توصف ب"المرأة الحديدة" و"المرأة الرجل" نسبة لصلابتها وقوة شخصيتها وإسهاماتها في إنشاء الكيان الصهيوني، إضافة إلى توليها حقيبة وزارة الخارجية قبل تولي رئاسة الوزراء، على عكس "ليفني" التي ظلت محتفظة بجمالها بعد العقد الخمسين من عمرها؛ وبسؤال "ليفني" عن هذه المقارنة ردت بأنها لم تكن "جولدا مائير" ثانية بل أنها "تسيبي ليفني" الأولى. قالت "ليفني" مؤخراً أن قرار عوتها للحياة السياسية مرة أخرى ربما يكون وشيكاً، إذ قررت أن تدخل انتخابات حزب "كاديما" مرة أخرى أمام شاؤول موفاز نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي "نتنياهو"، مشيرةً إلى أن سجلها الوظيفي الخالي من قضايا الفساد سيدعمها في ذلك، خاصة وأن قضايا الفساد أطاحت بكبار الساسة في إسرائيل، وكان آخرهم "إيهود أولمرت" رئيس الوزراء السابق. ويُرجع الكثيرين صعود "العصفورة" السريع في الحياة السياسية والحزبية إلى الثقة التي منحها إياها رئيس الوزراء الأسبق "آريئيل شارون"، اعتباراً من عام 1996 حتى انتخبت بالكنيست الإسرائيلي عام 1999 ، وشاركت "شارون" في تأسيس حزب "كاديما" 2005 بعد الانفصال عن "الليكود" الحاكم الآن، لكن بالتأكيد هناك دخل لعينيها الخبيثتين في المسألة ..وهل سنرى "الحسناء" في ثوب سياسي جديد ؟ وهل تلعب دوراً سياسياً قوياً كالذي لعبته "جولدا مائير" ؟.