"وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ"، بهذه الآية، بدأ آدم يحيى غدن، أحد أعضاء تنظيم "القاعدة"، تهديده للولايات المتحدة بهجمات أسوأ من تلك التي وقعت في 11 سبتمبر2001 إذا لم تسحب قواتها من جميع أراضي المسلمين. جاء ذلك في تسجيل مصور بثه موقع على شبكة الإنترنت منسوب لآدم يحي غدن، المعروف أيضًا باسم عزام الأمريكي، وقال "غدن" موجهًا كلماته إلى الرئيس الأمريكي آنذاك جورج بوش "تقاعسك عن تلبية مطالبنا يعني إن شاء الله أنك وشعبك ستشهدون أمورا تجعلكم تنسون ويلات 11 سبتمبر والعراق وأفغانستان وجامعة فرجينيا للتكنولوجيا"، كما وصف الرئيس الأمريكي بأنه "الرجل الذي ورط أمته في سلسلة من الصراعات الدموية الخاسرة في العالم الإسلامي ووضع الولاياتالمتحدة على طريق فنائها". وخاطب بوش قائلًا "اسحب كل جندي من جنودك من كل أرض إسلامية وإذا بقي جندي أو جاسوس أمريكي واحد على أرض إسلامية فسيعتبر ذلك مبررًا كافيًا لنا لمواصلة جهادنا ضد أمتك وشعبك"، ولم يكتف "غدن" بذلك بل اعتبر أن الانسحاب الأمريكي من العراق وحده لا يكفي وأضاف "الأمور لن تسير سيرًا حسنًا لتحالفكم الصليبي". وترصد "الوطن" حياة آدم يحيى غدن أحد أخطر عناصر تنظيم القاعدة بالنسبة للولايات المتحدةالأمريكية - ولد في كاليفورنيا بالولاياتالمتحدةالأمريكية عام 1978 لأبوين مسيحيين ناشطين في التبشير للنصرانية وكان جده يهوديًا، وكان مهتمًا بالموسيقي والغناء. - في العام 1995 بدأ عزام الأمريكي، بدراسة الإسلام في مركز "المجتمع الإسلامي" في كاليفورنيا، بالولاياتالمتحدةالأمريكية، وفي ذات العام اعتنق الإسلام. - غادر الولاياتالمتحدةالأمريكية في العام 1998 متجهًَا إلى باكستان، وعمل مترجمًا وناطقًا ومستشارًا إعلاميًا لصالح تنظيم القاعدة، حيث تزوج من لاجئة أفغانية، وظهر بوصفه متحدثًا باسم القاعدة باللغة الإنجليزية. - في أكتوبر 2004، نُشر شريط مصور لرجل ملثم يهدد فيه الولاياتالمتحدة بالقيام بعمليات إرهابية ضدها، وميزته وقتها المخابرات الأمريكية على أنه آدم يحيى غدن. وأضاف مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي عام 2004 غدن ضمن لائحة المطلوبين الذين كانو يخططون لهجوم في ذلك العام على منشئات أمريكية، والاستجواب في قضايا تتعلق بالحرب على الإرهاب. وصرح وقتها مكتب FBI بأنه يجري البحث عن هذا الشخص بسبب علاقته المحتملة بتهديدات إرهابية ضد الولاياتالمتحدة، ولكن لا توجد معلومات عن ارتباط هذا الشخص بأنشطة إرهابية محددة. - وفي سبتمبر 2005، ظهر شريط مصور بثته محطة تليفزيونية أمريكية لنفس الرجل الملثم هدد بتنفيذ هجمات ضد مدينتي لوس أنجلوس الأمريكية وملبورن الأسترالية، وهدد بتفجيرات، وحز الرقاب، وهاجم السياسة الخارجية للولايات المتحدة و نشاطاتها العسكرية. - ودعا عزام الأمريكي، الولاياتالمتحدة إلى "إطلاق سراح كل الأسرى المسلمين والتوقف عن دعم الحكومات المرتدة في الدول الإسلامية"، واعتبر أن رسالته هذه ليست دعوة للتفاوض قائلا "نحن لا نتفاوض مع قتلة الأطفال ومجرمي الحرب أمثالكم"، حسب قوله. - وفي 2 سبتمبر 2006 يكشف النقاب عن وجهه وظهر لأول مرة بدون قناع أسود مع أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة ودعا في وقتها الغربيين إلى اعتناق الإسلام، وفي نفس العام ووضعه مكتب الأمن الدبلوماسي الأمريكي علي لائحة المجرمين المطلوبين. - حكمت عليه هيئة محلفين فدرالية في محكمة مقاطعة وسط كاليفورنيا الأمريكية بالخيانة العظمى عام 2006، وكانت FBI رصدت مبلغ مليون دولار جائزة لمن يدلي بمعلومات تقود لاعتقال غدن أو إدانته حيث إنه مطلوب لديها منذ العام 1994. - في أغسطس 2007 وجه خطاباً للولايات المتحدةالأمريكية يحذرها فيه من شن هجمات على بعثاتها الدبلوماسية في الخارج كرد انتقامي على ما تقوم به الإدارة الأمريكية وقوات الاحتلال في كل من العراق وأفغانستان. - وفي يناير 2008 وجه آدم غدن خطابًا آخر دعا فيه زملاءه من أعضاء تنظيم القاعدة لاستقبال الرئيس جورج دبليو بوش بالقنابل والمتفجرات إذا قام بزيارة الشرق الأوسط.