ما ان تقطع الولاياتالمتحدة رأسا من رءوس الإرهاب الموجه ضدها بسبب سياساتها في دول المنطقة، حتي تظهر له عدة رءوس جديدة لا تقل في خطورتها عن سابقيها، فالسياسات الأمريكية لا تتغير وان اتخذت أساليب مختلفة، وأفكار هذه التنظيمات المتطرفة ابرز ما يميزها الجمود والتعميم. سكت صوت اسامة بن لادن مؤسس تنظيم القاعدة فصدع صوت آدم غدن الملقب ب"عزام الأمريكي والموصوف بالمتحدث باسم القاعدة في الولاياتالمتحدة، داعيا المسلمين المقيمين في الغرب إلي شن هجمات ضد "التحالف الصهيو صليبي" علي أرضه، وذلك في رسالة مصورة وزعتها مؤسسة سايت المتخصصة في رصد المواقع الإسلامية مطلع الأسبوع الجاري، وأشار غدن إلي أنه يتوجه خصوصًا إلي جماعات المهاجرين الذين يعيشون "علي هامش المجتمع" في الضواحي الفقيرة لباريس ولندن وديترويت، وإلي من انتقلوا إلي أوروبا وأمريكا من أجل التعلم أو العمل، وقال إن لدي هؤلاء المهاجرين الفرصة لمهاجمة قادة "الكفار" علي أرضهم. ولد بولاية أوريجون لوالدين متأثرين بالتراث اليهودي، جنوب كاليفورنيا، وكان يعشق نوعا شاذا من الموسيقي التي تسمي "ميتال ميوزيك" أو المعروفة بموسيقي الموت، إلا أنه تحول في العشرينيات من عمره إلي الإسلام الراديكالي وانتقل بعدها ليعيش في باكستان حيث يعتقد أنه لا يزال يقيم هناك حتي اليوم. تدرب عسكرياً في معسكرات تابعة لتنظيم القاعدة، وعمل مترجماً وناطقا ومستشاراً إعلامياً للتنظيم، مع نهاية أكتوبر عام 2004 وصل إلي محطة إي بي سي التليفزيونية الإخبارية شريط فيديو قدم فيه آدم غدن علي أنه عزام الأمريكي وخلال 75 دقيقة هدد غدن الولاياتالمتحدة بالقيام بعمليات إرهابية ضدها. يعتبر غدن أول مواطن أمريكي توجه له تهمة الخيانة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وقد أضيف للائحة المطلوبين للاستجواب في قضايا تتعلق بالحرب علي الإرهاب من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي، وفي 11 أكتوبر 2006 رفع عن تلك اللائحة ليضاف اسمه للائحة المجرمين المطلوبين من قبل مكتب الأمن الدبلوماسي الأمريكي، وفي نفس اليوم حكمت عليه هيئة محلفين فدرالية في محكمة مقاطعة وسط كاليفورنيا الأمريكية بالخيانة العظمي والتي قد يصل حكمها في الولاياتالمتحدة للإعدام. وفي أغسطس 2007 وجه خطاباً لأمريكا يحذرها من شن هجمات علي بعثاتها الدبلوماسية في الخارج كرد انتقامي علي ما تقوم به قوات الاحتلال في كل من العراق وأفغانستان. ومع بداية سنة 2008 وجه آدم غدن خطابا آخر دعا فيه زملاءه من أعضاء تنظيم القاعدة لاستقبال الرئيس جورج دبليو بوش بالقنابل والمتفجرات إذ ما قام بزيارة الشرق الأوسط.