قال الصحفي الباكستاني حامد مير، الذي يعتبر أول صحفي التقى زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بعد هجمات سبتمبر 2001، إن بن لادن خطط لهجوم جديد داخل الولاياتالمتحدة أكثر تدميرا من هجمات سبتمبر، وأن هناك شخصا يدير هذه العملية داخل أمريكا الآن. وتتزامن تصريحات مير مع إحياء الولاياتالمتحدة، أمس الاثنين، الذكرى الخامسة لاعتداءات 11 سبتمبر التي استهدفت مبنيي مركز التجارة العالمي في نيويورك ووزارة الدفاع في ضواحي واشنطن. وبهذه المناسبة قال مسؤولون أمنيون أمريكيون وباكستانيون بأن الفريق المكلف بملاحقة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن لم يحصل منذ سنتين على أي مؤشر جديد يساعده في مهمته، سواء كان ذلك عبر معلومة من مخبر أو عبر التنصت على مكالمة هاتفية أو من خلال الأقمار الصناعية.
كما تحدث حامد مير، في تصريحات لفضائية "العربية"، عن رحلته الأخيرة إلى أفغانستان ولقائه مع عناصر مع القاعدة وبعض قادة طالبان الذين كشفوا له بعض جوانب "غزوة بدر الجديدة " التي تهدف لضرب قوات التحالف في شهر رمضان القادم، وصحة بن لادن التي بدت "جيدة" خلال لقاء أخير جمعه مع قائد طالبان الملا محمد عمر.
وأضاف حامد مير أن زعيم القاعدة أسامة بن لادن كلّف شخصا يدعى عدنان الشكري جمعة لتنفيذ هجوم جديد داخل الولاياتالمتحدة بحيث يكون أكبر من هجمات 11 سبتمبر 2001 ، مشيرا إلى أن معلوماته تفيد بأن عدنان جمعة أدخل متفجرات ومواد نووية إلى الولاياتالمتحدة عبر الحدود المكسيكية خلال العامين المنصرمين، وهو مختف في مكان ما داخل أمريكا ولم يتمكن مكتب المباحث الفيدرالية "إف بي أي" من الكشف عن مكانه حتى الآن.
وتابع مير متحدثا عن عدنان الشكري جمعة : ولد في السعودية، وانتقل للعيش في الولاياتالمتحدة حيث التقى هناك مع مجموعة من عناصر القاعدة في مسجد الفاروق في نيويورك. سنة 2000 سافر إلى دولة عربية ومن هناك إلى الباكستان ثم أفغانستان ، ثم عاد منها منذ سنتين وبعد ذلك أدخل مواد نووية من المكسيك إلى الولاياتالمتحدة. محمد عطا قاد هجمات سبتمبر وعدنان جمعة بمثابة محمد عطا 2 ولكن كقائد لهجوم أكثر قوة من هجمات 2001 وجمعة يحمل لقب نووي القاعدة".
وكانت السفارة الأمريكية لدى باكستان قامت بتوزيع بيان في شهر يوليو الماضي لإلقاء القبض على عدنان الشكري جمعة ووصفته بأنه الأهم في تنظيم القاعدة. ووزعت السفارة علب كبريت على غلافها صورة عدنان ومن الخلف تعميم ينص على مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن يتمكن من القبض عليه أو الإبلاغ عنه.
وفي مارس 2003 أعلن ال "إف. بي. آي" أنه يعمل على إيجاد علاقة بين عدنان ومتهمين آخرين بالإرهاب بمن فيهم مخطط "القنبلة القذرة" خوزيه باديا.وقال مسؤولون رفيعو المستوى في مكتب التحقيقات الفيدرالي إن أسماء خوزيه باديا وعدنان الشكري جمعة "أو ربما أحد أسمائه المستعارة المتعددة" ظهرت في المعلومات الاستخباراتية التي تم جمعها بعد اعتقال خالد شيخ محمد.
وكانت تقارير صحيفة غربية أفادت في وقت سابق أن عدنان جمعة هو طيار سعودي، إلا أن المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي قال منذ شهرين في تصريح للوطن السعودية إن عدنان شكري جمعة غير سعودي وكان مقيما في المملكة قبل مغادرتها مع والديه غير السعوديين منذ 20 عاما وكان عمره حينها 11 عاما.
ويرتبط اسم عدنان الشكري جمعة بتقارير صحفية غربية زعمت وجود تكنولوجيا نووية لدى القاعدة وقد تدرب عليها هذا الأخير ولقب أيضا ب"نووي القاعدة". وكان الكاتب الأمريكي بول وليامز ذكر في كتابه " ارتباط القاعدة: الإرهاب الدولي، الجريمة المنظمة، الكارثة المقدمة" أن الترسانة النووية للقاعدة ضمت على الأقل 20 حقيبة نووية اشتراها بن لادن من المسلحين الشيشان مقابل 30 مليون دولار و 20 رأسا نووياً حصل عليها بطرق مختلفة من دول الاتحاد السوفيتي السابق.
ويقول ويليامز في الفصل الثامن عشر والأخير "آمين أمريكا" إن بن لادن أكد عزمه قتل أربعة ملايين أمريكي انتقاما للضحايا المسلمين الذين سقطوا ضحية مواقف أمريكا المؤيدة لإسرائيل وغزو أفغانستان والعراق والصومال. وأضاف في كتابه أن هناك عددا من عناصر القاعدة، بما في ذلك عدنان الشكري جمعة (رئيس المفترض للعملية النووية)، وأنس الليبي، وجابر البنا، وعامر المعاطي تم تدريبهم على التكنولوجيا النووية.
وفي موضوع آخر، تحدث حامد مير عن رحلته الأخيرة إلى أفغانستان ولقائه هناك بقائد من طالبان اسمه "خيبر " في زابول والذي نقل إليه معلومات مثيرة مفادها أن " 300 انتحاري من عناصر طالبان تسللوا إلى كابول وجلال آباد لتنفيذ عمليات هناك حيث تبدأ طالبان غزوة بدر ضد قوات التحالف في شهر رمضان المقبل".
وقال مير أيضا إنه حصل اجتماع بين أسامة بن لادن والملا محمد عمر منذ أسابيع قليلة في منطقة جبال زابول وخططوا لمزيد من الهجمات "وقد استقيت هذه المعلومة من أحد قادة طالبان الذي حضر الاجتماع وقد التقيته مؤخرا في أفغانستان وأخبرني أن هذا اللقاء هو الثاني لهما منذ العام الماضي كما أخبرني أن صحة بن لادن بدت جيدة وهو يتناول الطعام مع الملا محمد عمر".
كما عبّر الصحافي الباكستاني حامد عن دهشته لتغير الأوضاع في أفغانستان، وأوضح : لقد بدا لي المشهد مختلفا عما كان من قبل في أفغانستان حيث عاد طالبان لحكم العديد من المناطق وعادوا ينشرون المحاكم الخاصة بهم وإدارات خاصة بهم أيضا وحتى بعض مسؤولي الشرطة يتبعون أوامرهم .
وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش أطلق احتفالات إحياء الذكرى الخامسة لاعتداءات 11 سبتمبر بوضعه باقتين من الزهر عن ذكرى الضحايا الذين سقطوا في نيويورك حيث كان مقر برجي مركز التجارة العالمية قبل خمسة أعوام.
وليس بعيدا عن مكان الاحتفال، كان عشرات المتظاهرين يحتجون على السياسة التي ينتهجها الرئيس بوش وضد الحرب في العراق في إشارة إلى الانقسام الذي حل محل الوحدة الوطنية التي تجلت قبل خمس سنوات رافعين يافطات تطالب ب"انهاء الاحتلال" في العراق وعودة الجنود الأمريكيين. كما اتهموا "نظام بوش بتنظيم" اعتداءات 11 سبتمبر.
و أوردت صحيفة "الشرق الأوسط" أمس، عن مسؤولين باكستانيين قولهم: إن الفريق المكلف بملاحقة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن لم يحصل منذ سنتين على أي مؤشر جديد قيم يساعده في مهمته ، وذلك لعدة عوامل، "أبرزها ظروف اختباء بن لادن، إذ أنه يستخدم ثلاث حلقات من الحراس، لا يعرفون هويات بعضهم، ويتواصلون عبر مصابيح ومضية خاصة ويرتدون ملابس نساء لتجنب تعقب طائرات التجسس الأمريكية".
ويشير الخبراء إلى أن المشكلة "هي في عدم القدرة على وضع تحديد دقيق للمنطقة" ينبغي تكثيف البحث فيها. وصرح الناطق باسم المركز الوطني لمكافحة الإرهاب تي ماكريري أن ملاحقة بن لادن هي مطاردة شخص "مختبئ في أراض وعرة جدا، في واحدة من المناطق البعيدة، يحيط به أشخاص يثق بهم بشكل كبير"، مضيفا "أنها مشكلة في غاية الصعوبة".
وكان مجلس الشيوخ الأمريكي قرر الثلاثاء 5-9-2006، بالإجماع فتح اعتماد بقيمة 200 مليون دولار لإنشاء وحدة مخابراتية تتفرغ لمهمة ملاحقة بن لادن.