وسط ظروفٍ استثنائية تعيشها منطقة الشرق الأوسط عامة والعالم العربي خاصة تنعقد القمة العربية في مدينة شرم الشيخ المصرية في 28 و29 مارس الجاري، حيث يشهد الوسط العربي حالة من الارتباك وخاصة بعد العملية العسكرية التي شنها سلاح الطيران بالجيش السعودي بمشاركة 10 دول تحت اسم "عاصفة الحزم"، لاستعادة دولة اليمن من جماعة الحوثيين التي انقلبت على الشرعية اليمنية التى كان رئيسها عبد ربه منصور هادي، وإضافة إلى إرهاب الداعش الذي يهدد العالم أجمع لا الدول العربية وحدها. تنتظر هذة القمة تحديات أمنية ضخمة لمواجهة الإرهاب وحماية الأمن القومي العربي، ومع تلك التحديات المستجدة فإن هناك قضية حاضرة ورئيسية ولا تغيب عن أغلب القمم العربية إنها القضية الفلسطنية والصراع العربي الإسرائيلي، لذا ترصد "الوطن" أهم ما صدر من توصيات وقرارات من القمم العربية الماضية بشأن القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي. - في 28 مايو 1946 عقدت قمة عربية بدعوة من الملك فاروق بقصر أنشاص بحضور 7 دول عربية، قررت القمة التأكيد على أن القضية الفلسطينية هي قلب القضايا القومية، والدعوة إلى وقف الهجرة اليهودية إلى فلسطين، مع اعتبار أي سياسة عدوانية ضد فلسطين من قبل الولاياتالمتحدة وبريطانيا هي سياسة عدوانية تجاة كافة الدول العربية. - في 13 يناير 1964 عقدت بدعوة من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بمقر الجامعة بالقاهرة، وأجمعت على دعوة دول العالم وشعوبها إلى الوقوف بجانب الأمة العربية في دفع العدوان الإسرائيلي، وإنشاء قيادة عربية موحدة لجيوش الدول العربية، وإقامة قواعد سليمة لتنظيم الشعب الفلسطيني من أجل تمكينه من تحرير وطنه وتقرير مصيره، وتوكيل أحمد الشقيري بتنظيم الشعب الفلسطيني. - في 5 سبتمبر 1964، عقدت القمة العربية في قصر المنتزه بمحافظة الإسكندرية في مصر، بحضور 14 قائدا عربيا، ورحبت بمنظمة التحرير الفلسطينية - في 13سبتمبر 1965، عقدت القمة العربية في الدار البييضاء بالمغرب، دعت إلى دعم القضية الفلسطينية على الصعيدين العربي والإقليمي. -في 20 أغسطس 1967، عُقدت قمة عربية في الخرطوم بعد نكسة 1967 حضرتها الجدول العربية عدا سوريا، وكان أبرز قرار للقمة هو "اللاءات الثلاثة"، وهي لا صلح، ولا تفاوض، ولا اعتراف بإسرائيل. - في 21 ديسمبر 1969، عقدت قمة عربية في الرباط عاصمة المغرب شاركت فيها 14 دولة بهدف وضع إستراتيجية عربية لمواجهة إسرائيل، وخرج القادة بالدعوة إلى إنهاء العمليات العسكرية في الأردن بين المقاتلين الفلسطينيين والقوات المسلحة الأردنية، ودعم الثورة الفلسطينية. - في 13 سبتمبر 1970، عقدت في القاهرة ودعت الدول التي حضرت للإنهاء الفوري للعمليات العسكرية من جانب القوات الأردنية والمقاومة الفلسطينية، وإطلاق سراح المعتقلين من كلا الجانبين، مع تكوين لجنة عليا لمتابعة تطبيق الاتفاق. -في 26 نوفمبر 1973، عقد في الجزائر بحضور 16 دولة، ووضعت القمة شرطين للسلام مع إسرائيل، هما انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة، وفي مقدمتها القدس، واستعادة الشعب الفلسطيني كافة حقوقه. -في 26 أكتوبر 1974، عقدت قمة عربية في الرباط بالمغرب بمشاركة كافة الدول ودعت القمة لتحرير القدس وكافة الأراضي العربية المحتلة عام 1967، واعتماد منظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني. -في 20 أغسطس 1985، عقدت قمة عربية غير عادية بالدار البيضاء بحث خلالها القضية الفلسطنية وتدهور الأوضاع في لبنان. - في 7 يونيو 1988 عقدت قمة عربية غير عادية في الجزائر، ودعت إلى دعم الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وأدانت السياسة الأمريكية لانحيازها لإسرائيل. -في 23 مايو 1989 عقدت قمة عربية غير عادية في الدار البيضاء، بحثت قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، والمؤتمر الدولي للسلام. - في 28 مايو 1990، عقدت قمة عربية غير عادية في بغداد واعتبرت القدس عاصمة لدولة فلسطين، وحذرت من تصاعد موجات الهجرة اليهودية إلى فلسطين وخطورتها على الأمن القومي العربي، وأدانت قرار الكونجرس اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل. -في 21 أكتوبر 2000، عُقدت قمة "الأقصى" غير العادية بعد أحداث العنف التي تفجرت ضد الفلسطينيين بعد أن دخل رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون الحرم القدسي الشريف، وقررت الدول المشاركة إنشاء صندوق باسم انتفاضة القدس برأس مال مائتي مليون دولار لدعم أسر الشهداء، وإنشاء صندوق الأقصى برأس مال ثمانمائة مليون دولار لدعم الاقتصاد الفلسطيني. -في 28 مارس 2001، عقدت القمة العربية في عمان، تعهدت بدعم صمود الشعب الفلسطيني ماليا وسياسيا، وأكد المشاركون تمسكهم بقطع العلاقات مع الدول التي تنقل سفاراتها للقدس. -في 27 مارس 2002، عُقدت القمة في بيروت طالبت إسرائيل بالجنوح للسلم وإعادة النظر في سياستها، ودعت إلى ضرورة التوصل لحل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194. - في 29 مارس 2004، عقدت في تونس وتعهدت بحشد التأييد الدولي لمبادرة السلام العربية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. -في 28 مارس 2006، عقدت القمة في الخرطوم وأعادت التركيز على مركزية قضية فلسطين، والتمسك بمبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت عام 2002. -في 28 مارس 2007 عقدت قمة الرياض تحت اسم "قمة التضامن العربي"، وكانت القضية الفلسطنية من القضايا التي وضعت على جدول أعمالها حيث أكدت على على تمسك جميع الدول العربية بمبادرة السلام العربية التي قدمها ملك السعودية كما أقرتها قمة بيروت العربية 2002 بكافة عناصرها والمستندة إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادئها لإنهاء النزاع العربي – الإسرائيلي، وإقامة السلام الشامل والعادل الذي يحقق الأمن لجميع دول المنطقة، ويمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. -في 25 مارس 2014، عقدت قمة عربية في الكويت، أكد في بيانه الختامي أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للشعوب العربية، وجددوا تمسكهم بضرورة قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف بحدود عام 1967، وحمل البيان إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تعثر عملية السلام، واستمرار التوتر في منطقة الشرق الأوسط، وأعرب عن رفضه الاعتراف بإسرائيل "دولة يهودية".