وجهٌ أسمر دائرى، به عينان لامعتان، وشعر أسود خفيف، صاحبه يتميز بطول الجسم ونبرة الصوت المليئة بالثقة والحماس والحيوية، يطل على وسائل الإعلام للمرة الأولى، متحدثاً عن عملية عسكرية عربية مشتركة ضد المتمردين الحوثيين، تسمى «عاصفة الحزم»، تشترك فيها 10 دول عربية وإسلامية بجانب الولاياتالمتحدة التى تقدم دعماً لوجستياً ومخابراتياً للعملية العسكرية، بالإضافة إلى الدعم السياسى من بريطانيا وفرنسا وتركيا. مرتدياً الزى العسكرى السعودى، ظهر العميد أحمد عسيرى المتحدث الرسمى باسم عمليات «عاصفة الحزم» ومن خلفه العلم السعودى ذو اللون الأخضر المكتوب عليه عبارة «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، مع سيف طويل أبيض يمتد بشكل أفقى مع عبارة التوحيد. تحدث العميد السعودى عن تفاصيل العملية العسكرية فى اليمن ونتائج اليوم الأول للحرب، موضحاً أن العملية حققت أهدافها فى أول 15 دقيقة؛ حيث نجحت فى تحييد الدفاعات الجوية الذى سيطر عليها الحوثيون من الجيش اليمنى، مؤكداً فى الوقت نفسه أن جميع الطائرات التى شاركت فى القصف عادت لقواعدها سالمة دون أدنى خسائر كما رددت بعض وسائل الإعلام الموالية للحوثيين. أدار «عسيرى» المؤتمر الصحفى الأول بالعاصمة السعودية الرياض باحترافية شديدة، وعرض فيديوهات القصف وأهداف الحوثيين المدمرة، وأعطى الفرصة لمعظم الصحفيين الموجودين بالمؤتمر، وأجاب على أسئلتهم بوضوح، ووعد بتسهيل الحصول على معلومات المعركة أولاً بأول، وعدم إخفاء شىء عن وسائل الإعلام العربية والأجنبية. مما يدل على إدراكه ووعيه بأهمية دور الإعلام فى إدارة المعارك العسكرية الكبرى خاصة التى يشترك فيها تحالف الدول الخليجية والعربية. المستشار فى مكتب وزير الدفاع السعودى العميد ركن أحمد عسيرى أكد أن العملية العسكرية التى تشترك فيها مصر جوياً وبحرياً ستستمر حتى تحقيق أهدافها، موضحاً أن الهدف الأساسى من العملية هو مساعدة الشعب اليمنى على التخلص من التنظيم الحوثى المتمرد، وعودة شرعية الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى، وقطع إمدادات السلاح عن الحوثيين بأى طريقة، فى رسالة ضمنية إلى إيران محذراً إياها من الاقتراب من اليمن ومساعدة الحوثيين. لم يتورط المتحدث باسم «عاصفة الحزم» فى أى أخطاء أو تصريحات من شأنها إثارة البلبلة أو تهييج الرأى العام، وقال بوضوح «لا يوجد تخطيط لتدخل برى فى الوقت الحالى، لكن القوات السعودية وقوات الدول الشقيقة جاهزة لو استدعى الأمر التدخل البرى». وقد قوبلت الحرب ضد الحوثيين بترحيب كبير من أبناء اليمن الموالين للرئيس هادى حيث قام بعض اليمنيين برفع صورة الملك سلمان فى مدينة تعز، وبترحيب من شعوب الدول الإسلامية والعربية السنية التى تعترض على تنامى دور إيران وبسط نفوذها فى المنطقة العربية حيث تحاول تأجيج الصراعات الطائفية والعرقية.