أصيبت شبكة مرافق الصرف الصحي بمدينة بني سويف بالشلل التام بعد تعطل جميع محطات الرفع. واكتشف المسؤولون بشركة الصرف الصحي أن مولدات المحطات تعمل بربع طاقتها، وأن المتبقي من المولدات تعطل فجأة، ما تسبب في الغرق التام للمباني الخاصة والمنشآت العامة، ليخرج المواطنون من منازلهم وسط برك من المجاري التي ارتفعت 30 سنتيمترا فوق سطح الأرض، واضطرت الإدارات المدرسية إلى إلغاء طابور الصباح المقام في فناء المدارس وإدخال التلاميذ للفصول مباشرة. ويستيقظ أهالي مدينة بني سويف كل يوم على انفجار جديد لمواسير مياه الصرف الصحي، بعد أن قضوا ليلتهم على رائحتها وقد حاصرت بيوتهم وسياراتهم. ويقول علي أمين حسين، بالمعاش، إن "برك المياه والمستنقعات تغمر المنطقة التي نعيش فيها في حي المرماح منذ أكثر من 20 يوما، رغم الاستغاثات الكثيرة والمتكررة التي وجهناها للمحافظ والمسؤولين ولا مجيب." ويتابع نجاتي عبد القادر، صاحب مقهى، أن حي الحرية والذي يعد من أرقى الأحياء ببني سويف، يتعرض للغرق بصفة مستمرة ولمدة تستمر لأكثر من 5 أيام كل شهر، رغم أن أغلب قيادات المحافظة ومسؤوليها يعيشون في الحي. ويقول محمود عبده، بجامعة بني سويف، "بحثنا في الأزمة المتكررة شهريا منذ أكثر من عام فعلمنا أن جميع محطات الرفع تعمل ب25% من طاقتها، فكل محطة بها 4 مولدات لسحب مياه المجاري من شبكة الشوارع، ويعمل بالمحطة والواحدة مولد واحد فقط، والباقي معطل وتقاعس المسؤولين عن أعمال الصيانة أدى إلى التعطل المتراكم للمولدات، وكان من الواجب صيانة هذه المحطات والمولدات دوريا. يشير إبراهيم محمود بالتربية والتعليم إلى أن الغريب أن شركة المياه والصرف الصحي قامت بتخصيص خط ساخن للمواطنين لتلقي الشكاوى وبتكلفة قدرها 50 قرشا للمكالمة تدخل صندوق إيرادات الهيئة، لكن المسؤولين فيها لا يقومون بالرد علينا، ما يضطرهم إلى اللجوء إلى إبلاغ شرطة النجدة وإرسال برقيات استغاثة للمحافظ والمسؤولين بالمحافظة الذين يكتفون بإرسال سيارة لشفط المياه مرة كل أسبوع، دون حل المشكلة من الأصل.