بشرى سارة للموظفين.. عدد أيام إجازة شم النسيم بعد قرار ترحيل موعد عيد العمال رسميًا    أمريكا تستعد للإعلان عن عقود أسلحة بقيمة 6 مليارات دولار لأوكرانيا    تشكيل ريال مدريد المتوقع أمام ريال سوسيداد في الدوري الاسباني    عاجل.. رمضان صبحي يفجر مفاجأة عن عودته إلى منتخب مصر    رضا عبدالعال: إخفاء الكرات بمباراة القمة كان في صالح الأهلي    إصابة 8 أشخاص في تصادم 3 سيارات فوق كوبري المندرة بأسيوط    تطبيق "تيك توك" يعلق مكافآت المستخدمين لهذا السبب    انطلاق حفل افتتاح مهرجان الفيلم القصير في الإسكندرية    تشرفت بالمشاركة .. كريم فهمي يروج لفيلم السرب    أبرزها الاغتسال والتطيب.. سنن مستحبة يوم الجمعة (تعرف عليها)    البنك الدولي يشيد بالاستراتيجية المصرية في الطاقة المتجددة    رمضان صبحي يحسم الجدل بشأن تقديم اعتذار ل الأهلي    "أكسيوس": مباحثات سرية بين مصر والاحتلال لمناقشة خطة غزو رفح    يونيو المقبل.. 21364 دارسًا يؤدون اختبارات نهاية المستوى برواق العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر    نقابة محاميين شمال أسيوط تدين مقتل اثنين من أبنائها    الزراعة: منافذ الوزارة تطرح السلع بأسعار أقل من السوق 30%    «زي النهارده».. استقالة الشيخ محمد الأحمدي الظواهري من مشيخة الأزهر 26 أبريل 1935    ليلى زاهر: جالي تهديدات بسبب دوري في «أعلى نسبة مشاهدة» (فيديو)    نجم الأهلي يعلق على طلب زيزو لجماهير الزمالك في مباراة دريمز    أحمد أبو مسلم: مباراة مازيمبي صعبة.. وكولر تفكيره غريب    الزمالك: هناك مكافآت للاعبين حال الفوز على دريمز.. ومجلس الإدارة يستطيع حل أزمة القيد    فلسطين.. المدفعية الإسرائيلية تقصف الشجاعية والزيتون شرقي غزة    عيار 21 يسجل هذا الرقم.. أسعار الذهب اليوم الجمعة 26 أبريل بالصاغة بعد آخر انخفاض    عاجل - بعد تطبيق التوقيت الصيفي 2024 فعليًا.. انتبه هذه المواعيد يطرأ عليها التغيير    «عودة قوية للشتاء» .. بيان مهم بشأن الطقس اليوم الجمعة وخريطة سقوط الأمطار    عاجل - تطورات جديدة في بلاغ اتهام بيكا وشاكوش بالتحريض على الفسق والفجور (فيديو)    مواقيت الصلاة بالتوقيت الصيفي .. في القاهرة والإسكندرية وباقي محافظات مصر    ذكري تحرير سيناء..برلماني : بطولات سطرها شهدائنا وإعمار بإرادة المصريين    "حزب الله" يعلن ضرب قافلة إسرائيلية في كمين مركب    أحمد كشك: اشتغلت 12 سنة في المسرح قبل شهرتي دراميا    عاجل - محمد موسى يهاجم "الموسيقيين" بسبب بيكا وشاكوش (فيديو)    بالصور.. مصطفى عسل يتأهل إلى نهائي بطولة الجونة الدولية للاسكواش    حركة "غير ملتزم" تنضم إلى المحتجين على حرب غزة في جامعة ميشيجان    القومي للأجور: قرار الحد الأدنى سيطبق على 95% من المنشآت في مصر    هل المقاطعة هي الحل؟ رئيس شعبة الأسماك في بورسعيد يرد    برج العذراء.. حظك اليوم الجمعة 26 أبريل 2024 : روتين جديد    أنغام تبدأ حفل عيد تحرير سيناء بأغنية «بلدي التاريخ»    كل سنة وكل مصري بخير.. حمدي رزق يهنئ المصريين بمناسبة عيد تحرير سيناء    هل العمل في بيع مستحضرات التجميل والميك آب حرام؟.. الإفتاء تحسم الجدل    حكايات..«جوناثان» أقدم سلحفاة في العالم وسر فقدانها حاستي الشم والنظر    السعودية توجه نداء عاجلا للراغبين في أداء فريضة الحج.. ماذا قالت؟    أنغام باحتفالية مجلس القبائل: كل سنة وأحنا احرار بفضل القيادة العظيمة الرئيس السيسى    عاجل - "التنمية المحلية" تعلن موعد البت في طلبات التصالح على مخالفات البناء    رئيس الشيوخ العربية: السيسي نجح في تغيير جذري لسيناء بالتنمية الشاملة وانتهاء العزلة    فيديو جراف| 42 عامًا على تحرير سيناء.. ملحمة العبور والتنمية على أرض الفيروز    قيادي بفتح: عدد شهداء العدوان على غزة يتراوح بين 50 إلى 60 ألفا    المحكمة العليا الأمريكية قد تمدد تعليق محاكمة ترامب    لوحة مفقودة منذ 100 عام تباع ب 30 مليون يورو في مزاد بفيينا    سرقة أعضاء Live مقابل 5 ملايين جنيه.. تفاصيل مرعبة في جريمة قتل «طفل شبرا الخيمة»    استشاري: رش المخدرات بالكتامين يتلف خلايا المخ والأعصاب    «اللهم بشرى تشبه الغيث وسعادة تملأ القلب».. أفضل دعاء يوم الجمعة    طريقة عمل الكبسة السعودي بالدجاج.. طريقة سهلة واقتصادية    مواطنون: التأمين الصحي حقق «طفرة».. الجراحات أسرع والخدمات فندقية    يقتل طفلًا كل دقيقتين.. «الصحة» تُحذر من مرض خطير    عالم أزهري: حب الوطن من الإيمان.. والشهداء أحياء    بالفيديو.. ما الحكم الشرعي حول الأحلام؟.. خالد الجندي يجيب    قبل تطبيق التوقيت الصيفي، وزارة الصحة تنصح بتجنب شرب المنبهات    6 نصائح لوقاية طفلك من حمو النيل.. أبرزها ارتداء ملابس قطنية فضفاضة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"المنصوري" في حوار ل"الوطن": من يحاول الاقتراب من مصر"نسورنا" ستنهشه
الطيار "المجنون": القوات الخاصة والصاعقة شاركت فى ضرب معاقل «داعش» بليبيا.. والعمليات ستستمر
نشر في الوطن يوم 21 - 03 - 2015

أعادت الضربات الجوية التى شنتها القوات المسلحة، على معاقل تنظيم داعش الإرهابى، فى ليبيا، أجواء الانتصارات المصرية فى حروب الاستنزاف وأكتوبر 73، وأشعلت الحماسة فى الشارع المصرى، وزادت من ثقته فى قواته المسلحة القادرة على القصاص الفورى من كل من تسول له نفسه الاعتداء على المصريين فى الداخل أو الخارج.
«ضربات» سلاح الجو لمعاقل الإرهاب، أعادت للأذهان بطولات نسور مصر، التى سيظل التاريخ يذكرها جيلاً بعد جيل، ومن النسور المصرية خلال حرب الاستنزاف ومن بعدها أكتوبر، اللواء طيار أحمد كمال المنصورى، أحد أبطال حرب أكتوبر وصاحب أطول معركة جوية بين حرب 67 وحرب أكتوبر المجيدة، الذى لقّبه الإسرائيليون ب«الطيار المجنون» جراء دخوله فى مناورة لم يكن من الممكن أن تنتهى لصالحه مع سرب طائرات «فانتوم».
«المنصورى» أكد فى حواره مع «الوطن» أهمية صفقة الطائرات «رافال» الفرنسية، كما كشف عن أفضل طريقة للقضاء على التنظيم الإرهابى، وتطرق فى حواره إلى علاقاته برؤساء مصر السابقين.. وإلى نص الحوار:
* فى البداية، كيف جاء التحاقك بسلاح الطيران؟
- منذ نعومة أظافرى، ولدىّ حب وعشق لطيران القتال، فالطيار المقاتل نادر جداً، فمن الممكن لأى شخص أن يصبح طياراً مدنياً، لكن من الصعب أن يكون طياراً مقاتلاً، وكنت طفلاً فى مدرسة الأمير «عبدالمنعم» فى مصر الجديدة، وكان يجلس بجوارى فى الفصل طفل فلسطينى يدعى فايق أبولبن شقيق المخرج عثمان أبولبن، وعلى الجانب الآخر يجلس طفل مصرى يهودى يدعى صفوت شلهوب، كان والده طياراً مدنياً، وقطع وعداً لى بأن أذهب فى رحلة بالطائرة، وكان يومياً يأخذ منى «تعريفة» مقابل رحلة الطيران، ولكنه باع لى «الوهم»، وفى يوم من الأيام قالت لى والدتى: صديقك «بيضحك عليك»، ومنذ هذه اللحظة امتنعت عن دفع «التعريفة» له، وصممت على أن أكون طياراً مقاتلاً، وأن أقاتل عدونا وعدو الله وعدو الإسلام والعروبة «الصهاينة اليهود»، ومنذ ذلك الحين بدأ عشقى للطيران.
وكتبت فى المرحلة الإعدادية على غلاف كراسة المطالعة «النقيب طيار مقاتل أحمد المنصورى»، وصممت على ذلك، والله أنعم علىّ ودخلت كلية الطيران وأصبحت طياراً مقاتلاً، وفى يوم من الأيام رأيت مصر «عارية» تماماً فى نكسة 67، وكنا نتيجة لها ولسنا سبب فيها، ولم نأخذ حقنا ومكثنا بعدها 6 سنوات «نلعق» فيها جراحنا، ونعرق بالدماء فى أثناء التدريب لكى نتجنب سقوط ضحايا فى صفوفنا، وانتصرنا بفضل الله فى أكتوبر ويكفينى فخراً أننى كنت فى أول طلعة جوية ل 225 مقاتلة اجتازت قناة السويس فى «ثانية واحدة» لضرب أهداف العدو الإسرائيلى.
* حدثنا عن أطول معركة جوية خضتها ضد العدو؟
- للفنان أشرف عبدالباقى مسلسل ست كوم شهير اسمه «راجل وست ستات»، أنا أطلق على معركتى تلك لقب «المنصورى وست فانتومات» فى إشارة لطائرات «فانتوم» الإسرائيلية الأمريكية الصنع، فالله أعزنى بأطول معركة جوية منذ نكسة 67 وحتى حرب أكتوبر 73، وهى معركة ال13 دقيقة حيث حلّقت أنا وزميلى الشهيد الطيار حسن لطفى، فى مواجهة 6 طائرات «فانتوم» إسرائيلية اخترقت الأجواء المصرية بغرض الاستطلاع، وكان كل ما لدينا فى كل طائرة صاروخين، بالإضافة إلى 400 طلقة، وطائراتنا تطير لمدة أقصاها ساعة وربع، وكانت فى مواجهتنا 6 طائرات «فانتوم»، كل طائرة منها تطير مدة 3 ساعات، وبكل منها طياران أحدهما مهمته قيادة الطائرة، والثانى القتال، وكل طائرة تحمل 8 صواريخ و700 طلقة بمجموع، فالمعركة تبدو محسومة منذ البداية فى مواجهتهم، ولكن بفضل الله وبإيمان ثابت، وحرصنا على الموت قدر حرص الآخرين على الحياة، نجحنا فى مهمتنا، وكنت أدعو الله وأقول: «يا رب عايز أستنى للآخر، مش عايز حد يعدى على جثتى وياخد بنتى وأمى ومراتى»، وقررت أن أحافظ على عِرضى ووطنى لأنه كل شىء بالنسبة لى، فالوطن هو عِرضى وأرضى وشرفى.
* وماذا عن بطولاتك فى حرب أكتوبر.. وسر تسميتك ب«الطيار المجنون»؟
- توالت الأحداث والمعارك والحمد لله قمت ب52 طلعة عمليات فى 18 يوم قتال، بمعدل من 4 إلى 5 طلعات فى اليوم، وكنت حينها صائماً ومستعيناً بالله، عندما أكرمنى بالاشتراك فى آخر معركة جوية يوم 24 أكتوبر، العيد القومى للسويس، وحاول اليهود بكل إمكاناتهم وبمساعدة العديد من الدول الغربية، على رأسها أمريكا وجنوب أفريقيا وفرنسا، فى هذا اليوم الضغط على الجيش الثانى بأقصى درجة، وكانوا يهاجمونه ليل نهار كى تتمكن القوات الإسرائيلية من الدخول إلى الكيلو 101 جنوب السويس، وتكون على بعد 100 كيلو من القاهرة، وحلقنا فى طلعات انتحارية حتى نوقف الهجوم غير العادى للطائرات الإسرائيلية، ونجحنا بعون الله فى صدهم.
وأتذكر أن الفريق طيار «محمد حسنى مبارك» قائد القوات الجوية المصرية آنذاك، كان يقود العمليات من غرفة العمليات الرئيسية للقوات الجوية، والتشكيل كان يتكون من 8 مقاتلات ميج 21، وكنا متوجهين لصد الهجوم غير العادى لطائرات «الفانتوم» و«الميراج» التى كانت تصب جام غضبها على الجيش الثالث، و«مبارك» كان يبلغنى من غرفة العمليات بأن هناك 4 طائرات للعدو أمامى، ومثلها على شمالى وعلى يمينى، فقلت له: «كده مجموع الطائرات ضدنا 20، ونحن 8 طائرات»، فقال لى: لا هم 30 طيارة يا «بُرم»، اتكلوا على الله وربنا معكم.
وفى هذه اللحظة تذكرت «إبليس»، عندما أبى وتكبر ولم يسجد لآدم عليه السلام، قال لربه: «أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ»، فأجابه المولى عز وجل، «إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ»، وعندها توعد «إبليس» البشر بالغواية، وأن يأتيهم من الجوانب الأربعة: عن اليمين والشمال ومن الأمام والخلف، إلا أن الله أنساه منطقتين، هما من أعلى وأسفل، وعندما تذكرت تلك القصة، قلت: يا رب نجنا مما نحن فيه، وبالفعل كان الله معنا، وملائكته تحارب معانا، وكان الطيار المصرى وقتها عبارة عن «أصل» وسبع صور، وانتهت هذه المعركة، فكانت هناك 8 طائرات مصرية فى مواجهة 30 طائرة للعدو الإسرائيلى، تمكنا من تدمير 6 طائرات، واستشهد من قواتنا 3 طيارين، وكانت نتيجة موفقة بحمد الله، وهذه كانت آخر طلعة للمقاتلات المصرية وطائرتى كانت آخر طائرة عادت من الحرب يوم 24 أكتوبر بعد إيقاف إطلاق النار.
أما بالنسبة للقب «المجنون»، فكان أول تكريم لى، وهو من «كلاب» جيش الدفاع الإسرائيلى، عندما صنعوا فيلماً بالاشتراك مع أمريكا، نشروه فيما بعد عبر موقع يوتيوب بعنوان: «الطيار المصرى المجنون»، وأنا أقول لهم إن «المنصورى»، ليس مجنوناً، ولكنه كان يدافع عن أرضه وعِرضه، ويشرفنى أنهم أطلقوا علىّ هذا اللقب بعد قتلى لهم، فقد كنت فى مناورة اسمها «مناورة الموت الأخيرة» وعندما أكون معرضاً للموت ومتيقناً من ذلك، فأنا أقرر ألا أموت بمفردى، وألا يحدث هذا إلا بعد أن أحصد روح كل من يفكر فى الاقتراب أو الاعتداء على بلدى.
عندما أجد أننى معرض للموت، آخذ قراراً بالهبوط بطائرتى إلى الأرض، فإذا هبط ورائى الإسرائيلى فلن يستطيع العودة للسماء مرة أخرى، وبالاستعانة بالله، كنت أعود للتحليق مجدداً، وأتمكن من إكمال «اللفة» الخاصة بالمناورة تجاه الأرض، والمفترض أن أؤدى هذه المناورة على ارتفاع 6 آلاف قدم، ولكن بعد قيامى بقلب الطائرة ووضعى مقدمتها تجاه الأرض لأرغم الطيار الإسرائيلى على أن يتبعنى، يعتقد الطيار العدو أننى أقوم بمحاولة انتحار، فلا يعيرنى انتباهه ويمضى فى تحليقه، وفى تلك المرة وجدت أننى على ارتفاع 3 آلاف قدم، وحينها رفعت رأسى لله وناجيته: «إنى مقاتل فى سبيلك، فلا تجعل أرواحنا تذهب هدراً»، وبفضل الله، نجوت من هذه المناورة، وانطلقت من الأرض كالصاروخ ووجدت الطيار الإسرائيلى أمامى فأطلقت أول صاروخ على طائرته، ثم الصاروخ الثانى، وقلت له: الآن ابتسم أنت تموت، وكانت هناك عبارة شهيرة جداً انتشرت وقتها عن أن «سلاح الطيران المصرى يأسف على أن الطيارين الإسرائيليين قد ماتوا، نتيجة غبائهم».
* هل عايشت وفاة الشهيد «عاطف السادات» أثناء حرب أكتوبر المجيدة؟
- عدنا فى وقتها بخسائر 1%، ولكن كانت هناك خسارة فى القلب، إنه الشهيد الطيار عاطف السادات شقيق الزعيم أنور السادات بطل الحرب والسلام، الذى كان أول قربان يقدمه فداءً لمصر، وعندما علم السادات بخبر استشهاد شقيقه، قال: «هو أجدع من مين، كلهم أولادى، وكلهم فدا مصر».
* ماذا عن الأزمة المصرية فى ليبيا.. وهل تتوقع ضربات أخرى لداعش من القوات المسلحة؟
- أرى أن الضربات الجوية التى وجهها الطيران المصرى لداعش فى الأيام الماضية موجعة، خصوصاً أن الضربة الثانية شاركت فيها مجموعات من قوات العمليات الخاصة والصاعقة كانت نتائجها قتل 150 داعشياً وأسر عدد كبير منهم، فيما استشهد اثنان وأصيب 6 من قواتنا، وستكون هناك ضربات أخرى متتالية لمعاقل الإرهاب.
وأريد أن أوضح أن المرة الأولى منذ حرب 73 التى تحلق النسور المصرية مجتمعة فى أسراب، كانت خلال دك معاقل «داعش»، ونحن لدينا طائرات «إف 16» الأمريكية، وكان الأمريكان يعطوها لنا معونة بقيمة 2 مليار دولار كل عام، نأخذ نصفها تسليحاً ولم يقوموا بإنشاء مصنع أو شركة يستفيد منها المصريون، أعطونا سلاحاً فقط، وقد كنت حزيناً أن هذه الطائرات التى تكلفنا مبالغ طائلة، لم يطلق منها طلقة أو صاروخ واحد تجاه العدو، وبالتالى أنت تدفع هذه الأموال فى طائرات ولدت ميتة، ولكن بعد الضربة الجوية التى وجهتها المقاتلات المصرية شعرت بسعادة، وهناك فريق طيار مصرى أريد أن أشيد به يُدعى «يونس المصرى» قائد القوات الجوية، وهو رجل عملياتى، وأحذر كل من يقترب من مصر بأننا سنقطع ذراعه مثلما فعلنا مع إسرائيل، ونسورنا ستنهشه.
* ما رأيك فى التوجه المصرى لروسيا فى الفترة الأخيرة؟
- كانت زيارات «السيسى» لفرنسا وإيطاليا والصين وروسيا ناجحة ومثمرة للغاية، فقد نظر يميناً ناحية روسيا شرقاً، فيما ألقى الكرة غرباً تجاه فرنسا، وأخذ أغلى ما عندها وهى الطائرة «رافال»، طائرة الردع متعددة المهام التى تتمتع بأحدث تكنولوجيا فى العالم، وتعتبر من الجيل الرابع ونصف متفوقة على الطائرات الأمريكية «إف 16» التى تعتبر من الجيل الثالث، فهى أغلى وأقوى طائرة فى العالم الآن، حيث تستطيع التعامل مع 8 أهداف فى وقت واحد، وتحمل 9 أطنان من القنابل، وتضاهى قاذفة قنابل كبيرة، وتطير ب24 طناً ويصل مداها إلى 3700 كيلومتر، وتستطيع حمل صواريخ كروز، وصواريخ مضادة للسفن، والصاروخ «الأكسوزت» الموجود فى بطن الطائرة يستطيع تدمير مدمرة حربية، كما يمكنها حمل صواريخ نووية تكتيكية، ومن الممكن إمدادها بالوقود فى الجو، وباختصار هى طائرة معجزة، والطيارون المصريون على مستوى عال من التكنولوجيا واللياقة والتدريب ويستطيعون التعامل معها بقدراتهم العالية.
* ولكن هناك تقارب مصرى روسى بعد ثورة 30 يونيو فى ظل توتر العلاقات مع الولايات المتحدة؟
- لا بد من مغازلة الدب الروسى الموجود فى الشرق، وإرسال رسالة لأمريكا مفادها أننا لن نخضع ولن نركع لها، وإذا كان الأمريكان يعطون لنا معونة بقيمة 2 مليار دولار فهم يعطون لإسرائيل 3 مليارات دولار فى السنة، هذه المعونة التى تقدمها أمريكا لنا لا تغطى تكاليف «الفرقاطة» التى سنشتريها من فرنسا، نحن لا نحتاج للمعونة الأمريكية ولا للسلاح الأمريكى، توجهنا لروسيا جلب لنا أحدث منظومة صواريخ «إس 300» لإحلال منظومة الصواريخ الروسية الموجودة فى مصر، حيث تتمتع المنظومة الجديدة بتكنولوجيا غير عادية ويتم العمل فيها ذاتياً ولا تحتاج الصواريخ بها لإعادة التعبئة، وتصطاد الطائرات من مدى 100 كيلو وعلى جميع الارتفاعات، وهى ذاتية الحركة وسريعة، كما تشمل الصفقة مدرعات وطائرات سيجرى الإعلان عنها حال الانتهاء من دراسة هذه الأسلحة، ويمتد الأمر إلى التعاون لبناء المحطة النووية فى الضبعة.
* ولكن الصفقة التى اشترت بمقتضاها الطائرات الفرنسية مكلفة مادياً؟
- نحن نحتاج هذه الطائرة فى هذا الوقت، ودفع مصر 10 مليارات دولار لفرنسا يؤكد أن مصر ليست فقيرة ومتسولة كما يقول المغرضون، المصريون بعرقهم دفعوا 64 مليار جنيه بمجرد توحدنا على مشروع قومى اسمه «قناة السويس الجديدة»، ولولا البدء فيها فى الوقت الحالى لأقامت إسرائيل قناة تمتد من ميناء «إيلات» إلى ميناء «حيفا» لتقضى بذلك على قناة السويس، وعندما رأت أمريكا وإسرائيل مصر تقيم ذلك المشروع عمدت إلى محاصرتنا من ناحية مضيق «باب المندب»، فى اليمن.
* ما فائدة الفرقاطة التى تتضمنها الصفقة الفرنسية؟
- الفرقاطة حديثة جداً وتحمل صواريخ ذات مدى عال وتعمل بتكنولوجيا متطورة ستسهم فى حماية قناة السويس، ولن يستطيع أحد تضييق الخناق علينا.
* كيف ترى الأوضاع الراهنة للدول العربية؟
- أوروبا وأمريكا المتأخونة، تسعى لتفتيت الدول العربية، فلدينا العراق أصبحت مُدمرة، وكذلك سوريا، فى جنوب الجزيرة تجد «اليمن» التى تعيش الآن مرحلة اللادولة، وفى الغرب تجد كذلك ليبيا التى دُمرت، لم يتبق فى المنطقة سوى مصر وجيشها وشعبها، إذا سقطت مصر سيسقط الشرق الأوسط بالكامل، وفرنسا كانت تساعد حلف الناتو فى إسقاط ليبيا، وذبح القذافى بسبب عداء شخصى بين الرئيس الفرنسى السابق «ساركوزى» و«القذافى» عندما نُشرت أخبار عن أن رئيس ليبيا تحرش بعشيقة «ساركوزى»، وهناك إيطاليا التى ساعدت حلف الناتو لأنها تطل على الساحل المواجه لليبيا، وليبيا أسقطها كذلك الخونة والمجرمون والإخوان، فهم من أدخلوا حلف الناتو، لأراضيها، فدمر الدولة وقضى على بناها التحتية، وقضى على الجيش الليبى، فيما لم يُكمل «الناتو» مهمته فى القضاء على الإرهابيين، وتركهم هناك لأنهم صنيعته، وأنا أعتبر أن ما يحدث فى ليبيا مخطط صهيوأمريكى، حيث أصبحت فى ليبيا اليوم قوتان، الأولى ممن ساعدوا حلف الناتو ومعهم الإخوان المتأسلمون، والثانية القبائل الليبية المحترمة، وبقايا الجيش الليبى بقيادة حفتر، ومصر نسقت معهما فى ضرب معاقل الإرهابيين فى «درنة».
* كيف ترى العلاقات المصرية الصينية والفرنسية فى هذا التوقيت؟
- توجهنا نحو الصين أسفر عن مشاركة الصين فى دعم البنية التحتية لمحطات القطار السريع، بالإضافة إلى الاستفادة من التكنولوجيا الصينية الحديثة، خاصة فى منطقة قناة السويس ومحور خليج السويس، وأتوقع أن تصبح مصر مثل هونج كونج ودبى، وستكون قلب العالم فى المستقبل. والسيسى اتجه ناحية فرنسا، التى كانت استجابتها سريعة، وأعطت مصر أحدث المدرعات لمواجهة الإرهاب ودون مقابل لتأمن الحماية لجنودنا، وهى مدرعات لا تتأثر بالألغام، ولها قوة تدميرية غير عادية، بالإضافة إلى الطائرة «رافال» التى لم يتم بيعها لعدة دول مثل البرازيل والإمارات والسعودية والكويت، وهذه الطائرات تمثل العمود الفقرى لسلاح الجو الفرنسى وهى موجودة على حاملة الطائرات «شارل ديجول»، وبالتالى نحن لدينا أحدث تكنولوجيا من دول مختلفة.
* كيف لمصر أن تقضى على التنظيمات الإرهابية وتهديداتها المستمرة للأمن القومى؟
- التنظيم مثل «دود الأرض» و«الفئران» المختبئة تحت الأرض لا يقوى عليه سوى جنود المشاة «صنع الله»، ولكن الافتتاحية تكون بالطيران، لأنه يُعد الذراع الطولى لجيش مصر، الذى يستطيع فى دقائق ضرب أى عدو، كما رأينا كان توقيت الضربة الجوية المصرية فى ليبيا بمثابة مفاجأة للإرهابيين الذين لم يتوقعوها، وبالفعل سقط عدد كبير منهم، فيما عملت قناة الجزيرة على فبركة صور لأطفال ومدنيين من ليبيا وادعت أن المقاتلات المصرية هى من قتلتهم، وهو نفس ما فعله الإخوان بعد فض اعتصام رابعة، ونحن لا نتكلم كثيراً فنحن أفعال لا أقوال، وكل الأسلحة الحديثة التى تسعى مصر لامتلاكها هى مجرد بداية، ولكن جندى المشاة «صنع الله» هو الذى بإمكانه القضاء على هذه الديدان والفئران، وعلى كل إرهابى يود أن يمارس أى فعل ضد الشريعة، وضد حكم الله.
وإذا نظرنا إلى العمليات الأولى لأمريكا فى العراق، فسنجدها ركزت على ضرب البنية التحتية بصواريخ كروز من البحر، والصواريخ المحمولة جواً، فى عملية تُسمى «تكسير العظام»، أو سياسة الأرض المحروقة، ليدخل بعدها الجندى إلى ساحة القتال لتنظيف مسرح العمليات، وأقول لمن يرى هذا توريطاً لمصر فى حرب خارج حدودها، إن هذا مجرد تدريب للجيش، فعندما قال السيسى مسافة السكة كان يقصد بالفعل أنها مسافة السكة، وجاءت الضربة الجوية بعد ساعات قليلة من بث فيديو الذبح، لتدك معاقل التنظيم، وتقلبها رأساً على عقب فوق رؤوس الإرهابيين، فى عملية تكسير عظام، وتواصلت بعدها الضربات المصحوبة بالقوات الخاصة والصاعقة، فنحن ليس لدينا خيار آخر، وخير وسيلة للدفاع هى الهجوم.
* حدثنا عن علاقتك برؤساء مصر السابقين؟
- ذات مرة زارنا جمال عبدالناصر فى إحدى القواعد الجوية، وأخبرنا أن الاتحاد السوفيتى سيزودنا ب200 طائرة ميج 21 حديثة، وبأطقم لصواريخ مضادة للطائرات تعويضاً عما فقدناه فى نكسة 67، بشرط أن يقود هذه المقاتلات طيارون «سوفييت»، وكذلك أن تتولى أطقم سوفيتية العمل على صواريخ الدفاع الجوى، فاعترضت على ذلك، وقولت إنه لن يدافع عن مصر سوى أبنائها، والقوات المسلحة المصرية، ونابنى ما نابنى جراء اعتراضى، ودفعت ثمن اختيارى، إلا أننى لم أفقد إيمانى بوطنى ودفاعى عن أرضى وعرضى، واستمررت بالرغم ما تعرضت له من جزاء.
وعندما تقابلت مع الرئيس أنور السادات بعد معركة ال13 دقيقة، التى تعتبر أطول معركة جوية جرت منذ حرب 67 وما بعدها، قلت له إننى حاربت حتى آخر قطرة فى دمى، وأقصد بدمى هنا الوقود الخاص بطائرتى، وحتى آخر طلقة وآخر صاروخ أتسلح به، وحافظت على سلاحى ولم أتركه قط حتى أذوق الموت، وتمكنت بعون الله من الهبوط بطائرتى الميج رقم 8040 الموجودة ببانوراما حرب أكتوبر، بعد توقف محركها لنفاد الوقود فى الشارع، وحلقت بها من جديد.
وتابعت حديثى معه قائلاً «يد الله فوق أيديكم»، وسردت له مقارنة بين الاشتباك الذى حدث بين المقاتلات الإسرائيلية والمقاتلات السوفيتية، حيث تمكنت 4 طائرات إسرائيلية من طراز «ميراج»، من نصب كمين ل8 طائرات ميج 21 سوفيتية، وإسقاط 5 منها فى 5 دقائق، مع العلم بأن الاتحاد السوفيتى آنذاك كان ثانى أكبر قوة جوية فى العالم بعد أمريكا، وبين ما حدث معى أنا وزميلى الشهيد طيار حسن لطفى، فى المعركة الجوية فى نفس المكان الذى نصب فيه سلاح الجوى كميناً للسوفيت «فوق خليج السويس»، حيث كنا مجرد طائرتين ميج 21 ليس معنا سوى 4 صواريخ و400 طلقة فقط، فى مواجهة 6 طائرات «فانتوم» هى أحدث تكنولوجيا فى هذا الوقت وتحمل كل طائرة 6 صواريخ و700 طلقة ويقوم عليها طياران اثنان، وكان الأمر أقرب إلى مواجهة بين «توك توك»، وسيارة «مرسيدس شبح»، ولكننا تمكنا بفضل الله من إسقاط طائرة إسرائيلية من طراز «فانتوم» أمريكية الصنع، فى أول 30 ثانية وتغلبنا على ال6 طائرات الإسرائيلية ولم يتمكنوا منا، واستطعت أن أهبط بطائرتى سليمة.
وحينها كان يقف بجوار السادات اللواء محمد حسنى مبارك، الذى كان وقتها قائداً للقوات الجوية، فسأله: هل معنى ذلك أن القوات الجوية جاهزة؟ فأجابه «مبارك»: نعم القوات الجوية جاهزة يا فندم، وتحدد فى هذا اليوم 19 فبراير 1973 موعد الحرب لأن السادات كان يعول على مدى جاهزية القوات الجوية، وبعدها كرّمنا الرئيس السادات وقلدنا الأوسمة والنياشين أنا والطيارين زملائى.
أما عن الرئيس مبارك، فعندما علم بما قلته على الهواء فى أحد البرامج الفضائية خلال ذكرى أكتوبر الأخيرة، اتصل بى تليفونياً وقال لى: «يا منصورى أنت راجل، وهتفضل طول عمرك راجل»، لأننى ذكرت ما له وما عليه ولم أنكر تجهيزه للقوات الجوية وللضربة الجوية قبل حرب أكتوبر، فأجبته «يا بخت اللى يعرف راجل يا فندم»، وانتهت مكالمتنا.
والرئيس السيسى قابلته وتنبأت له أن يكون رئيساً لمصر، وقلت له ستكون حاكماً وزعيماً لمصر، وتقابلنا بعد خمس وعشرين سنة فى العيد الأربعين لذكرى أكتوبر، ووقتها قال للحضور «أنا عايز أشوف الطيار المجنون أبوعنين خُضر علشان أكرمه»، والحمد لله تم تكريمى بدرع القوات المسلحة والميدالية الذهبية للقوات المسلحة، وكان هذا ثانى تكريم لى من الرئيس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.