كشف اللواء طيار، أحمد كمال المنصوري، تفاصيل أطول معركة جوية شارك فيها، والتي خاضها ضد 6 طائرات إسرائيلية من طراز "فانتوم"، قائلًا": "للفنان أشرف عبدالباقي مسلسل ست كوم شهير اسمه (راجل وست ستات)، أنا أطلق على معركتي ذلك الاسم (المنصوري وست فانتومات) - في إشارة لطائرات فانتوم الإسرائيلية الأمريكية الصنع-، فالله أعزنى بأطول معركة جوية منذ نكسة 67 وحتى حرب أكتوبر 73، وهي معركة ال13 دقيقة حيث حلّقت أنا وزميلي الشهيد الطيار حسن لطفي، في مواجهة 6 طائرات فانتوم إسرائيلية اخترقت الأجواء المصرية بغرض الاستطلاع، وكان كل ما لدينا في كل طائرة صاروخين، بالإضافة إلى 400 طلقة، وطائراتنا تطير لمدة أقصاها ساعة وربع، وكانت فى مواجهتنا 6 طائرات فانتوم، كل طائرة منها تطير مدة 3 ساعات، وبكل منها طياران أحدهما مهمته قيادة الطائرة، والثاني القتال". وأضاف "المنصوري" الذي لقبه الإسرائيليون ب"الطيار المجنون"، في تصريحات خاصة ل"الوطن"، أن "كل طائرة تحمل 8 صواريخ و700 طلقة، فالمعركة تبدو محسومة منذ البداية في مواجهتهم، ولكن بفضل الله وبإيمان ثابت، وحرصنا على الموت قدر حرص الآخرين على الحياة، نجحنا في مهمتنا، وكنت أدعو الله وأقول: (يا رب عايز أستنى للآخر، مش عايز حد يعدي على جثتي وياخد بنتي وأمي ومراتي)، وقررت أن أحافظ على عِرضي ووطني لأنه كل شيء بالنسبة لي، فالوطن هو عِرضي وأرضي وشرفي". وتابع "المنصوري": "توالت الأحداث والمعارك والحمد لله قمت ب52 طلعة عمليات في 18 يوم قتال، بمعدل من 4 إلى 5 طلعات في اليوم، وكنت حينها صائمًا ومستعينًا بالله، عندما أكرمني بالاشتراك في آخر معركة جوية يوم 24 أكتوبر، العيد القومي للسويس، وحاول اليهود بكل إمكاناتهم وبمساعدة العديد من الدول الغربية، على رأسها أمريكاوجنوب إفريقيا وفرنسا، في هذا اليوم الضغط على الجيش الثاني بأقصى درجة، وكانوا يهاجمونه ليل نهار كي تتمكن القوات الإسرائيلية من الدخول إلى الكيلو 101 جنوبالسويس، وتكون على بعد 100 كيلو من القاهرة، وحلقنا في طلعات انتحارية حتى نوقف الهجوم غير العادي للطائرات الإسرائيلية، ونجحنا بعون الله في صدهم". واستطرد "المنصوري": "أتذكر أن الفريق طيار محمد حسني مبارك قائد القوات الجوية المصرية آنذاك، كان يقود العمليات من غرفة العمليات الرئيسية للقوات الجوية، والتشكيل كان يتكون من 8 مقاتلات ميج 21، وكنا متجهين لصد الهجوم غير العادي لطائرات الفانتوم والميراج التي كانت تصب جام غضبها على الجيش الثالث، ومبارك كان يبلغني من غرفة العمليات بأن هناك 4 طائرات للعدو أمامي، ومثلها على شمالي وعلى يميني، فقلت له: كده مجموع الطائرات ضدنا 20، ونحن 8 طائرات، فقال لي: لا هم 30 طيارة يا بُرم، اتكلوا على الله وربنا معكم". وأردف "المنصوري": "في هذه اللحظة تذكرت إبليس، عندما أبى وتكبر ولم يسجد لآدم عليه السلام، قال لربه: (أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)، فأجابه المولى عز وجل، (إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ)، وعندها توعد إبليس البشر بالغواية، وأن يأتيهم من الجوانب الأربعة: عن اليمين والشمال ومن الأمام والخلف، إلا أن الله أنساه منطقتين، هما من أعلى وأسفل، وعندما تذكرت تلك القصة، قلت: يا رب نجنا مما نحن فيه، وبالفعل كان الله معنا، وملائكته تحارب معانا، وكان الطيار المصري وقتها عبارة عن أصل وسبع صور، وانتهت هذه المعركة، فكانت هناك 8 طائرات مصرية فى مواجهة 30 طائرة للعدو الإسرائيلى، تمكنا من تدمير 6 طائرات، واستشهد من قواتنا 3 طيارين، وكانت نتيجة موفقة بحمد الله، وهذه كانت آخر طلعة للمقاتلات المصرية وطائرتي كانت آخر طائرة عادت من الحرب يوم 24 أكتوبر بعد إيقاف إطلاق النار".