«المسكين» كما يطلق عليه أهالى السيدة زينب، ليس كباقى «دراويش» السيدة، هو زائر مؤقت لمسجد السيدة زينب، يأتيه قبل أيام قليلة من يوم 21 مارس للاحتفال بعيد الأم بين رحابه.. هكذا اعتاد «المسكين» منذ سنوات طويلة وتحديداً منذ وفاة والدته. لحية بيضاء تميل إلى الصفرة، عينان يحيطهما سواد شديد من أثر «الكحل»، ملابس ليست مألوفة على المصريين، ألوانها فاقعة تجمع بين الأخضر والأحمر والأصفر، وتتدلى منها «شراشيب» بخلاف العمامة التى تغطى رأسه وتجعله شبيهاً ب«مهراجا هندى». «سيد المسكين»، 60 عاماً، اعتاد زيارة مسجد «السيدة زينب» والمكوث إلى جواره عدة أيام وذلك خلال شهر مارس، لإحياء ذكرى عيد الأم فى هذا المكان الذى يمنحه حالة روحانية غريبة. مع اقتراب الذكرى السنوية للاحتفال بعيد الأم، يجمع «المسكين» أمتعته تاركاً محافظة المنيا، ليرتمى فى أحضان أمه «السيدة» مخلفاً وراءه عائلة، فلا راحة فى عيد الأم سوى بالقرب من «السيدة زينب»، والتودد إليها وطلب العفو والدعاء لأولاده الأربعة: «بقالى 35 سنة باجى من المنيا لهنا، أصلها أمى اللى مليش غيرها بعد ما أمى راحت عند اللى خلقها». اعتاد «المسكين» طوال 50 عاماً التنقل بين الأضرحة على مستوى الجمهورية، يجلس الرجل الستينى إلى جوار الأضرحة، لكن يوم عيد الأم يظل يوماً استثنائياً يقضيه إلى جوار «السيدة»: «أنا مع الله وبتاع ربنا، والدنيا مش فى بالى، وبحس براحة لما بكون جنب أمى زينب». يرفض الرجل الستينى أن يلقبه المترددون على ساحة السيدة زينب ب«الدرويش»، فهو يرى نفسه محباً للسيدة وأضرحة آل البيت، فلا يجوز أن يعطف عليه المتجولون بالمال لاعتباره «شحات»، إذ إنه رجل متدين يعشق السيدة فقط.