أبرزت صحيفة "إندبندنت" في تقرير نشرته اليوم، ما زعمت بأنه مستقبل السنة حال هزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي، وذلك على خلفية الأزمة بين شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب والحكومة العراقية، بعد استدعاء الأخيرة السفير المصري لديها وتسليمه مذكرة احتجاج رسمية، بعد تصريحاته المعادية لشيعة العراق متمثلة في حركة "الحشد الشعبي". ونشرت الصحيفة تصريحات مصور فوتوغرافي مسلم بالعراق، محمود عمر، يحكي فيها ما يتعرض له السنة في العراق، حيث أن "داعش" يعتبرونهم أعداء الدولة، كذلك وتضطهدهم الحكومة، وأعرب عمر عن غضبه من الإساءة المستمرة لمعاملة زملائه السنيين من قبل حكومة بغداد، وأكد أن القادة السياسيين داخل وخارج العراق جميعهم يدعمون فكرة تحفيز المجتمع العربي السني ضد "داعش" ليتمكن العالم من هزيمتهم. وأكدت "إندبندنت" أن كثيراً من السنيين وفقا لعمر يكرهون المتطرفين بسبب ما يتعرضون له في ظل وجود "داعش" منذ حكومة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، وألقى المصور اللوم على تسليح المظاهرات السلمية للسنيين بأنها السبب في تزايد السياسات الطائفية العدوانية في عهد المالكي، وأنها هي التي أوقعت المجتمع السني بين يدي "داعش". وأكمل المصور الفوتوغرافي تصريحاته، قائلا إن سنة العراق تأمل في يوم يقل فيه القمع شيئاً فشيئاً بعد إعلان الحكومة الجديدة عن موقفها ضد الإرهاب والتطرف، وأكد أن داعش صدمت السنة بأفعالها، و"بدلاً من أن تعاملنا الحكومة معاملة حسنة وتدعم موقفنا، فإنها تعاملنا معاملة سيئة جداً". وأضاف "داخل أقسام الشرطة في الجزء الذي تسيطر عليه الحكومة في الرمادي يتم القبض على السنيين وتعذيبهم ويرفضون إطلاق سراحهم حتى أن عائلاتهم يلجئون إلى الرشوة لإخراجهم من محبسهم، وأنا أعرف رجلاً من هؤلاء الذين تم القبض عليهم لجأت عائلته إلى دفع 5.000 دولار لإخراجه من محبسه". وقال محمود مكملاً إن عائلته خسرت كثيراً بعد استيلاء الجهاديين على العنبر، وجلس أبوه فقط في الرمادي لحماية منزليه الذين يملكهما بعد أن استولت عائلة داعشية على منزله الثالث في الفلوجة، حيث هجمت "داعش" على المنزل وأقرت إن لم يأت صاحب المنزل في غضون 10 أيام سيتم مصادرة المنزل، وبالرغم من اعتراضات محمود على "داعش" وما قامت به "داعش"، أكد محمود أنه يفقد الثقة تماماً في حكومة بغداد، وذلك يرجع لما تعرض له قريبه معاذ محمد عابد وهو مدرس ومتزوج ولديه ابنة، وقد سجن في 2012 ومحكوم عليه بالإعدام بتهمة القتل. وختم محمود حديثه قائلا إن "حتى لو أرادت حكومة بغداد التعاون مع السنة في إدارة الحكم، فجرائم داعش الوحشية جعلت هذا الأمل شبه مستحيل، حيث قامت داعش بزيادة عدد مقاتليها إلى أكثر من 100.000 في العراق وسوريا ولن تهزم إلا بمقاومة عنيفة من المواطنين، وإن لم يحدث سيهلك المجتمع السني".