بغداد (رويترز) - استبعد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يوم الأحد شن هجوم عسكري على الفلوجة وقال إنه يريد تجنيب المدينة المزيد من المذابح ومنح العشائر السنية الوقت لطرد المقاتلين المرتبطين بتنظيم القاعدة. وقال المالكي لرويترز في مقابلة ببغداد "نريد أن ننهي هذا الوجود بلا دماء.. لأن أهل الفلوجة عانوا كثيرا" في إشارة للهجمات المدمرة التي شنتها القوات الأمريكية لطرد المسلحين في 2004. وسيطر مقاتلون ينتمون لجماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وعشائر متحالفة معها على الفلوجة وأجزاء من الرمادي القريبة منها قبل نحو أسبوعين في وقت يتفاقم فيه غضب السنة من الحكومة التي يقودها الشيعة بسبب اعتقال سياسي سني كبيب في الرمادي في عملية شابها العنف. وقال المالكي إنه طمأن أهالي الفلوجة بأن الجيش لن يهاجم المدينة لكنه أبلغهم بضرورة استعادتها من المقاتلين الذين اجتاحوها في أول يناير كانون الثاني الجاري. وأضاف "هناك تجاوب جيد من أبناء الفلوجة.. من أبناء عشائرها." وكانت قوات الأمن العراقية وعشائر تعادي الدولة الإسلامية في العراق والشام قد استعادت الأسبوع الماضي السيطرة على الرمادي عاصمة محافظة الأنبار المتاخمة لسوريا. وقال المالكي إن الجيش سيبقي على حصار الفلوجة التي تبعد 70 كيلومترا إلى الغرب من بغداد لمنع المقاتلين من استخدامها قاعدة للهجمات. وأضاف "لا يهمنا الوقت حتى وإن طال. المهم أن لا تضرب المدينة وأن لا يقتل أبرياء بجريرة هؤلاء المجرمين." ووفقا لمسؤولين في الصحة قتل 60 شخصا من المدنيين ومسلحي العشائر وأصيب نحو 300 آخرين في الفلوجة والرمادي خلال الأسبوعين الماضيين. ولم تتوفر أي أرقام عن الضحايا في صفوف المتشددين أو عناصر قوات الأمن العراقية. وحث مسؤولون أمريكيون حكومة المالكي على ضبط النفس في التعامل مع أزمة الفلوجة مع تشجيعها في الوقت نفسه على بحث شكاوى السنة. وبعد عامين من انسحاب جميع القوات الأمريكية من العراق تحث واشنطن الخطى لتزويد العراق بطائرات استطلاع وصواريخ ومعدات أخرى طلبها المالكي لمساعدة قواته على التصدي لعودة مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام إلى الأنبار. وقال المالكي إن وشنطن تطلع بلاده على معلومات مخابرات وصور بالأقمار الصناعية لمعسكرات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام القريبة من الحدود مع سوريا في الأنبار. وبرر مسؤولون في بغداد عودة العراق لدائرة العنف بالصراع في سوريا الذي أشعل فتيل التوتر الطائفي وزعزع الاستقرار في المنطقة. ووفقا للأمم المتحدة فإن 8868 شخصا قتلوا في العراق في 2013 وهو أعلى معدل للضحايا في هذا البلد منذ خمس سنوات. ويشارك كثيرون في الأقلية السنية -التي حكمت العراق قبل الغزو الأمريكي- تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام العداء لحكومة المالكي التي يعتبرونها مهتمة أكثر بمصالح الشيعة وتدين بالولاء لإيران. لكن آخرين يكنون العداء للقاعدة وبينهم زعماء قوات تتبع لعشائر الصحوة التي ساعدت القوات الأمريكية على سحق المقاتلين الذين سيطروا على معظم مناطق الأنبار في ذروة عمليات المسلحين والصراع الطائفي في العراق في 2006 و2007. ومع رحيل القوات الأمريكية نال الضعف من مقاتلي الصحوة الذين اشتكوا من نقص الدعم الحكومي حتى وهم عرضة لهجمات من مقاتلي القاعدة العائدين. وقال سكان بالفلوجة إن معظم متاجر المدينة فتحت أبوابها يوم الاحد وإن بعض العائلات التي نزحت بدأت العودة رغم استمرار خوف الكثيرين من هجوم مسلح. وقال سكان محليون إن بلدة الخالدية التي تقع بين الرمادي والفلوجة قد تعرضت لإطلاق نار من الجيش بقذائف هاون وطائرات هليكوبتر. وتمثل أزمة الفلوجة أكثر اختبار للمالكي الذي يسعى للاستمرار في منصبه لفترة ثالثة عندما تجرى الانتخابات البرلمانية في 30 ابريل نيسان. من سؤدد الصالحي واليستر ليون