تعرض منزل الصحفى مؤمن محمود، المكون من أربعة طوابق، لقصف عنيف على يد قوات الاحتلال دون سابق إنذار، وكان يضم 41 شخصاً، نجا منهم 12 فرداً فقط، واستشهد 29، بينهم إخوته الأربعة وابنه (6 سنوات) وابنته (ثلاث سنوات)، بالإضافة لابنة أخته وأصيبت ابنة أخته الأخرى الموجودة حالياً فى المستشفى إثر إصابة خطيرة وعمرها شهران. الصحفى الفلسطينى: أمى وأختى بين الحياة والموت وأعمامى استشهدوا مع أولادهم وزوجاتهم واستشهد فى القصف عمه وزوجته وابنتاه وعم آخر وزوجته وطفلاه، مشيراً إلى أن أسرته كانت موجودة بالقرب من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وآخر لقاء جمعه بهم كان قبل القصف ب10 دقائق فقط وبعدها نزل وجلس تحت المنزل ينتظر المياه لأنها كانت قاطعة لعدم وجود الكهرباء. وحاليا توجد والدته فى المستشفى وتعانى من إصابة خطيرة وشقيقته جراء انفجار صاروخ، وتتباين الإصابات بين حروق وكسور فى مناطق متفرقة من الجسم، بالإضافة إلى إصابته إثر سقوط عمود عليه فى رأسه، وقال: «استطعنا دفن أقاربى بعد خروجهم من تحت الأنقاض». مأساة كبرى يعيشها الصحفى، لم يكن يتوقعها فى حياته، بأن يفقد معظم أسرته دفعة واحدة، ويظل فى قلب الميدان، ينزف حزناً ويتابع الأحداث بألم لن يهدأ أبداً، فلم يعد هناك بيت يأوى إليه، يجلس فى طرقات المستشفيات لينام، ويتخذ من الشارع بيتاً له بدلاً من المنزل الذى تدمر فجأة، وفقد الأهل والأحباب ولم يبقَ سوى وطن مسلوب يحاول استعادته بعد أن دفع شعبه الثمن غالياً، وتابع: «لسه معنوياتنا مرتفعة وبندافع عن أرضنا وبننقل الحقيقة». كأى إنسان لم يتمالك دموعه وهو يودع أعز ما لديه، بكى بحرقة على فراق العائلة التى استشهد معظم أفرادها، ينظر إلى البيت الذى تحول إلى ركام وكومات من التراب، يفتش تحتها ليخرج ما تبقى من أشلاء أهله، وواصل: «وضعنا صعب مهما نحكى مش هنقدر نوصّل الوضع اللى بنعيشه». وقال إنه عانى مر المعاناة حتى يخرج أهله من تحت الأنقاض بسبب نقص المعدات لرفع حطام الطوابق الأربعة، وتابع: «البيت اتساوى بالأرض وفضلنا بالأيام ندوّر على الباقيين من الأهل»، معبراً عن حزنه الشديد من رحيل العائلة وتركه يعانى من آلام الفقد لأنه «صعب عليا أفقد إخواتى وولادى غير ولادهم وأعمامى، صدمة كبيرة بنحاول نتجاوزها عشان نكمل رسالتنا فى نقل الأحداث».